سياسة كندا الخارجيّة والاقتصاد العالمي، موضوعان في جولتنا على الصحف الكنديّة اليوم.
نشرت صحيفة لابريس تعليقا بقلم الصحافي الكساندر سيروا يتناول فيه سياسة اوتاوا الخارجيّة في الشرق الأوسط.
تقول الصحيفة إنّ اوتاوا أعلنت وسط ضجّة إعلاميّة كبيرة عن تغيير سياستها إزاء تنظيم "الدولة الاسلاميّة" خلافا لموقفها الذي قضى بخفض العقوبات المفروضة على طهران والذي جاء الاعلان عنه دون ضجّة رغم أنّ المسألة تستحق أن نبحث بها حسب قول لابريس.
وفي الحالتين، من المؤكّد أنّ الحكومة الكنديّة اعتمدت استراتيجيّة جديدة في الشرق الأوسط وأنّنا نشهد تغييرا حاسما ومرحّبا به في سياسة كندا الخارجيّة.
وينبغي تفسير رفع العقوبات عن إيران على أنّه رغبة في إعادة العلاقات مع بلد الملالي كما أكّد وزير الخارجيّة الكندي ستيفان ديون الذي قال إنّ الهدف اليوم هو إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع إيران.
والقرار واضح تقول لابريس وتضيف أنّ السلطات الايرانيّة أبدت استعدادها في السنوات الأخيرة لتليين موقفها بشأن برنامجها النووي الذي يشكّل نقطة الخلاف بينها وبين دول الغرب.
وانتهزت الإدارة الأميركيّة الفرصة ووضعت ثقلها في الميزان لإقناع الايرانيّين بالحدّ من طموحاتهم النوويّة.
وكسب الرئيس اوباما الرهان وتمّ توقيع الاتّفاق التاريخي في تموز يوليو الماضي.

وعمد العديد من اللاعبين الرئيسيّين على الساحة الدوليّة إلى إعادة علاقاتهم مع إيران بمن فيهم الولايات المتّحدة التي رفعت العقوبات الاقتصاديّة عن طهران منتصف شهر كانون الثاني يناير الماضي.
وتتابع لابريس فتقول إنّ حكومة جوستان ترودو تقتفي أثر واشنطن وحلفائها المقرّبين.
لكنّ حزب المحافظين ندّد بقرار الحكومة الليبراليّة ، علما أنّ حكومة المحافظين السابقة قطعت العلاقات الدبلوماسيّة مع طهران عام 2012.
وتنديد الحزب يعني أنّه لو بقي المحافظون في السلطة لكانوا استمرّوا على موقفهم من طهران.
ولم يكونوا قد استلهموا من نجاح الرئيس اوباما بل من أخطاء سلفه الرئيس بوش الذي رفض الحوار مع ايران وصنّفها هي وكوريا الشماليّة في محور الشرّ تقول لابريس.
وقد أثبت الخبراء فيما بعد أنّ هذه المواقف لم تكن مثمرة، وكانت النتيجة أنّ إيران طوّرت في ظلّ عهد الرئيس بوش برنامجها النووي وأضعفت السياسيّين الأكثر اعتدالا داخل النظام.
وترى الصحيفة أنّ عودة العلاقات الدبلوماسيّة بين كندا وايران أمر منطقي ومرغوب فيه في ظلّ الظروف الراهنة.
والمحافظون محقّون عندما يقولون إنّه من المهمّ أن نبقى مشكّكين تقول لابريس.
وتنقل عن وزير الخارجيّة ستيفان ديون قوله إنّ كندا ستمدّ يدها لإيران وستتعامل معها بعيون مفتوحة خصوصا أنّ ثمّة قلقا مستمرّا بشأن انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في هذا البلد، وايضا بشأن الدور الذي تلعبه طهران في الشرق الأوسط.
وتختم لابريس مؤكّدة أن التعامل بعيون مفتوحة وبيقظة يوجب علينا أن نفهم أنّ السياسة الخارجيّة لا تعني شيطنة كلّ الخصوم.

وننتقل إلى صحيفة لودوفوار وإلى تعليق بقلم جان روبير سان فاسون يتناول فيه اوضاع الاقتصاد العالمي .
تقول الصحيفة إنّ الأسواق الماليّة تراجعت مرّة أخرى الأسبوع الماضي في وقت تسعى فيه المصارف المركزيّة لتحفيز الاقتصاد.
وتضيف أنّ تراجع أسعار النفط اساء بشدّة إلى أسواق المال الكنديّة ولم تتأثّر به البورصات الأميركيّة والاوروبيّة التي كان من المفترض أن تستفيد من مرحلة استقرار الأسعار.
والمقلق هو احتمال حدوث ركود عالميّ جديد رغم أنّ المستثمرين عوّضوا عن الخسائر التي تكبّدوها خلال الأزمة الكبرى.
ومؤشّر داو جونز بلغ سقفا قياسيّا في شهر أيّار مايو الفائت يوم أقفل على 18272 نقطة بعد أن تراجع إلى ما دون 7000 نقطة عام 2009 تقول لودوفوار.
وترى من الصعب التكهّن بشأن احتمال حدوث ازمة شبيهة بأزمة العام 2008 وتعزو ّمشاعر التشاؤم السائدة إلى ضعف النموّ في معظم الدول الصناعيّة.
وفي مؤشّر على احتمال حدوث الركود، جرى التداول بأسعار سندات الحكومة الأميركيّة على المدى البعيد بأسعار فائدة أدنى من الفائدة على سندات الخزينة.
حتّى أنّ بعض المصارف المركزيّة فرضت معدّلات فائدة سلبيّة على السندات الجديدة، لإلزام أصحاب رؤوس الأموال على دفع أقساط لحماية أصولهم، ولكنّ ذلك لم يعط النتيجة المرجوّة.
وفي كندا، يسعى المصرف المركزي لتحفيز الاقتصاد من خلال الابقاء على معدّلات فائدة متدنّية.
وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة تعزيز ارتفاع أسعار المنازل التي يرى البعض أنّها أفضل مجال للاستثمار أقلّه قبل أن تنفجر الفقاعة.
وتختم لودوفوار مؤكّدة أنّ على الحكومات المركزيّة أن تتحمّل مسؤولياتها وتضع حدّا لسياساتها المحافظة لتعزيز النمو من خلال سياسات ماليّة وصناعيّة نشطة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.