مقاتل يرفع علم تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في الرقّة في 29-06-2014

مقاتل يرفع علم تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في الرقّة في 29-06-2014
Photo Credit: Stringer . / Reuters

من بيروت إلى الرّقة: “رحلة في اتّجاه واحد”

تتابع وسائل الاعلام الكنديّة على غرار وسائل الاعلام حول العالم تطوّرات الأوضاع في سوريا وتسعى لتغطية الأبعاد السياسيّة والانسانيّة والميدانيّة وكلّ المستجدّات بشأن هذه الأزمة التي تشارف عامها السادس.

وفي هذا السياق، أجرت الصحافيّة في راديو كندا كاترين بيران حديثا مع مبعوثة صحيفة لوفيغارو الفرنسيّة دلفين مينيو إلى الشرق الأوسط التي زارت محطّة الحافلات شارل حلو في بيروت التي تنطلق منها الرحلات نحو سوريّا.

تقول الصحافيّة دلفين مينيو إنّ الرحلات مستمرّة بصورة يوميّة وثمّة حافلات تتّجه نحو دمشق وتتابع :

هنالك حافلات تواصل رحلاتها من بيروت ومن سواحل المتوسّط نحو مدينة الرّقة التي أصبحت معروفة للأسف على الساحة الدوليّة لأنّها أصبحت معقل تنظيم "الدولة الاسلاميّة" المسمّى داعش.

والرحلة أشبه بسباق مع الموت تقول الصحافيّة دلفين مينوي ، وتشير إلى وجود العديد من نقاط التفتيش وتتابع بالقول:

الرحلة مليئة بنقاط التفتيش التي يصل عددها إلى 20 نقطة. وهي في البداية تحت سلطة ميليشيات الرئيس السوري بشّار الأسد وبإمكان هؤلاء أن تبتزواّ المسافرين.

وهي بعد ذلك  واقعة تحت سلطة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" والإملاءات الدينيّة التي يفرضها.

اضف إلى ذلك ضربات قوّات التحالف الفرنسيّة والأميركيّة وسواها، وأيضا الضربات الروسيّة.

وتتابع دلفين مينوي فتقول إنّ الرحلة كانت تستغرق أصلا قبل الأزمة من  أربع إلى ستّ ساعات.

واليوم، يمكن أن تستغرق أربعا وعشرين ساعة ومعظم الركاب يشترون بطاقة في اتّجاه واحد لأنّهم يدركون أنّهم قد لا يستطيعون العودة إلى بيروت.

ويبدأ التفتيش عند نقطة في مدينة تدمر التاريخيّة و درّة التراث الإنساني العالمي تقول الصحافيّة دلفين مينوي.  وتشير إلى أنّ مسلّحي تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يقومون  بتفتيش دقيق يشمل كافّة المسافرين و أمتعتهم وتضيف:

يفتّشون الهواتف الخليويّة. وفي حال عثروا على شريط فيديو معاد للدين حسب رأيهم او رسالة نصيّة ذات مضمون سياسي ، يعمدون إلى توقيف الركّاب، ما يفتح الباب على كلّ الاحتمالات.

وقد أخبرني أحد السائقين تقول الصحافيّة دلفين مينوي أنّ مسلّحي التنظيم أوقفوا أحد الركاب لأنّه ظهر في صورة وقد لفّ نفسه بعلم المعارضة العلمانيّة.

و لم ترُق الصورة لمسلّحي التنظيم وتمّ العثور فيما بعد على جثّة الشاب مقطوعة الرأس.

وكان الشاب في الثانية والعشرين من العمر و يتابع دراسة الآداب العربيّة في بيروت تقول الصحافيّة وتضيف:

معظم الركّاب يقولون لي إنّ الأمر أشبه بالدخول إلى بلد جديد والعودة إلى القرون الوسطى.

ففي الرقّة ينبغي أن تكون المرأة مغطّاة من رأسها إلى أخمص قدميها ولا يحقّ لها الخروج من المنزل دون رفقة وصيّ.

ويحظر التنظيم على الرجال تناول الخمر والتدخين كما تقول الصحافيّة دلفين مينوي وتنقل عن سائق الحافلة ابو حسن قوله إنّه يتوقّف قبل دخول تدمر لرشّ مركبته بالعطور لإزالة رائحة النيكوتين منها لئلاّ يتعرّض للإزعاج من قبل مسلّحي التنظيم.

وعند هذه المرحلة أيضا ترتدي النساء العباءة والنقاب ليخبّئن جسدهنّ بالكامل.

ويحرص الرجال على إطلاق لحيتهم قبل المجيء إلى الرقّة مخافة تعرّضهم للاعتقال.

مسلّحو تنظيم
مسلّحو تنظيم "الدولة الاسلاميّة " في شوارع مدينة الرقّة © Sans crédit

ويفرض التنظيم حظرا كليّا على الموسيقى تقول دلفين مينوي وتضيف أنّ الحياة اختلفت كلّيا عن مرحلة ما قبل تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وتنقل عن السائق ابو حسن أنّه يقوم بثلاث رحلات أسبوعيّا بين بيروت والرّقة وأنّ الأمور تغيّرت بصورة دراماتيكيّة، كما لاحظت من صور رأتها له ولزوجته وعائلته وأضافت تقول:

كان يعزّ عليه أن يريني هذه الصور في مرحلة ما قبل التنظيم وما بعده ليبرهن أنّ ما يقال ليس أكاذيب بل هو الواقع في ظلّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

ورأيت في هاتفه الخليوي صورا لوالده الذي بدا كرجل أنيق وأصبح غير معروف اليوم بعد أن أطلق لحيته وغيّر طريقة لباسه.

والأمر نفسه بالنسبة لزوجته تقول دلفين مينوي وتضيف :

كأنّي بالسائق أراد أن يقول لي إنّ الكلّ كان سعيدا حتّى في ظلّ دكتاتوريّة الرئيس بشّار الأسد وكان من الممكن أن يعيش كلّ على طريقته، وآمن الجميع بثورة العام 2011.

واليوم، وقع الجميع تحت نير جهاديّي تنظيم "الدولة الاسلاميّة الذين لا يتركون أيّة فسحة من الحريّة.

وتشير الصحافيّة في صحيفة لوفيغارو دلفين مينوي في حديثها لراديو كندا أنّ حركة تنقّل السوريّين واليد العاملة السوريّة كانت دوما ناشطة مع لبنان وأنّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يفرض قيودا على خروج المواطنين من المناطق الواقعة تحت سيطرته فتحوّلوا إلى دروع بشريّة.

وتختم دلفين مينوي حديثها فتقول:

إنّها واحدة من أخطر الطرق في العالم ومن الممكن أن يحصل كلّ شيء في أيّ وقت والركّاب قالوا لي إنّهم يستسلمون للقدر لأنّ الخطر محدق على الطريق وأيضا في الأجواء.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.