مزرعة ماريجوانا لأغراض طبية في مدينة ريتشموند قرب فانكوفر (أرشيف).

مزرعة ماريجوانا لأغراض طبية في مدينة ريتشموند قرب فانكوفر (أرشيف).
Photo Credit: CP / Darryl Dick

من الصحافة الكندية: القنّب المشروع يعني المزيد من القوانين، لا الأقل منها

تناولت اليوم صحيفة "ذي غلوب آند ميل" في تعليقاتها موضوع تشريع بيع الماريجوانا (القنب الهندي) في كندا. وتشريع الماريجوانا في إطار يضبط عمليات بيعها هو أحد الوعود الانتخابية للحزب الليبرالي الحاكم في أوتاوا منذ ثلاثة أشهر ونيف بقيادة جوستان ترودو.

تقول الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا إن الجمعية الكندية لأفراد الشرطة (Canadian Police Association) تقدمت بطلب معقول ووجيه هذا الأسبوع عندما طلبت من حكومة جوستان ترودو تذكير الجميع بأن الماريجوانا الترفيهية لم تزل مادة غير مشروعة.

منذ أكثر من سنة وما يُسمى بـ"مستوصفات " الماريجوانا تنتشر في المدن على امتداد البلاد لتبيع القنب ومنتجات تحتوي عليه في انتهاك صارخ للقانون الجنائي. ووتيرة انتشار هذه المحلات تسارعت منذ فوز الليبراليين في الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة، تقول "ذي غلوب آند ميل".

وتضيف الصحيفة نقلاً عن الجمعية الكندية لأفراد الشرطة أن بعض الكنديين يُصدمون حالياً عندما يعلمون أنه من غير القانوني شراء الماريجوانا الترفيهية أو بيعها. ولا عجب في ذلك، تقول الصحيفة، فالقوانين الكندية تتطور بسرعة منذ عام 2000 عندما أقرت محكمة الاستئناف في أونتاريو أن الماريجوانا يجب أن تتوفر للأشخاص المحتاجين إليها لأسباب طبية.

وحالياً يحق قانونياً للشخص الحاصل على وصفة طبية باستخدام الماريجوانا أن يطلب هذه المادة من مورّدين حائزين على رخصة من السلطات الفدرالية في هذا المجال، وهم سيتكفلون بإرسال الماريجوانا له بواسطة البريد. إلّا أنه لم يزل من غير القانوني شراء الماريجوانا أو بيعها أو استخدامها من أجل المتعة والتسلية، تشير "ذي غلوب آند ميل".

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (الذي نراه هنا في مجلس العموم) وعد خلال حملته الانتخابية بتشريع الماريجوانا في إطار يضبط عمليات بيعها.
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (الذي نراه هنا في مجلس العموم) وعد خلال حملته الانتخابية بتشريع الماريجوانا في إطار يضبط عمليات بيعها. © CP

أما في الولايات المتحدة فقد شرّعت ولايات كولورادو وأوريغون وألاسكا وواشنطن استخدام الماريجوانا لأغراض ترفيهية، محدثة تغييراً في مشهد ثقافة المخدرات في الدولة الوحيدة التي تحد كندا، وأيضاً في كندا بفعل عامل الالتصاق الجغرافي. حتى أن أجهزة الشرطة الكندية نفسها دعت لإنهاء تجريم حيازة الماريجوانا في كندا لأنها سئمت رفع هذا النوع من الجرائم الدنيا إلى القضاء، تضيف "ذي غلوب آند ميل".

وماذا عن جوستان ترودو؟ قال إنه دخّن الماريجوانا في الفترة التي كان فيها عضواً في مجلس العموم، ما يعني أنه اعترف بارتكاب جريمة، وهذا لم يمنع الكنديين من أن يجعلوا منه رئيساً لحكومتهم، تقول "ذي غلوب آند ميل".

المسألة فعلاً مشوِشة هنا، ترى الصحيفة. فالتغيير سائر منذ 16 عاماً، وأصبحنا على مشارف تشريع بيع الماريجوانا، ومن يرى مكسباً مادياً في هذا التشريع نفذ صبره.

ولهذا السبب على أوتاوا أن تصدر بياناً قوياً تذكر فيه المواطنين بأن عليهم انتظار تغيير القوانين قبل استخدام الماريجوانا. فالماريجوانا ستُشرّع ويجب أن تُشرّع، لكن هذا لا يعني أنها ستكون متوفرة للجميع، توضح "ذي غلوب آند ميل". فكما هي الحال مع الكحول والتبغ، ستحظّر القوانين حصول القاصرين على الماريجوانا، وستخضع هذه المادة للضريبة ولحملات توعية عامة تهدف لتخفيف الاندفاع لاستخدامها.

على الحكومة الفدرالية أن تسارع لوضع خطة لتشريع استخدام الماريجوانا، وعليها أيضاً أن تبرّد حماس من يعتقد أن تشريع ذلك يعني غياب القانون، فالإطار القانوي لاستخدام الماريجوانا في كندا يجب أن يكون كل شيء ما عدا ذلك، تختم "ذي غلوب آند ميل".

استمعوا
فئة:سياسة، صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.