مقاتلات كندية من طراز CF 18

مقاتلات كندية من طراز CF 18
Photo Credit: و ص ك / شون كيلباتريك

كندا تدافع عن دورها في الحرب

ثمة بعض أوجه الشبه بين الحرب اللبنانية والحرب السورية فالحرب في لبنان بدأت في منتصف سبعينيات القرن الماضي واستمرت عسكريا  حتى العام 90، حربا أهلية بين مكونات المجتمع اللبناني وسرعان ما تحولت إلى حرب إقليمية ودولية مع تدخل منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السورية النظامية وإسرائيل ومرتزقة من كل حدب وصوب . وكما الحرب في لبنان، كذلك في سوريا حيث بدأت بين مجموعات من المعارضين المحليين للنظام القائم والجيش النظامي لتتحول شيئا فشيئا إلى حرب إقليمية ودولية تشارك فيها إيران وحزب الله وروسيا وأكثر من ستين دولة من التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" ناهيك عن مسلحين ومرتزقة تتهم قطر والسعودية بتمويلهم.

واتساع رقعة الحرب وما تسببت به من مئات آلاف الضحايا وملايين النازحين واللاجئين، وخطر امتدادها إلى دول الجوار وبخاصة تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، فرض على المجتمع الدولي اتخاذ موقف منها والتدخل لحسمها لصالح هذا أو ذاك من الأطراف بالرغم من عدم وضوح حقيقة التحالفات وتناقضاتها: فالسعودية وقطر، المتهمتان بتمويل الجهاديين، عضوان في التحالف الدولي ضد الجهاديين، والولايات المتحدة وسائر دول التحالف، التي كانت مصرة على رحيل الأسد، تقصف المتمردين وبالتالي تعزز موقع الأسد السياسي والعسكري، وتركيا المتهمة هي الأخرى بدعم الإرهابيين والمنضمة إلى التحالف لمحاربتهم والمصرة على رحيل الأسد، تضرب الأكراد، أعداء التنظيم الإسلامي والنظام السوري في آن معا فتعزز بدورها موقف المتضادين: "الدولة الإسلامية" والنظام القائم.

أين كندا من هذا النزاع؟

انضمت كندا إلى التحالف الدولي منذ إنشائه وبحماسة كبيرة عبر عنها أكثر من مرة رئيس حكومة المحافظين الحاكم السابقة ستيفن هاربر، ولم تقتصر المشاركة الكندية على الشعارات والتأييد، إنما أرسلت كندا طائرات مقاتلة للمشاركة عمليا في القتال.

ومع وصول الحزب الليبيرالي بزعامة جوستان ترودو إلى السلطة منذ ثلاثة أشهر، لم يتغير الموقف الكندي من التنظيم إنما تغيرت وسيلة التدخل لمحاربته إذ قررت الحكومة سحب مقاتلاتها من المعركة وتركيز التدخل على تدريب المقاتلين الأكراد وتأهيلهم ومضاعفة عدد الجنود المتواجدين في الميدان ، ما يعرضهم أكثر للخطر، إضافة إلى رفع قيمة المساعدات الانسانية.

الموقف هذا طرح أمس أمام مجلس العموم الكندي حيث اضطر وزير الخارجية ستيفان ديون إلى تكرار تأييد دول التحالف للقرار الكندي والدفاع عن موقف الحكومة إزاء الانتقادات التي قدمها حزبا المعارضة بالقول:

"إن تحالف الدول الخمس والستين لا تنقصه قوة جوية ضاربة إنما ما تنقصه بصورة كبيرة هي القدرة على التدريب  والتأهيل على الأرض وتنقصه جدا كذلك المساعدة الإنسانية" ما استدعى ردا ساخرا من زعيمة المحافظين الانتقالية رونا أمبروز التي تحدت الوزير أن يعطي اسم دولة واحدة من التحالف طلبت من كندا سحب طائراتها المقاتلة:

"سمِّ دولة واحدة من دول التحالف قالت لكندا: أنت تمتلكين أفضل الطيارين في العالم، فأعيديهم إلى البلاد".

يبقى أن لا أحد طبعا يمكنه أن يقيم فوائد الموقف الكندي أو أضراره على دور كندا الدولي قبل انتهاء الحرب وتبعاتها والتي يبدو أنها تتجه إلى المزيد من الاستمرار والاتساع.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.