Photo Credit: RCI/ راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 24-01-2016

مقتطفات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.

ذي ناشونال بوست: القضاء ماليّا على تنظيم "الدولة الاسلاميّة"

صحيفة ذي ناشونال بوست تناولت في تعليق وقّعه مات غورني  تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وأشارت إلى التراجع الذي يسجّله مسلّحوه، وإلى استعادة القوّات المحليّة العراقيّة مدعومة بقوّات التحالف الجويّة، عددا من المناطق التي كان يحتلّها في سنجار والرمادي.

وأضافت بأنّ قوّات الأمن العراقيّة  هزمت مسلّحي التنظيم وردّت هجماتهم بدعم من طائرات التحالف الدولي الذي تساهم كندا فيه بصورة متواضعة.

وفي سوريّا، ساهم التدخّل الروسي في تعقيد الأمور بالنسبة لدول الغرب وفي تعزيز موقع الرئيس السوري بشّار الأسد الذي أمكنه الوقوف بحزم في وجه تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وكانت القوّات السوريّة ستتراجع لولا الغارات الروسيّة على مواقع التنظيم ومواقع مجموعات معارضة لنظام الأسد.

وترى الصحيفة في كلّ ذلك أخبارا جيّدة تُضاف إليها أخبار الصعوبات الماليّة التي تواجه تنظيم "الدولة الاسلاميّة" والتي اضطرّته للاقتطاع بحدّة في مرتّبات مقاتليه وفق ما ورد في تقرير نشرته خليّة التفكير الاميركيّة "ميدل ايست فوروم".

ولا أحد يرغب في إجراء الاقتطاعات في حالات مماثلة تقول ذي ناشونال بوست وتضيف أنّه من غير المستغرب أن يؤدّي خفض الرواتب إلى تراجع معنويّات المسلّحين.

و ترى في ذلك فرصة لتحقيق تقدّم كبير في مواجهة التنظيم.

ومنذ أحداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر أصبح الغرب بارعا في مواجهة تمويل المجموعات الإرهابيّة وتجميد حساباتها واعتقال مموّليها.

وتنظيم "الدولة الاسلاميّة" يطرح تحدّيات ضخمة ولا بدّ من قطع الطريق حيث أمكن أمام حملات جمع التبرّعات  التي يجريها على الصعيد الدولي.

ولكنّه من الصعب مواجهة تدفّق الأموال من أبناء المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم ومن مصادر النفط التي استولى عليها.

عناصر من الشرطة الاندونيسيّة في جاكارتا التي استهدفها هجوم تبنّاه تنظيم
عناصر من الشرطة الاندونيسيّة في جاكارتا التي استهدفها هجوم تبنّاه تنظيم "الدولة الاسلاميّة" © Darren Whiteside / Reuters

والمؤكّد أن تفجير آبار النفط في سوريّا والعراق يضرّ اليوم بالتنظيم ولكنّه يجعل من الصعب على الحكومتين المقبلتين  في سوريّا والعراق إعادةَ بناء اقتصادها ومجتمعاتها.

وينبغي عدم الاستخفاف بالتبعات البيئيّة المتمثّلة في قصف آبار النفط بالمتفجّرات الشديدة القوّة تقول الصحيفة.

وتذكّر بأعمدة الدخان الكثيفة والدخان الأسود الذي لفّ الشرق الأوسط  بعد أن أحرق الدكتاتور العراقي صدّام حسين حسب قول الصحيفة آبار النفط في الكويت عام 1991.

وتتابع فتشير إلى أنّ الضعف السياسي والاقتصادي هذا أتاح أمام التنظيم تحقيق التقدّم.

وأفضل طريقة لقطع المورد الضريبي عنه تكون من خلال تحرير المناطق التي استولى عليها.

ويمكن للغرب بدل استهداف آبار النفط والبنى الداعمة، أن يستهدف الآليّات التي تنقل النفط.

و لكنّ كلّ ذلك لن يكفي  كما تقول ذي ناشونال بوست و تتحدّث عن الحاجة إلى نشر قوّات بريّة من الغرب او سواه.

والعدوّ الذي يعاني من الافلاس والاحباط ويجهد في تجنيد مقاتلين جدد هو هدف أسهل بكثير من عدوّ  ينعم بالمال الوفير وجنوده مرتاحون.

و القضاء على تنظيم "الدولة الاسلاميّة" على الأرض يبدأ من القضاء عليه ماليّا تقول الصحيفة في ختام تعليقها.

