مقاتلون أكراد من "وحدات حماية الشعب" متمركزون في أحد مباني مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا في 22 تموز (يوليو) 2015.

مقاتلون أكراد من "وحدات حماية الشعب" متمركزون في أحد مباني مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا في 22 تموز (يوليو) 2015.
Photo Credit: رودي سعيد / رويترز

من الصحافة الكندية: المكوّن الكردي في النزاع السوري

يرى كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" غي تايفير أن أحد أخطر النزاعات التي تتقاطع على الأراضي السورية هو ذاك الذي يتبلور حالياً حول المسألة الكردية بين تركيا وروسيا.

إذا كانت المنافسة بين هاتيْن الامبراطوريتيْن السابقتيْن ترقى إلى عدة قرون، فهي تعود لتبرز مجدداً اليوم مدفوعة من زعيميْن متسلطيْن يتوقان للماضي، يقول غي تايفير في إشارة إلى الرئيسين الروسي والتركي، على التوالي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

وهذه المنافسة حالياً بين موسكو بقيادة بوتين وأنقرة بقيادة أردوغان يسهّل بروزَها تفتتُ الشرق الأوسط في العنف، حتى أن الأزمة التي اندلعت في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت عندما أسقط الأتراك طائرة حربية روسية لم يكن فيها ما يفاجئ كثيراً نظراً للعلاقات المتوترة تاريخياً بين روسيا وتركيا. كما أنه كان متوقعاً أن يتسبب اندفاع موسكو للدفاع بضراوة عن نظام بشار الأسد الديكتاتوري في سوريا بردات فعل بالغة التشنج من قبل أنقرة، يقول غي تايفير في مقاله بعنوان "المكوّن الكردي".

وبتوفيره حالياً غطاءً جوياً لهجوم قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية (YPG) في شمال سوريا، وبدعوته "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، الجناح السياسي لهذه القوات، لفتح مكتب في موسكو، يقوم بوتين بوخز أنقرة، الرافضة كلياً لأي حكم ذاتي لأكراد سوريا، حيث الحساسيات القومية هي الأكثر بروزاً، يقول تايفير.

أما تركيا فترد منذ نهاية الأسبوع الفائت بقصف المواقع الكردية في شمال سوريا حيث يسعى الأكراد لتحقيق هدفهم بإنشاء منطقة حكم ذاتي على غرار ما فعله أشقاؤهم في شمال العراق.

لقاء بين رئيس الحكومة التركية (الرئيس التركي حالياً) رجب طيّب أردوغان (إلى اليمين) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول في كانون الأول (ديسمبر) 2012.
لقاء بين رئيس الحكومة التركية (الرئيس التركي حالياً) رجب طيّب أردوغان (إلى اليمين) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول في كانون الأول (ديسمبر) 2012 © AFP/Tolga Bozoglu

وهذا الوضع، في تشابك المصالح المتناقضة التي تمزق المنطقة، يضع الولايات المتحدة في موقف غريب: فهي تدعم القوات الكردية في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح وتسعى في الوقت نفسه لمراعاة حساسيات تركيا التي تبقى بالنسبة للغرب حليفاً لا يمكنه الاستغناء عنه. وبالتالي نجد موسكو وواشنطن، في التقاء ظرفي غريب، متحدتيْن فيما يتعلق بدعم الأكراد فيما موقفاهما بشأن مصير نظام بشار الأسد متناقضان تماماً، يضيف تايفير.

في السياق الحالي للأمور تفكر تركيا بالقيام بتدخل عسكري غير مسبوق في سوريا بالتعاون مع المملكة السعودية يستهدف – رسمياً – تنظيم "الدولة الإسلامية".

بلوغ أردوغان هذا الحد، في تحد مزدوج لروسيا والولايات المتحدة، يعني توسيعه الحرب غير المعلنة التي يقوم بها تحت ستار مكافحة الإرهاب ضد الأكراد المقيمين في جنوب شرق تركيا، يرى تايفير.

الشعب الكردي يعني ما بين 30 و40 مليون شخص يقيمون في تركيا وسوريا والعراق وإيران. وُعد الأكراد بوطن لهم عقب الحرب العالمية الأولى بموجب معاهدة سيفر عام 1920، لكن الوعد سرعان ما تلاشى في معاهدة لوزان عام 1923. ألا يزالون مجرد بيادق لمشاريع أكبر منهم؟ يختم غي تايفير متسائلاً.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.