الضحايا الكيبيكيون

الضحايا الكيبيكيون
Photo Credit: راديو كندا

” لم نعد مجرد مشاهدين “

تحت عنوان: " لم نعد مجرد مشاهدين " علق المحرر في صحيفة لو سولاي الصادرة في كيبيك بيار أسلان على مقتل ستة كيبيكيين في العملية الإرهابية في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو. قال:

إن مقتل باتريس فانسان وناتان سيريللو ( وهما جنديان كنديان قتل أحدهما في سان جان والثاني في إوتاوا) في تشرين – أول – أكتوبر عام 2014، زعزع  إحساسنا بالحصانة في وجه جنون الجهاديين القاتل، لكننا بقينا مجرد مشاهدين للاعتداءات التي وقعت في باريس واسطنبول وبيروت وباماكو، تلك الاعتداءات المنسقة والمجانية والمخطط لها أن تسقط أكبر عدد ممكن من الضحايا.

لكن الأمر اختلف اليوم. فبالأمس كان لنا خيار أن نكون "شارلي إيبدو" أو لا ، لكننا اليوم جميعا بوركينافاسيون، شئنا أم أبينا. نحن جميعا كارييه وشابو وبيرنييه، ( وهي أسماء الضحايا الكيبيكيين).

ويتابع بيار أسلان: إن الإرهاب المرتكب باسم الإسلام يضرب كل الشعوب بلا تفرقة. ومع سقوط ضحايا كيبيكيين في اعتداء مخطط له منذ فترة طويلة، باتت الحرب على الإرهاب حربنا جميعا.

إن أصدقاء إيف ومود كارييه وأبناءهم كانوا على الخط الأمامي لمعركتهم ضد الفقر والجهل والتطرف، وسلاحهم كان المساعدة والتعاضد والسخاء وإذا ما أردنا تخليد ذكراهم وإعطاء معنى لحياتهم لا لموتهم، فعلينا مواصلة دعم ما كانوا يقومون به.

لكن على كندا أيضا، يستدرك بيار أسلان، أن تساهم في الحرب العسكرية. وكانت والدة الضحية مود كارييه ناشدت أمس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بالقول: "أتمنى لو أن جوستان ترودو، بدل أن يكتفي بالتنديد بالكلام، أن يحارب هو الآخر بطائراته".

ويذكّر بيار أسلان أنه مر ثلاثة أشهر على تسلم ترودو مقاليد السلطة في كندا. وإذا كانت حكومته  تمكنت خلال ثلاثة أشهر من إطلاق عملية أوصلت حتى الآن أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري إلى كندا، فبإمكان ترودو اليوم بدون شك ألا يكتفي بأقوال تافهة بشأن ما يعتزم فعله للمشاركة في التحالف الدولي. لقد حان الأوان ليظهر أن حكومته تمتلك استراتيجية وأن تعهده بإعادة الطائرات المقاتلة إلى البلاد لم يكن مجرد مناورة انتخابية فتصاريحه باتت فارغة أكثر فأكثر علما أنها لم تكن ذات عمق في السابق أصلا.

عليه أن يعرض بوضوح موقفا صريحا وواضحا فستة من مواطنيه قتلوا باعتداء جبان. صحيح أن مهمات الطائرات الكندية المقاتلة ما كانت لتغير شيئا بالطبع لكن من حق الكنديين أن يعرفوا حقيقة موقف حكومتهم.

ويتابع بيار أسلان في لو سولاي: لقد تكاثرت العمليات الإرهابية عبر العالم خلال الأشهر القليلة الماضية والمنافسة بين الفصائل (الإسلامية) جعلتها أكثر انتشارا واعتداءات واغادوغو نفذها فصيل تابع للقاعدة لكن التفرقة بين تلك الفصائل المتنافسة لم تعد ذات أهمية. إن المجموعات والأسلحة تصدّر من الدول المغاربية، من ليبيا والجزائر باتجاه إفريقيا الغربية وهذه الموجة من العنف لا تهدف إلى إظهار القوة فالإرهابيون يهاجمون أهدافا سهلة بدون دفاع ودون أن يحققوا مكاسب استراتيجية على الأرض ، فالحرب حرب بروباغاندا تهدف إلى زعزعة الدول وإرغام المساعدات الأجنبية على المغادرة.

ويخلص بيار أسلان مقاله في صحيفة لو سولاي متسائلا: ماذا كانت ردة فعلنا لو لم يسقط ضحايا كيبيكيون؟ اللامبالاة؟ هذا الترف لم يعد مقبولا.

راديو كندا الدولي - صحيفة لو سولاي.استمعوا

فئة:دولي
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.