تحت عنوان: " بوتين يدير اللعبة "، كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار غي تايفير يقول:
يوم قررت روسيا الخريف الماضي التدخل عسكريا في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، علق الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقول إن بوتين يتورط في "مستنقع". لكن ما حصل هو عكس ذلك تماما، إذ تمكن، عبر تحالف فعال مع حزب الله والميليشيات الإيرانية والعراقية، من إعادة بعث النظام السوري في بضعة أشهر وتعزيز قدرة الجيش النظامي لمحاربة الثورة المسلحة.
وما يجري الآن هو إعادة صياغة "سوريا مفيدة" حول الديكتاتورية العلوية، ما جعل الإدارة الأميركية التي تحولت من لاعب أساسي إلى مجرد كومبارس إزاء الدينامية التي خلقتها روسيا، غير قادرة على مواصلة الدفاع عن "خطة انتقالية" دبلوماسية تتمحور حول رحيل الأسد. ما يشكل فشلا ذريعا لإدارة أوباما قبيل انتهاء ولايته.
ويتابع غي تايفير في لو دوفوار: في هذا السياق شن الجيش السوري بداية الشهر الجاري حملة عسكرية جديدة مدعومة من الطائرات الروسية المقاتلة لاسترجاع مدينة حلب ذات الأهمية الكبيرة في هذه الحرب الأهلية ، وهذه المرة قد تكون الحاسمة.
وتنفذ الحملة العسكرية بلامبالاة إنسانية شبه كاملة . وهذا القصف العنيف لحلب وتطويقها دفع العواصم الغربية إلى مطالبة روسيا بوقف القصف الجوي وعقد اجتماع طارئ في ميونيخ أمس يهدف إلى التوصل لوقف إطلاق النار. ويلعب بوتين هذه اللعبة الدبلوماسية لكنه يسخف منها فالمعطيات الميدانية لمصلحته فلماذا يتوقف عن مواصلة الطريق؟
ويرى غي تايفير أن أحد التكتيكات الماكيافيلية التي اعتمدها الأسد وحلفاؤه يقوم على تطويق المدن وتجويع سكانها ، وحلب مثال آخر على ذلك. فحوالي مليون سوري مطوقون في حوالي خمسين بلدة بخاصة حول العاصمة دمشق بدون مياه وبدون كهرباء، وقد يكون وضع دير الزور أسوأها حيث يعيش مئة وثمانون ألف مواطن مطوقين من الجيش السوري ومن تنظيم "الدولة الإسلامية".
خمس سنوات مرت على الحرب الأهلية في سوريا أوقعت ربع مليون ضحية وتسببت بأربعة ملايين ونصف لاجئ وستة ملايين ونصف نازح في الداخل، شعب بأكمله متروك لمصيره وحيدا، يخلص غي تايفير مقاله في صحيفة لو دوفوار.
راديو كندا الدولي - صحيفة لو دوفواراستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.