نشرت صحيفة ذي ناشونال بوست تعليقا بقلم لورنس سولومون تحت عنوان : خطّة أوروبيّة لإبعاد مئات الآلاف من المسلمين.
تقول الصحيفة إنّ السويد ستبعد ثمانين ألفا من أصل 160 ألف لاجئ استقبلتهم، في حين تتحدّث فنلندا عن إبعاد الثلثين من الاثنين والثلاثين ألف لاجئ لديها، و تقول ألمانيا إنّها ستُبعد كافّة اللاجئين الذين وصلوا بحجج واهية.
ومعظم الدول الأوروبيّة تتشدّد مع اللاجئين من الدول المسلمة حسب قول الصحيفة، ممّا يرفع احتمالات حصول إبعاد من الطراز الحديث ينافس ذاك الذي حصل في القرنين السادس عشر والسابع عشر عندما أقدمت اسبانيا على طرد المسلمين من أراضيها بأعداد كبيرة.
وتضيف الصحيفة أنّ التغيير في موقف القيادات الأوروبيّة جاء بعد أسابيع على الاعتداءات الجنسيّة التي وقعت في عدد من المدن الأوروبيّة عشيّة رأس السنة.
وكانت هذه الدول قد قرّرت قبل ذلك فتح أبوابها على مصراعيها أمام اللاجئين لاعتبارات إنسانيّة.
ورغم أنّ المسؤولين الحكوميّين ووسائل الاعلام الرئيسيّة حاولوا التغطية على مدى هذه التصرّفات، إلاّ أنّ نحوا من ألف مسلم في مدينة كولن الألمانيّة شاركوا في أعمال التحرّش، وهو ممارسة تقوم على تطويق النساء وملامسة أجسادهن واغتصابهنّ في بعض الأحيان.
وأثار الأمر عاصفة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، ما اضطرّ المسؤولين ووسائلَ الاعلام الرئيسيّة للاعتراف بالمشكلة وتغيير توجّهها.
وقد تأخّر تغيير التوجّه نظرا لما عاناه الأوروبيّون في السنوات الماضية من التدفّق غير المنضبط لأكثر من مليون مهاجر، معظمهم رجال مسلمون لا يقدّرون القيم الغربيّة حسب قول الصحيفة.
وإن وضعنا الاعتداءات الجنسيّة جانبا، فإنفاذ القانون والمنظّمات غير الحكوميّة تردّ معظم أعمال الاغتصاب إلى مسلمين، وتشير إلى تفشّي الجريمة في أوساط المهاجرين.
وتفيد تقارير شرطة هامبورغ عن 20 ألف عمليّة نشل حقائب تحصل سنويّا، 90 بالمئة منها على يد شباب دون العشرين من العمر من دول شمال افريقيا والبلقان.
وفي العام 2014، قبل موجة تدفّق المهاجرين الأخيرة، تمّ اتّهام 38 ألف طالب لجوء بارتكاب جرائم.
وتتحدّث الصحيفة عن ردّ فعل غاضب يواجه السياسيّين من قبل مواطني الدول الأوروبيّة، وعن احتجاجات في الشارع وعبر وسائط التواصل الاجتماعي حيال ما يجري في بلدانهم.
وشعبيّة الأحزاب السياسيّة التي تعارض الهجرة تتنامى وفق استطلاعات الرأي. وفي المانيا، يؤيّد 40 بالمئة من الألمان استقالة المستشارة انغيلا ميركل.
والاعتراض على سياسة الحكومة المنفتحة على الهجرة لا تظهر بالوسائل السلميّة فحسب.

فعدالة الغوغاء تتنامى تقول ذي ناشونال بوست، وثمّة المزيد من الترهيب والاعتداءات يتعرّض لها اللاجئون على يد أشخاص ملثّمين.
وترى الصحيفة أنّ انهيار المجتمع أصبح قابلا للتحقيق في ظلّ عدم احترام القانون عبر الحدود، نتيجة لرغبة في مساعدة اللاجئين نابعة من الشفقة عليهم.
وتضيف أنّه من الصعب معرفة اللاجئين الحقيقيّين من اولئك الذين يستفيدون من الفوضى القائمة على الحدود لمجرّد الحصول على خدمات الرعاية في دول اوروبا.
وتنقل عن وسائل الاعلام الألمانيّة أنّ أماكن تواجد نصف طالبي اللجوء غير معروفة وأنّ مئات الآلاف الآخرين وفق الحكومة الألمانيّة تحايلوا على التحقيقات حول خلفيّاتهم وتمكّنوا من دخول ألمانيا.
وتضيف ذي ناشونال بوست أنّه من الصعب إبعاد اللاجئين حتّى لو تمّ تحديد مكان وجودهم لأنّ معظم الذين يأتون من باكستان وبنغلادش وتونس والمغرب ودول أخرى وغير المؤهّلين للحصول على اللجوء يعمدون إلى تمزيق جوازات سفرهم وأوراقهم الثبوتيّة لتجنّب الإبعاد.
ويشتري البعض منهم اوراقا ثبوتيّة سوريّة مزوّرة، بحيث يصبح من الصعب ومن الشاقّ تبرير إبعادهم.
وتضيف ذي ناشونال بوست أنّ بعض اللاجئين قد يستاؤون من قرار إبعادهم، وتنقل عن وكالات الاستخبارات وجود جهاديّين في صفوفهم.
وكلّما ازداد تحدّيهم للسلطات، ازدادت ردود فعل الرأي العام حيالهم والدعوات لفرض المزيد من القيود على الهجرة.
وتضيف الصحيفة أنّ السلطات الأميركيّة قد تشترط من الاوروبيّين الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتّحدة في حال لم تعمد هذه الدول إلى فرض رقابة أفضل.
كما أنّ الكونغرس الأميركي طرح خلال جلسات الاستماع مسألة استقبال كندا 25 ألف لاجئ.
وأمكن لكندا حتّى الآن أن تتجنّب اضطرابات الهجرة تقول ذي ناشونال بوست أقلّه التهديد للحضارة الذي يعانيه معظم الغرب حسب قول الصحيفة.
وكندا لا تواجه الضغوط لإبعاد لاجئين غير مرغوب فيهم، ولكنّها تقترب من خطر تكرار الخطأ الأوروبي حسب الصحيفة.
وموجة التعاطف مع اللاجئين خلال الحملة الانتخابيّة الأخيرة في كندا ساهمت في وصول زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو إلى السلطة.
فقد تعهّد ترودو بإعادة النظر في إجراءات قبول اللاجئين لتسريع استقبال 25 ألف لاجئ سوريّ بحلول نهاية العام 2015.
وعندما فشل في تحقيق الهدف في الموعد المحدّد، قرّر مضاعفة العدد إلى 50 ألفا بحلول نهاية العام الجاري.
وتصف الصحيفة القرار بالمتهوّر، وبأنّه مزيج من الدوافع السياسيّة والانسانيّة التي أوصلت العديد من الدول الأوروبيّة إلى الحالة التي وصلت إليها.
وتثني ذي ناشونال بوست على تعاطي كندا مع الهجرة واستقبال اللاجئين، ما أتاح الحفاظ على الحريّات وحماية الاقتصاد.
ومثال التحذير الاوروبي الذي يصلنا في وقت نواجه فيه خطر الوقوع فريسة التهوّر واللياقة السياسيّة في مجال الهجرة، هو أفضل وسيلة تذكّرنا بالحكمة التي تميّزت بها سياسة الهجرة الكنديّة عبر التاريخ تقول ذي ناشونال بوست خاتمة تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.