تحت عنوان: " أسرار عائلية " علق المحرر في صحيفة لا بريس إيف بوافير على قضية المخرج السينمائي الشهير في كيبيك كلود جوترا الذي كُشف مؤخرا أنه كان يعتدي جنسيا على الأطفال. قال:
لسنين قليلة خلت لم يكن لسفاح القربى والاعتداءات الجنسية على الأطفال من وجود في كيبيك.. فتلك الأمور كانت ربما تحصل في أماكن بعيدة أو في قصص تخويف الأطفال ولكن ليس هنا.
فلو أن فتاة ما تجرأت وأخبرت والدتها أن جدها أو عمها أو رجل دين اغتصبها كانت توصف في معظم الأحيان بالكذابة وكان يقال لها دائما أن تلزم الصمت. فمجتمعنا لم يكن يريد أن يصدق وقوع مثل تلك الأعمال ، ومن غير المعقول تصديق أن يكون رجل لطيف مهذب قد ارتكب هذه الأعمال.
ويتابع أيف بوافير: إن ما يشهده الوسط الفني في كيبيك منذ حوالي الأسبوع يشبه تلك المواقف. هو مزيج من الكآبة والرعب والحيرة والارتباك . كآبة إزاء تشويه سمعة رجل يكن له عدد كبير من الكيبيكيين الكثير من الاحترام والتقدير . ورعب إزاء ضخامة ما تم كشفه : فالمسألة ليست بين شابين متحابين موافقين على العلاقة الجنسية إنما عن اعتداءات جنسية على اطفال. أما الارتباك فلأن "الكل كانوا يعرفون ذلك" ويعرفون ميل المخرج كلود جوترا إلى الصبيان ولم يكشفوه والكل يحس الآن بأنه ضالع ومتهم. من هنا ما نشهده حاليا من إيماءات وإيحاءات وتنميق كلمات وحتى تشوش فكري من مثل عدم التفريق بين المثلية الجنسية والاعتداء على الأطفال، بهدف طمر هذه الحقيقة ، هذه الأسرار العائلية.
وحتى دار بوريال للنشر التي أطلقت هذه القنبلة في الكتاب الذي نشرته للكاتب إيف لوفي (وتضمن أربع صفحات فقط) للحديث عن هذه الناحية من حياة جوترا، ولكن بدون تفصيل ما يؤكد الارتباك السائد في الأوساط الإعلامية والفنية والفكرية.
ويتساءل إيف بوافير في لا بريس: هل الوسط الفني أكثر تسامحا مع الاعتداءات الجنسية على الأطفال ؟ ربما، لكن ما يهمني في الموضوع هو الميل الشامل للإنكار وعدم التصديق بالرغم من كل الاثباتات والوقائع كمن تعميه قوة النور فيحول نظره عنه حتى يخفف الوجع.
ويتابع بوافير: أنا لا أسعى إلى انتقاد من دافعوا عن جوترا وكانت لهم شجاعة إعلان صداقتهم له ولا أسعى إلى حرق أعماله الفنية إنما إلى تبيان أن قضية جوترا ليست استثنائية إنما مألوفة في عدة أوساط رياضية أو دينية والخطر يكمن في محاولة إقناع الناس أو محاولة إقناع أنفسنا أن هذا المعتدي الجنسي هو أقل ذنبا لكونه رجلا استثنائيا كما لو أن اعتداءه على الأطفال يمكن تخفيفه إزاء صفاته الحميدة الأخرى. وكان الأمر مريحا لو كان المعتدي وحشا يسهل تحديد هويته بالعين المجردة لكن المعتدي الجنسي على الأطفال يمكن أن يكون رجلا لامعا خلاقا من مثل كلود جوترا، يختم إيف بوافير مقاله في صحيفة لا بريس.
راديو كندا الدولي - صحيفة لا بريساستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.