دخول روسيا على خط المواجهة العسكرية إلى جانب النظام السوري الحليف أعاد خلط الأوراق السياسية والعسكرية وعدّل موازين القوى لمصلحة النظام عبر قصفه مواقع المعارضة ، بكل فصائلها المتطرفة كما المعتدلة، التي تسعى لدى دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة لإقناعها بالضغط على روسيا لوقف ضرباتها الجوية. وفي هذا الإطار اجتمع الناطق الرسمي بلسان المعارضة، رئيس الحكومة السورية السابق المنشق رياض حجاب بوزير الخارجية البريطاني حيث تم التداول في شروط العودة إلى طاولة الحوار في جنيف في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، في وقت تنشط فيه الجهود الأميركية والروسية لوقف إطلاق النار كما أكدت القيادة الروسية في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي تم بين وزيري الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف وتوصلهما إلى اتفاق مبدئي بشأن وقف النار.
هيئة الإذاعة الكندية اتصلت بالصحافي كريم لوبور الموجود حاليا في لندن وسألته بداية عن موقف المعارضة السورية، فأجاب:
"المعارضة السورية حاليا في وضع شديد الصعوبة بعد تراجعها وإضعافها ميدانيا جراء الدعم الذي تقدمه روسيا للجيش السوري النظامي وقد جاء وفدها إلى لندن في إطار جولة دبلوماسية ماراثونية لمطالبة بريطانيا والولايات المتحدة وسائر حلفائها الغربيين بالضغط على روسيا ، والمعارضة تندد بما اعتبرته ضعف الغربيين وبخاصة الرئيس الأميركي باراك أوباما في وجه الزعيم الروسي فلاديمير بوتين".
وعن سؤال حول مشاركة المعارضة في مفاوضات السلام المقبلة في جنيف، يقول كريم لوبور:
"موقف المعارضة ما زال مرتبكا حول هذه النقطة فهي من جهة تؤكد أنها ستذهب إلى جنيف في الخامس والعشرين من الجاري لاستئناف المفاوضات، لكنها من جهة أخرى تشترط أن توقف روسيا قصفها الجوي وأن تفك الحصار عن المناطق الخاضعة للمعارضة، وهذا هو بالواقع ما عثّر التفاوض الأسبوع الفائت ودفع المعارضة إلى الانسحاب من المفاوضات جراء الهجوم الواسع الذي نفذه الجيش السوري بدعم من الطائرات الروسية حول منطقة حلب. وبما أنه لم يتغير شيء في الموقف الروسي، وقد يستمر الوضع الراهن إلى حين انعقاد طاولة المفاوضات، فثمة خوف من أن تذهب المعارضة إلى جنيف وتنسحب مرة أخرى حتى قبل انعقادها لأنها تشترط وقف القصف قبل البدء بأي تفاوض".
هذا وثمة من يتخوف من قيام الجيش السوري النظامي مدعوما بالمقاتلات الروسية بهجوم واسع وحاسم يسبق وقف إطلاق النار ويضع الجميع أمام أمر واقع جديد.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.