تحت عنوان: " غطّوا هذا العري " كتب المحرر في صحيفة لو سولاي جيلبير لا فوا ساخراً يقول:
كنت أبحث عن موضوع لزاويتي أمس فقال لي أحد الزملاء: "خذنا بعيدا" أحببت فكرة الابتعاد عن مشاكل كيبيك اليومية وتعديل الحكومة بينما هناك مواضيع جميلة ومثيرة عبر العالم...فاتبعوني، سآخذكم إلى إيطاليا.
هل تعرفون ما قامت به السلطات هناك بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى متحف الكابيتول في روما؟ قامت بتغطية التماثيل العارية بصناديق خشبية ضخمة مخافة أن تتسبب بصدمة للزائر برؤية مشاهد عارية كان يمكن أن توحي له بأفكار سيئة.
ويتابع جيلبير لا فوا: هنا نسمي هذا التصرف "تسويات معقولة أو لا معقولة". لكن الأجهزة الدبلوماسية الإيطالية شرحت التصرف بالقول "إنه نوع من احترام الثقافة والحساسيات الإيرانية". كما أشارت الصحافة الإيطالية إلى أن المسألة ليست فقط لحماية الرئيس إنما أيضا لحماية الصحافيين الإيرانيين المرافقين. حماية الصحافيين...إنه لأمر جميل! يعلق لا فوا ساخرا ويضيف:
أسمعكم تعترضون على هذه الليونة الدبلوماسية الإيطالية ولكن هل تعرفون أننا فعلنا أسوأ من هذا هنا في كندا؟
لقد سمعت خلال خمسة عشر عاما من عملي في العاصمة أوتاوا أن الموظفين الرسميين تلقوا أكثر من مرة طلبات لتأمين بعض الخدمات الجنسية من دبلوماسيين زوار، لم يقدموها طبعا لكن كان لديهم لائحة من العناوين لتلبية تلك الرغبات الجنسية المزعجة وأعتقد أن ذلك توقف منذ فترة طويلة.
ويتابع جيلبير لا فوا في لو سولاي: مسألة العري هذه أثارت ضجة في الصحافة الإيطالية ونكر الرئيس الإيراني أنه طلب من السلطات تغطية العري لكن إحدى الصحف الإيطالية كشفت أن الوفد الإيراني، خلال الإعداد للزيارة ، هو من رفض تعريض الرئيس لمشاهدة التماثيل العارية. وعلاوة على ذلك، ألغت الحكومة الإيطالية تقديم الخمر خلال غداء الرئيس الإيطالي مع الرئيس الإيراني ، وهذا فعلا أمر مخيب، فأنا مقتنع من أن الرئيس روحاني الذي لم يفته أمر مثير من عدم رؤية التماثيل، كان ربما يحب الاستمتاع، بالسر طبعا، بتذوق نبيذ الكروم الإيطالية الفاخر.
وأشك أيضا أن يكون حقق ذلك خلال زياته إلى باريس لأنه كان ألغى لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تشرين الثاني – نوفمبر الماضي بحجة أن القصر الجمهوري الفرنسي رفض شروط طهران بعدم تقديم الخمر على المائدة وتقديم وجبات حلال. وكانت إيران فرضت الأمر نفسه عام 1999 خلال زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي للقاء الرئيس جاك شيراك الذي حل الإشكال باستضافته حول وجبة طعام خفيفة.
ويتساءل جيلبير لا فوا : هل قدم فرانسوا هولاند الخمر لضيفه يوم الأربعاء الفائت؟ أشك في ذلك . وهل تمادى في التهذيب إلى درجة حرمان نفسه من النبيذ الطيب خلال الغداء؟ إنَّ فعله ذلك، لو حصل، هو الانبطاح بعينه.
ويخلص جيلبير لا فوا مقاله في لوسولاي: لن نواجه هذه المشكلة في حال زيارته إلى كندا، فليس في العاصمة أية تماثيل عارية إلا إذا تم استبدال صور الملكة إليزابيت الغالية على قلب رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر بنسخ عن لوحات "المستحمات" لـرونوار أو "ولادة فينوس" لبوتيشيللي...
راديو كندا الدولي - صحيفة لو سولاي.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.