إيران بحاجة لطائرات تجارية وشركة "بومباردييه" (Bombardier) الكندية تصنع هذه الطائرات. لكنّ الطرفيْن لم يوقعا أي صفقة لغاية الآن، فالعقبات التشريعية والمالية والسياسية تقف في وجه شركة الصناعات الجوية الرئيسية في كندا، كما جاء في تقرير لبهادور ذبيهيان على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية).
الناطقة باسم "بومباردييه" إيزابيل غوتييه تقول إن الشركة الكندية تجري محادثات مع شركات طيران إيرانية.
يُذكر أن وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون أعلن في الخامس من الشهر الجاري عن تخفيف أوتاوا العقوبات على طهران، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفذت تعهداتها بموجب الاتفاق النووي مع القوى الكبرى وإعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إثر ذلك دخول الاتفاق حيز التنفيذ ورفع العقوبات عن إيران.
وبالتالي أصبح بإمكان "بومباردييه" أن تبيع إيران طائرات بعد حصولها على إذن من الحكومتيْن الكندية والأميركية حسب حسن رضوي من مجموعة "وكيل" (Vakil Group) للاستشارات التي تُعنى بمساعدة الشركات الأجنبية على الاستثمار في الجمهورية الإسلامية. والموافقة الأميركية في هذه الحال ضرورية لأن أكثر من 10% من مكونات الطائرة الكندية أميركية المنشأ.
لكن "بومباردييه" لم توقع حتى الآن على أي اتفاق مع إيران، خلافاً لعملاق الصناعات الجوية الأوروبي "إيرباص" (Airbus) الذي حصل مؤخراً على طلبية من إيران لتزويدها بـ118 طائرة.

ويقول مدير مجموعة الدراسات في مجال إدارة أعمال شركات الصناعات الجوية في جامعة كيبيك في مونتريال، مهران ابراهيمي، إن الطلبية الكبيرة لـ"إيرباص" تتضمن 45 طائرة ذات بدن ضيق، التي تُعرف أيضاً بطائرات ذات ممر واحد، وإنه "كان بإمكان هذه الطائرات أن تكون طائرات من فئة "سي" (CSeries)" التي تصنعها "بومباردييه".
ويضيف ابراهيمي أن إيران قامت قبل أسبوعين بشراء 20 طائرة إقليمية (regional airliner) من طراز "إيه تي آر 72" (ATR 72) الثنائية المحرك التي تصنعها شركة "إيه تي آر" الفرنسية الإيطالية، وهي المنافسة المباشرة لطائرة "ك-400" (Q400) التي تصنعها "بومباردييه".
ولا يستبعد ابراهيمي أن تكون "بومباردييه" خسرت فرصتيْ الأعمال المذكورتيْن بسبب تأخر أوتاوا في رفع العقوبات عن إيران.
من جهته يشير حسن رضوي إلى ما يعتبرهما عائقيْن كبيريْن في وجه "بومباردييه" في سعيها لبيع طائراتها إلى إيران. الأول هو أن الشركة الكندية غير قادرة على توفير خيارات تمويل كتلك التي توفرها "إيرباص" و"إيه تي آر". فمؤسسة تنمية الصادرات الكندية (Export Development Canada) التابعة للحكومة الفدرالية لا تقدّم أي إمكانية تمويل لصادرات كندية إلى إيران، خلافاً لما هو متوفر في فرنسا وإيطاليا وحتى في الدانمارك.

أما العائق الثاني برأي رضوي فهو عدم قدرة "بومباردييه" على بيع طائراتها لشركة "ماهان للطيران" (Mahan Air)، أكبر شركة خطوط جوية خاصة في إيران، لأنها مُدرجة على لائحة سوداء وضعتها أوتاوا، ويُمنع بالتالي على الكنديين إبرام أي اتفاق مع الشركات المشمولة بهذه اللائحة.
لكن الاتصالات بين "بومباردييه" وإيران مستمرة، فإمكانية حصول الشركة الكندية على عقد مع إيران لا تزال متوفرة، لاسيما وأن إيران بحاجة لأكثر من 400 طائرة تجارية، على حد قول مهران ابراهيمي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.