صور الضحايا الكيبيكيين على مذبح كنيسة بوبور

صور الضحايا الكيبيكيين على مذبح كنيسة بوبور
Photo Credit: ICI Radio-Canada

“جريمة ضد العمل الإنساني “

تحت عنوان: "جريمة ضد العمل الإنساني " ، كتب المحرر في صحيفة لا بريس ستيفان لا بورت يقول:

في الخامس عشر من الشهر الجاري وقع اعتداء آخر على كوكب الأرض. هذه المرة لم يقع في نيويورك أو باريس، إنما في واغادوغو. هل تذكرون؟ بدون شك تذكرون هذا الاعتداء.

ذلك أن الاعتداءات التي تقع في مدن لا نعرفها سرعان ما ننساها                                                                                                                                               فهي تمر كخبر عادي في نشرة الأخبار المسائية وننتقل بعدها إلى عنوان آخر من مثل: ماذا يجري لفريق كاناديان للهوكي. لكن هذه المرة لم نطوِ الصفحة بسرعة لأن بين الضحايا ستة كيبيكيين ما دفعنا إلى الحديث أكثر عن الاعتداء ولكن بصورة غير كافية.

ويستعرض ستيفان لابورت وقائع الاعتداء وأسماء الضحايا فيعتبرهم أبطالا  ليس بسبب موتهم إنما بسبب حياتهم. لقد كانوا عمالا إنسانيين. ولكي تكون عاملا إنسانيا فأنت بحاجة إلى قلب سوبرمان. نحن نواجه يوميا البؤس الإنساني وأمام تفاقمه نريح ضميرنا باعتبار أننا لا نستطيع فعل أي شيء فالبؤس كبير وهو متجذر في المجتمعات والأمر كذلك منذ زمان بعيد وسيبقى كذلك فلا نتصرف ونواصل حياتنا.

لكن العمال الإنسانيين لا يفكرون بهذه الطريقة إنما يتصرفون وبدل تغميض عيونهم، يشمرون عن سواعدهم ويتوجهون إلى حيث المآسي، يساعدون، يعالجون، يعلّمون ويبنون.

وهم لا يقومون بذلك بحثا عن مكافأة أو اعتراف بالجميل، وهم قلما يحصلون عليه وحتى لا يحصلون عليه أبدا، على كل لا يحصلون عليه منا نحن فمن منا كان قادرا قبل الاعتداء عليهم، من إعطاء أسماء ستة  عمال إنسانيين كيبيكيين؟ علما أنهم هم من يستحقون أن يكونوا مثالا يحتذى. فجميل جدا ربح جائزة الأوسكار والفوز بكأس ستانلي (في الهوكي) فهما نجاحان ملهمان يدفعان إلى الحلم، لكن بناء مدرسة في بوركينافاسو إنجاز أكبر وأهم وهو يدفع إلى ما هو أفضل من الحلم، إلى الحياة.

ومع معرفتنا ذلك، نستمر بتجاهلهم يقول ستيفان لا بورت في لا بريس ويضيف: علاقتنا بالعمال الاجتماعيين علاقة غريبة فنحن نقدرهم ولكن عن بعد وبصراحة هم يزعجوننا أحيانا لأنهم يضعوننا أمام محدودية طاقاتنا.  لماذا لسنا مثلهم؟ لماذا لا نتخلى عن كل شيء لمحاولة تغيير العالم؟ وهم يبدون أكثر سعادة منا جراء عطائهم ذاتهم وتخليهم عن ذاتهم.

ويتابع ستيفان لا بورت: العمال الاجتماعيون يجعلوننا نشعر بالذنب دون قصد وبقدر ما هو كبير جدا ما يفعلونه بقدر ما هو سهل جدا، وبمتناول الجميع إذ يكفي أن نريده ونقرره. لكننا، مع رغبتنا بذلك، لسنا قادرين فأناس كثيرون وأشياء كثيرة تربطنا وتمنعنا. والخير يمكن أن نقوم به بعيدا عنا ولكن أيضا قريبا منا مع أناس نحبهم وأحيانا تكون الأمور أكثر تعقيدا مع من نحبهم.

ويتابع ستيفان لا بورت: كانت ثمة عائلة رائعة في بلدة لاك بوبور تسودها محبة كبيرة مكنتها من الذهاب لمحبة الآخرين لكن الإرهابيين قضوا عليها، بدون أي سبب. ولنجرب أن نفكر بعقل إرهابي. نقتل الاستغلاليين نقتل من يجسد الخطيئة وهذا شنيع طبعا ولكن يمكن تبريره لدى من له عقل مجنون، ولكن قتل من جاء لمساعدة أطفالنا ليس أمرا مفهوما حتى في دماغ مجنون. إن قتل العمل الانساني يوسع حدود الجنون فحتى في النزاعات الأكثر دموية، يحترم المقاتلون الصليب الأحمر. فإلى أين نحن متجهون؟ إلى جهنم؟ نحن أصلا فيها.

إن الحق إلى جانب العمال الاجتماعيين يقول لا بورت، وإذا أردنا تغيير العالم علينا ألا ننتظر جوستان (رئيس الحكومة الكندية) ولا باراك ولا بوتين...وحدهم الناس الوديعون الطيبون قادرون على ذلك.

كان يجب وقوع مجزرة ضد العمال الانسانيين حتى يتصدروا العناوين بينما إنجازاتهم الرائعة كافية وحدها كي نتحدث عنهم كل يوم خلال حياتهم لا موتهم. ولو تحدثنا عن العمال الاجتماعيين بقدر ما تحدثنا عن القتلة لكانت الأمور أفضل على الأرض، يختم ستيفان لا بورت مقالته في صحيفة لا بريس

راديو كندا الدولي – ستيفان لا بورت – صحيفة لا بريس.استمعوا

فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.