" لم نعد مجرد مشاهدين "

الضحايا الكيبيكيون في تفجير واغادوغو
الضحايا الكيبيكيون في تفجير واغادوغو © CBC

تحت عنوان: " لم نعد مجرد مشاهدين " علق المحرر في صحيفة لو سولاي الصادرة في كيبيك بيار أسلان على مقتل ستة كيبيكيين في العملية الإرهابية في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو. قال:

إن مقتل باتريس فانسان وناتان سيريللو ( وهما جنديان كنديان قتل أحدهما في سان جان والثاني في إوتاوا) في تشرين – أول – أكتوبر عام 2014، زعزع  إحساسنا بالحصانة في وجه جنون الجهاديين القاتل، لكننا بقينا مجرد مشاهدين للاعتداءات التي وقعت في باريس واسطنبول وبيروت وباماكو، تلك الاعتداءات المنسقة والمجانية والمخطط لها أن تسقط أكبر عدد ممكن من الضحايا.

لكن الأمر اختلف اليوم. فبالأمس كان لنا خيار أن نكون "شارلي إيبدو" أو لا ، لكننا اليوم جميعا بوركينافاسيون، شئنا أم أبينا. نحن جميعا كارييه وشابو وبيرنييه، ( وهي أسماء الضحايا الكيبيكيين).

ويتابع بيار أسلان: إن الإرهاب المرتكب باسم الإسلام يضرب كل الشعوب بلا تفرقة. ومع سقوط ضحايا كيبيكيين في اعتداء مخطط له منذ فترة طويلة، باتت الحرب على الإرهاب حربنا جميعا.

إن أصدقاء إيف ومود كارييه وأبناءهم كانوا على الخط الأمامي لمعركتهم ضد الفقر والجهل والتطرف، وسلاحهم كان المساعدة والتعاضد والسخاء وإذا ما أردنا تخليد ذكراهم وإعطاء معنى لحياتهم لا لموتهم، فعلينا مواصلة دعم ما كانوا يقومون به.

لكن على كندا أيضا، يستدرك بيار أسلان، أن تساهم في الحرب العسكرية. وكانت والدة الضحية مود كارييه ناشدت أمس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بالقول: "أتمنى لو أن جوستان ترودو، بدل أن يكتفي بالتنديد بالكلام، أن يحارب هو الآخر بطائراته".

ويذكّر بيار أسلان أنه مر ثلاثة أشهر على تسلم ترودو مقاليد السلطة في كندا. وإذا كانت حكومته  تمكنت خلال ثلاثة أشهر من إطلاق عملية أوصلت حتى الآن أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري إلى كندا، فبإمكان ترودو اليوم بدون شك ألا يكتفي بأقوال تافهة بشأن ما يعتزم فعله للمشاركة في التحالف الدولي. لقد حان الأوان ليظهر أن حكومته تمتلك استراتيجية وأن تعهده بإعادة الطائرات المقاتلة إلى البلاد لم يكن مجرد مناورة انتخابية فتصاريحه باتت فارغة أكثر فأكثر علما أنها لم تكن ذات عمق في السابق أصلا.

عليه أن يعرض بوضوح موقفا صريحا وواضحا فستة من مواطنيه قتلوا باعتداء جبان. صحيح أن مهمات الطائرات الكندية المقاتلة ما كانت لتغير شيئا بالطبع لكن من حق الكنديين أن يعرفوا حقيقة موقف حكومتهم.

ويتابع بيار أسلان في لو سولاي: لقد تكاثرت العمليات الإرهابية عبر العالم خلال الأشهر القليلة الماضية والمنافسة بين الفصائل (الإسلامية) جعلتها أكثر انتشارا واعتداءات واغادوغو نفذها فصيل تابع للقاعدة لكن التفرقة بين تلك الفصائل المتنافسة لم تعد ذات أهمية. إن المجموعات والأسلحة تصدّر من الدول المغاربية، من ليبيا والجزائر باتجاه إفريقيا الغربية وهذه الموجة من العنف لا تهدف إلى إظهار القوة فالإرهابيون يهاجمون أهدافا سهلة بدون دفاع ودون أن يحققوا مكاسب استراتيجية على الأرض ، فالحرب حرب بروباغاندا تهدف إلى زعزعة الدول وإرغام المساعدات الأجنبية على المغادرة.

