تحت عنوان: " دور أوسع لكندا "، علق المحرر في صحيفة لو سولاي الصادرة في كيبيك بيار أسلان، على الخطة التي قدمها أمس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو حول المشاركة الكندية في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". قال:
منذ أربعة أشهر تقريبا، انتخب ترودو رئيسا للحكومة الفيديرالية متعهدا بوضع حد لمشاركة الطائرات الحربية الكندية في القصف الجوي في إطار التحالف الدولي ولم يتمكن حتى الآن من تقديم أسباب مقنعة لتبرير خياره هذا.
ورأى أسلان أن إقدام كندا على وضع حد لمشاركتها في القصف الجوي من شأنه إزعاج دول التحالف لكن الوسائل التي تعتزم كندا استعمالها خلال السنوات الثلاث المقبلة على الجبهات الإنسانية والدبلوماسية إضافة إلى تدريب القوات العراقية تشكل مساهمة كبيرة لمواجهة أوضاع لا تقتصر فقط على الإطار العسكري.
ويتابع أسلان: هذا الاهتمام بالمشاركة في القصف الجوي ليس مستغربا ، فجوستان ترودو جعل منها محورا أساسيا في سياسته الخارجية لكنه حتى الأمس، لم يقدم رؤية عملية لهذه المشاركة. فخلال الأشهر الثلاثة الماضية تمحور الجدل حول أمر واحد: مشاركتنا في الحرب العسكرية أو انسحابنا من المعركة. وقد سئل أكثر من مرة خلال مؤتمره الصحافي أمس، عن الأسباب التي تدفع كندا إلى عدم الإبقاء على هذه المهمة القتالية وكان جوابه: "لا يمكننا القيام بكل الأمور" لكن قرارا بهذه الأهمية يستحق تقديم حجج أصلب مما قاله ترودو ما يدفعنا إلى الاعتقاد أن القرار قرار إيديولوجي.
على كل لم يكن باستطاعة رئيس الحكومة العودة عن تعهده دون أن يفقد ماء الوجه وكان على الحكومة أمام عدم قدرتها على تقديم حجج عقلانية لتبرير القرار، أن تعلن إجراءات موثوقة ووسائل مهمة لإثبات عزمها على مواجهة المشكلة.
ويرى بيار أسلان أن بصمات وزير الدفاع واضحة في القرار ونابعة ومن الدروس التي استخلصها خلال المهمات التي قام بها في أفغانستان . وطبعا لا يمكننا أن نلوم الحكومة على تركيزها على العوامل التي أهملت خلال التدخل في ليبيا والعراق وأفغانستان أي العمل الإنساني وإعادة بناء البنى التحتية وبسط السلطة في تلك الدول التي دمرتها الحروب، وكلها أمور أساسية حتى لا تؤدي الانتصارات العسكرية إلى المزيد من العنف.
لقد تعهدت الحكومة الكندية بإنفاق ثمانمئة وأربعين مليون دولار على المساعدات الانسانية، ما يستجيب لدعوات ملحة من دول الجوار ومنها الأردن الذي أكد ملكه أن الأردن على "شفير الانهيار" في ما يخص استقبال اللاجئين السوريين.
ويرى بيار أسلان أنه كان على كندا أن تستبدل مساهمة طائراتها العسكرية بالالتزام بالمشاركة في مهمات أخرى للمحافظة على مكانتها في التحالف الدولي. إن من شأن مضاعفة عدد الجنود الكنديين الذين لن يكتفوا بتدريب القوات العراقية إنما قد يدعون أيضا للتوجه إلى الحدود لمساعدة الجيش العراقي على تحديد الأهداف للطائرات المقاتلة، أن تعوض عن ردود الفعل السلبية التي سيتسبب بها سحب الطائرات الكندية من المعركة، يخلص بيار أسلان مقاله المنشور في صحيفة لو سولاي.
راديو كندا الدولي - صحيفة لو سولاياستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.