رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ورئيسة وزراء البرتا راشيل نوتلي

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ورئيسة وزراء البرتا راشيل نوتلي
Photo Credit: PC / Adrian Wyld

جوستان ترودو: تعهّدات بحلّ الأزمة الاقتصاديّة في البرتا

زيارة رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو لمقاطعة البرتا واللقاء الذي جمعه برئيسة حكومتها راشيل نوتلي وبعدد من كبار المسؤولين في شركات النفط والغاز في كالغاري، كانت في دائرة الضوء الاعلامي في اليومين الماضيين.

فرئيس الحكومة الليبراليّة زار البرتا،  المقاطعة التي ظلّت معقل المحافظين لعقود طويلة والتي اختار أبناؤها في الانتخابات الأخيرة عام 2015 زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد راشيل نوتلي رئيسة للحكومة فيها.

وجاءت زيارة ترودو في وقت تعاني فيه البرتا، الغنيّة بمواردها من الرمال الزفتيّة والغاز أوضاعا اقتصاديّة صعبة نتيجة تراجع أسعار النفط الخام.

وكان من الطبيعي بالتالي أن يحتلّ ملفّ النفط حيّزا مهمّا من لقاءات رئيس الحكومة.

وتعهّد ترودو برصد 700 مليون دولار بصورة فوريّة لتحفيز اقتصاد المقاطعة.

وكانت حكومة المحافظين السابقة قد تعهّدت عام 2014 بتقديم الدعم المالي للمقاطعة من صندوق بناء كندا الذي تمّ إنشاؤه عام 2007 ولكنّه لم يتمّ صرف الأموال الموعودة.

كما تحصل البرتا على 250 مليون دولار طلبتها في إطار صندوق الاستقرار المالي.

وتعهّد رئيس الحكومة بإعادة النظر في نظام تعويضات البطالة في البرتا التي يشكو أبناؤها من أنّه أكثر صرامة من المقاطعات الباقية.

رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو (جالساً إلى رأس الطاولة) وإلى يساره رئيسة حكومة ألبرتا راشيل نوتلي في اجتماع اليوم في كالغاري الذي حضره قادة عدد من أبرز شركات النفط والغاز الكندية.
رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو (جالساً إلى رأس الطاولة) وإلى يساره رئيسة حكومة ألبرتا راشيل نوتلي في اجتماع اليوم في كالغاري الذي حضره قادة عدد من أبرز شركات النفط والغاز الكندية. © Geneviève Normand/ Radio-Canada

ولعلّ الموضوع الأهمّ والأكثر إثارة للجدل هو موضوع مشاريع أنابيب النفط التي تسعى البرتا من خلالها إلى نقل النفط الخام المستخرج من الرمال الزفتيّة إلى الولايات المتّحدة وإلى الشرق الكندي في نيوبرنزويك وغربه في بريتيش كولومبيا.

وتصطدم هذه المشاريع بمعارضة من قبل مجموعات البيئة والسكّان الأصليّين.

وكان مشروع انبوب انيرجي ايست لنقل النفط من البرتا نحو مقاطعة نيوبرنسويك في الشرق الكندي محور اهتمام  كندي خلال زيارة رئيس الحكومة لألبرتا.

وقد أعلن عمدة مونتريال  دوني كودير و80 رئيس بلديّة في مونتريال الكبرى عن معارضتهم للمشروع، وتخوّف كودير من مضاعفاته البيئيّة على مجاري المياه في مونتريال التي تشكّل في أغلب الأحيان مصدرا لمياه الشرب.

ولم يعط رئيس الحكومة جوستان ترودو خلال لقائه العمدة موقفا واضحا من أنبوب انيرجي ايست.

ولم يكن موقفه أكثر وضوحا خلال لقائه رئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي.

إحدى المسؤوليّات الأساسيّة تكمن في إيجاد أسواق دوليّة ، ونحن بحاجة لتصدير مواردنا. ويجري ذلك في القرن الحادي والعشرين بطريقة مسؤولة بالنسبة للمجموعات المتأثّرة والأجيال المقبلة قال جوستان ترودو.

وتنقل الصحافيّة في تلفزيون راديو كندا امانويل لاترافرس عن ترودو أنّه تجنّب الرد عندما طرح عليه أحد الصحافيّين السؤال حول ما إذا كان يعطي الضوء الأخضر لمشروع أنبوب انيرجي ايست في حال تقييم إيجابي من المجلس الوطني للطاقة.

وتضيف لاترافرس بأنّ رئيس الحكومة يسعى لطمأنة البرتا وتهدئة مخاوف كيبيك في آن معا.

ويسعى لإقناع الجميع أنّه يدرك أهميّة إنشاء بنى تحتيّة لنقل النفط نحو أسواق جديدة وإرسال إشارة بأنّ أيّ مشروع بهذه الضخامة لن يبصر النور ما لم يضمن حماية كافية للبيئة.

وقد تعهّد ترودو بمتابعة الحوار وتميّزت زيارته لألبرتا بالانفتاح والمرونة، لكنّ المقاطعة ستضطر في الواقع  وعلى غرار باقي المقاطعات، للانتظار حتى  تصدر اوتاوا موازنتها.

ويكفي الاطّلاع على كلّ التعليقات والمقالات التي صدرت في البرتا خلال زيارة رئيس الحكومة وبعدها لندرك مدى تباين المواقف منها تقول الصحافيّة في تلفزيون راديو كندا ايمانويل لاترافيرس .

ففي حين رأى البعض أنّ ترودو أبدى انفتاحا وإرادة في الحوار، رأى البعض الآخر أنّ ساعة الوعود والتعاطف قد ولّت منذ زمن.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.