ويخلص بيار أسلان مقاله في صحيفة لو سولاي متسائلا: ماذا كانت ردة فعلنا لو لم يسقط ضحايا كيبيكيون؟ اللامبالاة؟ هذا الترف لم يعد مقبولا.

فندق
فندق "سبلنديد" (Splendid) في واغادوغو بعد تعرضه للهجوم يوم الجمعة الفائت. © Radio-Canada

أفلتت بوركينا فاسو لغاية الأسبوع الفائت من العنف الجهادي الذي يمزق اثنيْن من جيرانها في منطقة الساحل الإفريقي، النيجر ومالي، كتب اليوم كاتب العمود غي تايفير في صحيفة "لو دوفوار" في إشارة إلى الهجوم الذي ضرب العاصمة البوركينية واغادوغو يوم الجمعة الفائت موقعاً 30 قتيلاً على الأقل، بينهم ستة عمال إنسانيين كنديين من مقاطعة كيبيك، وعدداً مماثلاً من الجرحى، والذي تبناه تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

من الممكن الاعتقاد أن للرئيس البوركيني السابق، بليز كومباوري، دوراً ما في هجوم الجمعة الفائت في واغادوغو، أو أن له مصلحة في حصوله، هو الذي حكم بلده بيد من حديد طيلة 27 عاماً قبل أن يُطرد من الحكم في آخر تشرين الأول (أكتوبر) الفائت عقب انتفاضة شعبية، يرى غي تايفير في مقال بعنوان "وجه الأعداد" في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال.

ويضيف غي تايفير أن للرئيس السابق كومباوري المنفي حالياً في ساحل العاج معاشرات واتصالات متعددة الأطباع.

بعد الهجمات التي استهدفت باريس ومدينة سان بيرناردينو الأميركية، وبعد تلك التي ضربت مؤخراً كلاً من جاكارتا واسطنبول، يواصل المشروع الإرهابي لتنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح تمدده خارج العراق وسوريا. ويبدو أن هذا التنظيم وأتباعه يحققون نجاحاً بجعلنا نشعر أننا مستهدفون في كل مكان، وهو شعور يزداد حدة بسبب منافسة تنظيم "القاعدة" له في استخدام الرعب، كما رأينا يوم الجمعة في الهجوم على فندق "سبلنديد" ومقى "كابوتشينو" المجاور في واغادوغو، يقول غي تايفير.

والعنف يصبح أقل عمياً بالنسبة لنا عندما يطال مدنيين من جنسيات غربية. فخلف الأعداد أعين وأصوات وقصص، يقول غي تايفير.

في بغداد حصد هجوم مزدوج قبل أسبوع ونيف 40 قتيلاً على الأقل في مقهى ومركز تجاري. وفي تقرير نشرته أمس الثلاثاء تندد الأمم المتحدة بالآثار "الخطيرة والكبيرة" للنزاع المسلح في العراق على المدنيين. فخلال فترة الأقل من سنتيْن الممتدة من 1 كانون الثاني (يناير) 2014 حتى 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2015 أوقعت أعمال العنف في العراق 18802 قتيل و36245 جريحاً في صفوف المدنيين، من بينهم مئات الضحايا "الجانبية" للغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقد يساعدنا هؤلاء على رؤية أولئك، يقول غي تايفير.

في إفريقيا الغربية كما في الشرق الأوسط يتجذر الإرهاب بسهولة أكبر حيث تكون الدولة ضعيفة وفاسدة. ومكافحة خطر الإرهاب تحتاج لإجراءات أمنية، بالتأكيد. ولكن ليس فقط لهذه الإجراءات، يقول كاتب العمود في "لو دوفوار".

فإذا ما نظرنا فقط إلى هذه المنطقة من إفريقيا حيث ممارسة السلطة تفلت من العقاب، نرى أن الدول لا تقوم سوى بالقليل في مجال الاستخبارات لعدم وجود الإرادة السياسية لذلك. تماماً كما تقوم النخب المتمتعة بامتيازاتها في تلك الدول ببناء دولة القانون وحماية المصلحة المشتركة في لامبالاة كبيرة. واللامبالاة إزاء هذا الواقع هي أيضاً من سمات باقي الأسرة الدولية، علماً أن بناء دولة القانون وحماية المصلحة المشتركة يشكلان المفتاح الحاسم لمواجهة الجهاديين، يختم غي تايفير.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.