مشروع شركة ترانس كندا لإنشاء خطّ أنابيب النفط انرجي ايست كان في صدارة مجموعة من المواضيع المطروحة على جدول أعمال رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو وعمدة مونتريال دوني كودير خلال لقاء جمعهما صباح يوم الثلاثاء في مونتريال.
ويهدف المشروع لبناء أنبوب لنقل النفط الخام المستخرج من الرمال الزفتيّة في مقاطعة البرتا في وسط الغرب الكندي إلى مدينة سانت جون في مقاطعة نيوبرنزويك في الشرق المطلّ على الأطلسي.
و يمتدّ الأنبوب بطول 4500 كيلومتر ويمرّ بالعديد من المدن الكنديّة ومن بينها مونتريال. وتختلف المواقف منه تبعا للعديد من الاعتبارات.
ففي حين يحظى المشروع بتأييد الشركات النفطيّة ومنتجي النفط، يلقى معارضة دعاة البيئة الذين يتخوّفون من مضاعفاته الوخيمة.
وقبل أيّام ، أعلن عمدة مونتريال دوني كودير وعدد من رؤساء البلديّات في مونتريال الكبرى عن معارضتهم للمشروع.
وأعرب كودير عن مخاوفه إزاء المشروع ومضاعفاته على مجاري المياه في مونتريال التي هي في اغلب الأحيان مصدر لمياه الشرب وممّا قاله عمدة مونتريال:
في حال وقوع حادثة، فهي تهدّد عمليّات استخراج مياه الشرب في العديد من المدن في منطقة مونتريال الكبرى. وشركة انيرجي ايست لم تقدّم بعد خطّتها للتدخّل لدى وقوع الحوادث.
ونقولها دون مواربة بأنّ المشروع لم يجتز الامتحان على الصعد الاقتصاديّة والاجتماعيّة والبيئيّة والسلامة العامّة قال العمدة دوني كودير.
وتحدّث كلّ من رئيس الحكومة وعمدة مونتريال إلى الصحافيّين في أعقاب الاجتماع وأكّد كودير أنّ البحث تناول العديد من القضايا.
وأكّد أنّ مونتريال تؤيّد خطّة الحكومة للاستثمار في البنى التحتيّة بما فيها المشاريع الخاصّة بمونتريال، وأضاف بأنّه تطرّق إلى أوضاع اللاجئين السوريّين ودور مونتريال في تسهيل استقبالهم بالتعاون مع حكومة كيبيك.
كما تناول البحث الاستعدادات للاحتفال بمرور ثلاثمئة وخمسة وسبعين عاما على تأسيس مدينة مونتريال ومرور مئة وخمسين سنة على تأسيس الاتّحاديّة الكنديّة.
رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو أكّد في أعقاب لقائه بدوني كودير أنّه من الممكن تطوير الموارد الطبيعيّة وتنمية الاقتصاد بما يتوافق وحماية البيئة ونستمع إلى رئيس الحكومة:
هدفي الاعتراف بأنّ إحدى مسؤوليّات الحكومة الكنديّة هي توفير طرق لتصدير منتوجاتنا ومواردنا بطريقة مسؤولة. والأمر يقتضي في القرن الحادي والعشرين مسؤوليّة بيئيّة وموافقة المجتمع والشراكة مع السكّان الأصليّين.
واعتبر ترودو أنّ الأمر لم يعد محصورا بالقرارات الحكوميّة بل أنّ المجموعات المختلفة تبدي رأيها وموافقتها على المشاريع المختلفة.
و حول ما إذا كان سيعمد إلى إقناع رؤساء البلديّات في مونتريال الكبرى بمشروع أنبوب انيرجي ايست قال رئيس الحكومة:
دور الحكومة الفدراليّة يقضي بوضع طريقة يمكن من خلالها لشركة ترانس كندا او سواها اقناع الرأي العام بأنّ المشروع يصبّ لصالحه والحصول على موافقة الكنديّين عليه.
وتابع موضحا أنّ الحكومة ستلتزم بتعهّداتها التي قطعتها خلال الحملة الانتخابيّة بشأن انبعاث غازات الدفيئة المرتبطة بأيّ مشروع.
وأكّد أن المسؤوليّة مشتركة في اتّخاذ القرارات بشأن أيّ مشروع بين مختلف مستويات الحكومة والخبراء والسكّان الأصليّين والمواطنين .
واعتبر ترودو أنّ على الحكومة أن تتصرّف كحَكَم مسؤول في ملف مشرع أنبوب انيرجي ايست وفي كافّة المشاريع التي يجري تقييمها بشفافيّة تامّة ووفق معايير صريحة.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ ملف انبوب انيرجي ايست احتلّ حيّزا مهمّا من جلسات النقاش في مجلس العموم الكندي الذي استأنف دورته العاديّة يوم الاثنين.
ودعت زعيمة حزب المحافظين للمرحلة الانتقاليّة رونا امبروز رئيس الحكومة إلى الالتزام شخصيّا بإقناع عمدة مونتريال بتغيير موقفه المعارض لمشروع ترانس كندا.
(راديو كندا الدولي / راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.