علقت كاتبة العامود في صحيفة لابريس، باسكال بروتون، على الجدل المزمن حول المدارس الخاصة والتمويل الذي تتلقاه من القطاع العام، قالت:
بالرغم من الانتقادات التي توجه إلى المدارس الخاصة فإن طالبا من أصل خمسة طلاب في مقاطعة كيبيك، وطالبا من أصل ثلاثة طلاب في مدينة مونتريال يحصلون العلم في الصفوف الثانوية في مدرسة خاصة، ما يدفع إلى التساؤل عن الأسباب العميقة التي تحدوا بهم إلى متابعة الدراسة في تلك المعاهد.
وعندما يتعلق الأمر بالتعليم الخاص فالجدل العقيم يختصر للأسف بمسألة واحدة: الدعم المالي الذي تقدمه له الحكومة، كما لو أن إلغاءه يحل كل المشاكل التي يعانيها النظام التربوي.
وتتابع باسكال بروتون: لقد أثبتت عدة دراسات أن تقليص الدعم الحكومي يدفع الطلاب إلى الدراسة في المؤسسات التعليمية الرسمية ما يكلف الحكومة أموالا أكثر. والواقع أن عددا متناميا من الطلاب يتسجلون في مدارس رسمية متخصصة إن في تقديم الدراسات الدولية وإن ببرنامج تربوي يركز على الرياضة أو أي اختصاص آخر. وهذه الظاهرة التي يشكو منها المعلمون تؤدي إلى تفريغ الصفوف العادية من نخبة الطلاب ما يثقل مهمة الأساتذة.
وترى باسكال بروتون في لابريس أنه لا يجب إهمال منافع هذه المنافسة وهذا السعي إلى الامتياز والتفوق. وقد ألقى تقرير أعده عالم الاقتصاد بيار بارادي، كشف خلاصاته اتحاد المدارس الخاصة، القى الضوء على نواح مهمة في هذا الموضوع، إذ تبين له، بصرف النظر عن المسائل المالية البحت ، أن الملامح أو الميزات الاجتماعية والاقتصادية لطلاب المدارس الخاصة تكشف واقعا من المهم معرفته. فبالمقارنة مع طلاب الثانويات العامة، يعد القطاع الخاص عددا أكبر من الطلاب ممن أحد والديهم من المهاجرين، وأن ذويهم عادة يتمتعون بمستوى تعليمي أكبر وأن ربعهم حاصلون على شهادات جامعية وفي منازلهم كتب أكثر وأن نسبة طلاب المدارس الخاصة الذين يحصلون على شهادات عالية أكثر من طلاب المدارس العامة.
وتتابع باسكال بروتون في لا بريس: هذا الواقع يدفعنا إلى التساؤل عن الأهمية التي نمنحها للتربية والتعليم، فتثمين التربية يعني دعم الأهل لأولادهم ومرافقتهم والمزيد من التعاون بينهم وبين المدارس، وتثمين التربية يمكن أيضا أن يعني استقلالية أكبر للمدارس كما نشهد ذلك في المدارس الخاصة التي تتمتع بهامش تحرك أوسع لاختيار البرامج التعليمية.
بالواقع، إن تثمين التربية يبدأ بالأهمية التي نمنحه إياها إن على المستوى الفردي على صعيد الأسرة، وإن على المستوى الجماعي، على الصعيد الاجتماعي، تخلص باسكال بروتون مقالها في صحيفة لابريس.
راديو كندا الدولي – صحيفة لا بريس.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.