يجتمع اليوم وزراء خارجية كندا والولايات المتحدة والمكسيك، على التوالي ستيفان ديون وجون كيري وكلاوديا رويس ماسيو، في مدينة كيبيك في شرق كندا في إطار اللقاءات السنوية لرؤساء الدبلوماسية لدول أميركا الشمالية الثلاث وأيضاً للتحضير للقمة التي سيعقدها رئيسا الولايات المتحدة والمكسيك ورئيس الحكومة الكندية في وقت لاحق من السنة الحالية.
ومن المتوقع أن يتباحث وزراء الخارجية الثلاثة في لقائهم في العلاقات التجارية وشؤون الأمن والبيئة ومكافحة التغيرات المناخية.
وترغب أوتاوا بتعزيز التعاون في هذه الملفات مع شريكتيها في اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA)، الولايات المتحدة والمكسيك، كما سبق لرئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أن ذكر في الرسالة التي وجهها إلى وزير خارجيته ستيفان ديون والتي كانت من ضمن رسائل وجهها إلى كافة وزرائه في الأيام التي تلت تشكيل حكومته الليبرالية في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت.
وكان من المفترض أن يلتقي قادة الدول الثلاث في كندا العام الفائت، لكن رئيس الحكومة الكندية آنذاك، زعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر، ألغى لقاء القمة، وذلك على خلفية الخلاف بين أوتاوا وواشنطن بشأن أنبوب "كيستون اكس ال" (Keystone XL) لنقل النفط الخام من غرب كندا إلى جنوب الولايات المتحدة والخلاف بين أوتاوا ومكسيكو بشأن تأشيرات الدخول إلى كندا التي فرضتها أوتاوا على المكسيكيين.
لذا يرى ستيفان ديون أن لقاء اليوم سيتيح لكندا التعويض عما فاتها في إطار التواصل مع شريكتيها في أميركا الشمالية.
وسبق لجوستان ترودو أن أعلن أنه ينوي إلغاء التأشيرة المفروضة على المكسيكيين الراغبين بدخول كندا. لكن لا يُتوقع اليوم صدور إعلان آخر ذي أهمية في هذا الملف.

وفي مجال آخر سيتيح اللقاء لكندا إطلاع شريكتيها على الدور الجديد الذي تنوي القيام به في حرب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح.
وسبق للحكومة الليبرالية في أوتاوا أن أعلنت أنها ستوقف مشاركة طائرات كندا المقاتلة الست من طراز "سي اف – 18" في الغارات التي يشنها التحالف المذكور على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، وأن تعزز في المقابل تأهيلها للقوات العراقية التي تحارب التنظيم المذكور وأن تكثف جهودها الإغاثية.
ومن المتوقع أن يتناول لقاء اليوم سياسة كندا في ملف استقبال اللاجئين السوريين. وكما هو معلوم، تعهدت حكومة جوستان ترودو بأن تستقبل كندا 25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية شباط (فبراير) 2016، وصل منهم لغاية الآن أكثر من 14 ألفاً.
لكن بعضاً من أعضاء الكونغرس الأميركي أبدوا قلقاً من دخول هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين إلى كندا، معربين عن خشيتهم من مخاطر أمنية محتملة على بلادهم قد تنجم عن وجود متطرفين في أوساط اللاجئين يسعون لدخول الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن ينتهز ستيفان ديون فرصة انعقاد اللقاء اليوم لطمأنة نظيره الأميركي جون كيري بعدم وجود مخاطر أمنية ناجمة عن استقبال كندا اللاجئين السوريين، وأن يكرر ما سبق لزميله في الحكومة الليبرالية وزير السلامة العامة رالف غوديل أن قاله لوزارة الأمن الداخلي الأميركية بأن اختيار اللاجئين في دول إقامتهم يخضع لعملية تدقيق أمني وُضعت بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / وكالة الصحافة الفرنسية / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.