إذا كان عالم الفنّ قد توقّع خبر وفاة الفنّان والامبريزاريو رينيه انجليل، إلاّ أنّ الصدمة كانت كبيرة لدى إعلان خبر وفاته.
وتوالت ردود الفعل من كلّ مكان وكلّها تثني على رجل صاحب موهبة فذّة وبعد نظر، وزوج وأب محبّ لأسرته، وفاعل خير.
رينيه انجليل، الفنّان الكندي من أصول سوريّة ولبنانيّة، واحد من كبار عالم الفنّ باعتراف الكثيرين.
الفنّان ومديرالمواهب الفنيّة وزوج النجمة العالميّة الذائعة الصيت سيلين ديون ومدير أعمالها، استطاع أن يتغلّب على الكثير من العقبات والمصاعب منذ انطلاق مسيرته قبل عقود من الزمن.
لكنّ السرطان غلبه وتوفّي انجليل في منزله في لاس فيغاس بعد صراع طويل وشجاع مع المرض الخبيث الذي شخّصه الأطبّاء لديه عام 1999.
وخضع انجليل لعمليّة استئصال ورم سرطاني في الحلق، ومرّ بفترة تراجعت فيها علامات المرض.
لكنّ حالته الصحيّة ساءت وظهر السرطان من جديد عام 2014 .
أبصر انجليل النور في مونتريال عام 1942من أب سوري وأمّ لبنانيّة وتابع دراسته في المدينة.

تتحدّث باسكال هاريسون جوليان الصحافيّة في تلفزيون راديو كندا عن انطلاق مسيرة انجليل الفنيّة مع فرقة "لي باروني" في مونتريال مطلع ستينات القرن الماضي.
وتقول إنّ شهرته ازدادت عندما عمل على صقل مواهب فنّانين كيبيكيّن من بينهم رينيه سيمار وجينيت رونو.
ويوضح انجليل طبيعة عمله في هذه الفترة فيقول:
لست وكيل عروض فنيّة والناس يعرّفونني بأنّي امبريزاريو ولكنّي لست في الواقع كذلك بل أعتبر نفسي كفنّان وجزء من فريق فنّي.
وشكّل تخلّي الفنّانة الكيبيكيّة جينيت رونو عنه منعطفا مهمّا في حياته قاده للتعرّف إلى أسرة الفتاة المراهقة صاحبة الصوت الذهبي سيلين ديون لتبدأ منذ ذلك الوقت رحلته معها ومع النجاح والتألّق.
فقد آمن رينيه انجليل بموهبة سيلين ديون وهي بعد في الثانية عشرة من عمرها.
"أفضّل الاهتمام بفنّان واعد على الاهتمام بخمسة فنّانين او ستّة موهوبين ولكنّ موهبتهم لن تتخطّى حدود كيبيك "قال يومها رينيه انجليل.
وراهن على سيلين ديون وعمل على صقل موهبتها لتكرّ سبحة النجاحات من كيبيك إلى فرنسا والولايات المتّحدة والعالم بأسره حيث لمع اسم سيلين ديون في سماء الفنّ وراحت الفنّانة تحصد الجوائز الواحدة تلو الأخرى ومن بينها جائزة اوسكار عن أغنيتها الشهيرة في فيلم تايتانيك.
وتطوّرت علاقة العمل إلى قصّة حبّ وتزوّجت سيلين ديون عام 1994 من مدير أعمالها وحبيبها رينيه انجليل الذي يكبرها بست وعشرين سنة ورُزق الزوجان بثلاثة أولاد.
"كنت دوما معجبة بحسّه المرهف وخبرته وجماله وإحساسه ونضوجه وموهبته في التحدّث إليّ" قالت سيلين ديون في إحدى المقابلات عن زوجها رينيه انجليل.

يعلّق المنتج والشاعر الغنائي الكندي لوك بلاموندون على رحيل رينيه انجليل فيقول:
لقد ادرك مقدرة صوت سيلين ديون عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها. وعندما فازت بجائزة مهرجان طوكيو قال إنّه اكتشف المغنّية التي ستكون الأولى في العالم. وسخرنا منه في حينه يقول لوك بلاموندون.
لكنّ انجليل أثبت قدراته وموهبته كمدير مواهب وصانع فنّانين من الطراز الأوّل.
ونجح بفضل مثابرته وذكائه وبعد نظره وأيضا وخصوصا بفضل ملهمته سيلين ديون في بناء إمارة ماليّة تقدّر بنحو 700 مليون دولار.
وفي العام 2013، حلّ الزوجان في المرتبة مئة وواحد من بين أغنى الأغنياء في كندا وفق ما كتب جيرالد فيليون الصحافي ومحرّر الأخبار الاقتصاديّة في تلفزيون راديو كندا.
وقد باعت سيلين ديون 225 مليون نسخة من 33 البوما صدرت لها خلال مسيرتها الفنيّة.
وأسّس رينيه انجليل عام 1979 شركة الانتاج التي تحمل اسمه، والتي كانت وراء انطلاقته منذ أن تبنّى موهبة سيلين ديون الفنيّة.
وأصبحت الشركة فيما بعد معروفة تحت اسم فيلينغ للإنتاج.
ولمع اسم سيلين ديون على الساحة العالميّة واخترقت النجمة العالميّة ساحة الفنّ في لاس فيغاس من خلال عرض متواصل تقدّمه على مسرح سيزار بالاس، لقي رواجا كبيرا ممّا دفع بإدارة المسرح إلى تجديد العقد الموقّع معها.
ويشارك الزوجان في أعمال خيريّة وهما ملتزمان بمساعدة مستشفى سانت جوستين للأطفال في مونتريال.
وتمكّن المستشفى بفضل مساعدة سيلين ديون من جمع تبرّعات بقيمة 125 مليون دولار عام 2002 و 150 مليون دولار عام 2012.
وتقول سيلين ديون إنّها تعلّمت من زوجها أنّ بإمكان المرء أن يكون لطيفا ومنصفا وأن يكون ناجحا في عالم الأعمال في الوقت عينه.
(راديو كندا الدولي وراديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.