رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو يتحدّث في منتدى دافوس الاقتصادي في 22-01-2016

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو يتحدّث في منتدى دافوس الاقتصادي في 22-01-2016
Photo Credit: PC / Andrew Vaughan

من الصحافة الكنديّة: تراجع الدولار الكندي وهجرة الأدمغة

تناول  كونراد ياكابوسكي الصحافي في صحيفة ذي غلوب اند ميل مسألة تراجع الدولار الكندي وكتب يقول إنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو وصف كندا بأنّها "محرّك الاختراع" ولكنّ سياسته قد تدفع بالكنديّين الألمع والأذكى إلى مغادرة البلاد.

وبإمكان أيّ موهوب كندي أن يجني دولارا و40 سنتا لقاء كلّ دولار أميركي في حال توجّه للعمل في الولايات المتّحدة.

وقد تحسَّن الدولار الكندي نهاية الأسبوع الفائت بعد أن تراجع  منتصف كانون الثاني يناير إلى 69 سنتا أميركيّا وهو ادنى مستوى له منذ ثلاثة عشر عاما.

وأنهى الدولار الشهر على ارتفاع في وقت أرجأ المجلس الاحتياطيّ الاتّحادي( البنك المركزي الأميركي)  في الولايات المتّحدة رفع معدّل الفائدة وأرجأ مصرف كندا المركزي خفضها هنا في كندا.

لكنّ الأمور قد لا تدوم طويلا كما يقول كونراد ياكابوسكي في تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

ويضيف أنّ تجّار العملة يجمعون على أنّ الدولار الكندي سيستمرّ في التراجع وسوف تتأثّر به أسعار المواد الأوّليّة وسوف يتعمّق الفرق في اسعار الفائدة بين كندا والولايات المتّحدة.

حتّى أنّ أحد الخبراء البارزين يتوقّع أن يتراجع الدولار الكندي إلى 59 سنتا أميركيّا بنهاية العام الحالي.

وبالنسبة للعديد من رؤساء الشركات والمستشفيات والجامعات وشركات التكنولوجيا الناشئة، يتسبّب تراجع الدولار إلى 70 سنتا أميركيّا في هجرة الأدمغة من جديد.

وكان من الأسهل الحفاظ على المواهب عندما تعادل سعر الدولار الكندي مع الأميركي قبل بضع سنوات.

ويشير ياكابوسكي إلى خطوة اتّخذتها الحكومة الكنديّة لرفع الضريبة على الدخل الذي يفوق 200 ألف دولار سنويّا، ممّا يرفع معدّل الضريبة الهامشيّة إلى ما فوق 53 بالمئة في مقاطعتي اونتاريو وكيبيك.

و قرار الحكومة الليبراليّة بفرض الضرائب على الأرباح المجنيّة من شراء الأسهم كما لو كانت دخلا منتظما يفتح الباب أمام المواهب للتوجّه نحو الحدود الجنوبيّة أي نحو الولايات المتّحدة يقول ياكابوسكي.

ويوم كان رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو يشارك في منتدى دافوس الاقتصادي، صنّف كندا بأنّها محرّك الاختراع.

وسياسته تلك جعلت من الصعب اختراع أيّ شيء في كندا وأعطت الكثيرين حجّة للتوجّه نحو الولايات المتّحدة.

وأصحاب المداخيل المرتفعة يدركون جيّدا أنّ عجزا مرتفعا في موازنة الحكومة مضافا إلى أجندتها الناشطة ينذر بارتفاع الضرائب.

© THE CANADIAN PRESS/Jonathan Hayward

وقرار الحكومة الليبراليّة بفرض الضريبة على أرباح الأسهم التي تفوق 100 ألف دولار كما لو كانت دخلا منتظما يحرم شركات التكنولوجيا الناشئة من أداة مهمّة للاحتفاظ بأفضل موظّفيها.

ويعطي كونراد ياكابوسكي في تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل مثال طالب متخرّج من كليّة الطب او متخصّص في علوم الكومبيوتر وعبء ديون الدراسة التي تثقل كاهله.

ويضيف أنّ بإمكان أيّ منهم أن يحقّق مداخيل أعلى  وبمعدّل ضريبة أدنى في الولايات المتّحدة.

ومدخولهم بالدولار الأميركي يسهّل عليهم تسديد ديونهم بالدولار الكندي كما يقول.

ويذكّر بهجرة الأدمغة التي حصلت في تسعينات القرن الماضي وكيف اشترى الأجانب شركات كنديّة بأسعار متدنّية وأخذوا معهم إلى الخارج رؤساءها ومواهبها.

ويضيف أنّ عدد الذين غادروا نحو الولايات المتّحدة لم يكن هائلا. واستمرّت كندا في جذب المهاجرين الموهوبين من بلدان أخرى.

ولكنّ اولئك الذين غادروا هم بالضبط من كانت كندا تحتاج للتمسّك بهم وإبقائهم هنا.

وينقل عن دراسة أصدرتها عام 2000 مؤسّسة الاحصاء الكنديّة أنّ كندا تعاني نقصا صافيا في العاملين في مجموعة من المهن الرئيسيّة القائمة على المعرفة .

والذين يغادرون البلاد هم من أصحاب المداخيل المرتفعة والأفضل تعليما والذين هم في سنّ العمل الرئيسي.

والحكومات قامت بما ينبغي القيام به في مثل هذه الحالات وضخّت الأموال.

ورئيس الحكومة يومها جان كريتيان رفض هجرة الأدمغة واعتبر أنّها حيلة مدبّرة من قبل الشركات الكنديّة التي تسعى للحصول على تخفيضات ضريبيّة يقول الصحافي كونراد ياكابوسكي في تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

وعمد وزير ماليّته بول مارتان إلى خفض الضرائب على الأفراد والشركات بأربعين مليار دولار  في موازنته عام 2000 كما خفّض الضرائب على الأسهم.

ورفعت الحكومات المحليّة في المقاطعات مرتّبات الأطبّاء بهدف إبقائهم في البلاد وتجنّب هجرتهم إلى الخارج.

ويختم ياكابوسكي  تعليقه متسائلا كم من الوقت سيبقى حتّى يحدث ذلك مرّة أخرى.

استمعوا
فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.