تحت عنوان: " الرقص على فوهة بركان "، علقت كاتبة العامود في صحيفة لا بريس ليزيان غانيون على أحداث ليلة رأس السنة في ألمانيا. قالت:
إن الاعتداءات التي ارتكبها آلاف المهاجرين في أوروبا ليلة رأس السنة كانت بمثابة قنابل موقوتة أكدت مخاوف الذين كانوا يخشون تسلل عناصر مجرمة بين المهاجرين الذين يتوافدون بكثرة إلى الأراضي الأوروبية باسم حق اللجوء.
واليوم توضحت الأمور أكثر بعد إصرار الإعلام الذي أرغم السلطات على الخروج عن تكتمها المريب فاكتشفنا أن الاعتداءات لم تقتصر على ألمانيا إنما وقعت اعتداءات مماثلة في هلسنكي وستوكهولم المعروفة بانفتاحها واستقبالها السخي للاجئين على أيدي مهاجرين عراقيين خاصة.
وتتابع ليزيان غانيون: في كولونيا، رُفعت خمسمئة وست عشرة شكوى ، أربعون بالمئة منها لاعتداءات جنسية وسرقة موصوفة، وفي هامبورغ تلقت الشرطة مئة وثلاثا وستين شكوى كما وقعت أحداث مماثلة في ميونيخ وفرانكفورت وبرلين. واعتبر وزير العدل الألماني أن تحركات تلك الحشود في كولونيا كانت بالتأكيد مخططة ومنسقة. وتسأل ليزيان غانيون: بأي هدف؟ والجواب ليس واضحا لأنه لا يمكننا أن نفهم ما سيجنيه هؤلاء المهاجرون من استفزاز المجتمعات المضيفة.
إن ما هو واضح هو أن ألمانيا، بالرغم من فعاليتها الأسطورية، غير قادرة على ضبط مليون ومئة ألف طالب لجوء وقد فتحت الباب أمامهم بصورة متهورة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العام الماضي.
وتتابع ليزيان غانيون: إن الاعتداءات التي وقعت في كولونيا قام بها خاصة مغاربة وجزائريون وافدون من دول لا تعاني الحرب وبالتالي كان يجب ترحيلهم لو تمت دراسة ملفاتهم ولو كانت ألمانيا تمتلك وسائل التفريق بين اللاجئين الحقيقيين واللاجئين المزيفين. وبما أن البلاد لم تكن مستعدة لإجراء تدقيق جدي في طلبات اللجوء التي قدمها أفواج النازحين سيرا على الأقدام، كان الحذر يقضي بالحد من هذا التدفق التواصل.
وثمة معلومة مقلقة: فالرجل الذي هاجم مخفر الشرطة في باريس في السابع من الشهر الجاري وهو يصرخ "ألله أكبر" ووجدت في حوزته وثائق تؤكد انتماءه إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" كان أقام في ملجأ لطالبي اللجوء بالقرب من كولونيا. وأسوأ من ذلك، فطارق بلقاسم، فضلا عن كونه من الجنسية التونسية وبالتالي غير مؤهل للحصول على اللجوء، كان يعيش في ألمانيا منذ العام 2011 . وبالرغم من إدانته بارتكاب بعض الجرائم، تمكن من تقديم طلبات لجوء في عدة دول.
ألمانيا ترقص على فوهة بركان، تقول ليزيان غانيون، في وقت يتدفق فيه اللاجئون بوتيرة ثلاثة آلاف لاجئ يوميا إلى بلدات من مثل سومت (عدد سكانها مئة شخص) حيث حشر ألف لاجئ في مركز مصنع سابق، أي ما يوازي عشرة أضعاف عدد السكان، بينما يقيم لاجئون معظمهم ضمن جماعات غير منظمة في المدن وبدون أي تأطير أو رقابة. وإذا ما اعتمدنا مثال بلقاسم، فإن مديري ملاجئ إقامة طالبي اللجوء يبدون غير قادرين على اكتشاف من منهم يؤيد "الدولة الإسلامية"، وكل ذلك لا يبشر بالخير، تخلص ليزيان غانيون مقالتها في صحيفة لا بريس.استمعوا
راديو كندا الدولي – ليزيان غانيون – لا بريس
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.