تنوّعت اهتمامات الصحف الكنديّة اليوم واخترنا منها موضوعين : العلاقات الدبلوماسيّة مع ايران وأوضاع الاقتصاد العالمي.
تناولت صحيفة ذي غلوب اند ميل في تعليقها العلاقات الدبلوماسيّة مع إيران في مقال تحت عنوان: الديبلوماسيّة ليست فقط لأصدقاء كندا.
تقول الصحيفة إنّه خلال سنوات الحرب الباردة، عندما كان العالم يترقّب بخوف الدول العظمى، حافظت كندا على حضورها الدبلوماسي في الاتّحاد السوفياتي.
ولم يكن ذلك بفعل الصداقة. فكندا كانت واحدة من بين مؤسّسي تحالف مخصّص لاحتواء الاتّحاد السوفياتي وخوض الحرب ضدّه إذا لزم الأمر.
لكنّ كندا أدركت أنّه من الحكمة ومن الضروري الإبقاء على حضور متيقّظ ومنتج في معسكر الأعداء.
ومن غير الممكن للمتغيّب أن يحصل على المعرفة ، ناهيك عن عقد صفقات تجاريّة وتخفيف العدائيّة على الصعيد الانساني لمن يكون في عزلة.

وتتابع ذي غلوب اند ميل فتقول إنّ الدبلوماسيّة تسكن عالما من التعقيد الغامض.
ومهما كان التحدّث إلى الأصدقاء والتجارة مع الحلفاء جذّابا، فالتحدّي الأكبر يكمن في التعامل مع أنظمة تختلط لديها الدوافع، ولديها خطاب مقلق وولاءات مهدَّدة ، وغالبا ما يخفي سوء سلوك حكوماتها رغبة شعبيّة عميقة في التغيير.
وهذا هو العالم الذي وجدنا أنفسنا فيه بالنسبة لما يتعلّق بإيران تقول الصحيفة.
ووزير الخارجيّة الكندي ستيفان ديون أكّد أنّ كندا ستعيد فتح سفارتها في طهران، وستستأنف علاقاتها الدبلوماسيّة مع نظام ثيوقراطي ما زال حسب اعتراف الوزير ديون يشكّل تهديدا لحقوق الانسان وما زال عدوّ حلفائنا بمن فيهم اسرائيل. والقرار صحيح بشكل عام تقول ذي غلوب اند ميل.
ومن الممكن ألاّ نثق بالحكومة الايرانيّة وأن نقبل رغم ذلك أن تكون كندا حاضرة إن كانت تريد أن تلعب دورا على صعيد الترويج لحقوق الانسان وحماية مصالحها بما في ذلك أوضاع السجناء حاملي الجنسيّتين، والتفاوض على الطريقة الكنديّة في المنطقة حيث تلعب ايران دورا مؤثّرا في العراق في حين تكافح كندا تنظيم "الدولة الاسلاميّة"، فضلا عن ضرورة فهم هذه الدولة المهمّة المعقّدة.
ونحن بحاجة لنُشعر بوجود كندا لنتمكّن من بيع السلع الكنديّة في بلد يضمّ 80 مليون نسمة وعلى وشك الخروج من وطأة العقوبات الدوليّة المفروضة عليه.
وتتابع ذي غلوب اند ميل فتقول إنّ رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر أقفل السفارة الكنديّة في طهران عام 2012 وانضمّ إلى العقوبات الدوليّة على ايران التي كانت ضروريّة في حينه حسب قول الصحيفة.
ولكن الزمن يتغيّر وإيران تبدو ممتثلة للقواعد الدوليّة المفروضة بموجب الاتّفاق النووي.
والمجتمع الدولي عمد بالمقابل إلى خفض العقوبات المفروضة على ايران وتعزيز الانخراط الدبلوماسي، ويتعيّن على كندا أن تحذو حذوه تقول ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها.
وننتقل إلى صحيفة لابريس التي نشرت تعليقا بقلم آلان دوبوك يتناول فيه الأوضاع الاقتصاديّة .
يقول دوبوك إنّ تقلّبات الأسواق الماليّة والمؤشّرات الاقتصاديّة لا تقلقه عادة كما لا يقلقه تراجع الدولار الكندي إلى ما دون السبعين سنتا أميركيّا وسعر برميل النفط إلى ما دون الثلاثين دولارا.
لكنّه يشعر بالقلق هذه المرّة ليس على الاقتصاد الكندي الذي تأثّر سلبا بتراجع أسعار النفط .

فالاقتصاد الكندي سيستعيد عافيته وفق ما أكّده حاكم مصرف كندا المركزي ستيفن بولوز في تقريره بشأن السياسة الاقتصاديّة.
والمقلق في الواقع هو حالة انعدام الاستقرار والهشاشة الحاليّة وظهور مؤشّرات شبيهة بتلك التي سبقت الأزمة الاقتصاديّة عامي 2007 و2008 .
وبعيدا عن توقّع حدوث أزمة جديدة، يرى آلان دوبوك في تعليقه في لابريس أنّ الاقتصاد العالمي يبدو وكأنّه تحت وطأة منطق المضاربات وأنّ النموّ يرتكز على قواعد اصطناعيّة.
وكان من الممكن قراءة القلق بين سطور التوقّعات التي نشرها صندوق النقد الدولي قبيل انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا الذي تحدّث عن مخاطر حقيقيّة تواجه الاقتصاد العالمي وعراقيل قد تواجه النمو.
ويتحدّث الصندوق عن تراجع أسعار المواد الأساسيّة وتراجع النمو في الاقتصادات الناشئة وتشديد شروط الائتمان.
ويرى آلان دوبوك في تعليقه أنّ عاملي الخطر هما تراجع أسعار النفط ودور الصين في النمو العالمي.
وصحّة الاقتصاد العالمي كانت مرتبطة جزئيّا بالطفرة الاقتصاديّة في الصين، ومصيرها يرتكز إلى نجاح اقتصاد ناشئ لم يبلغ مرحلة النضوج ويخرج عن نطاق السيطرة. باختصار اقتصاد عالمي برجلين من الطين يقول آلان دوبوك في ختام تعليقه في صحيفة لابريس.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.