اصدرت منظّمة العفو الدوليّة تقريرها السنوي حول حالة حقوق الانسان في العالم.
وكشف التقرير مرّة أخرى عن انتهاكات وتقويض للحريّات والحقوق الأساسيّة في أكثر من دولة.
وكانت كندا تحت مجهر المنظّمة ، وأشار التقريرإلى القانون سي 51 لمكافحة الارهاب الذي تسبّب بانتهاك بعض الحقوق في إطار الصلاحيّات الممنوحة لأجهزة الاستخبارات الكنديّة.
تتحدّث آن سانت ماري الناطقة باسم الفرع الفرنكفوني الكندي لمنظّمة العفو الدوليّة عمّا ورد في التقرير في مقابلة أجراها معها لتلفزيون راديو كندا هيئة الإذاعة الكنديّة وتقول بهذا الصدد:
بالنسبة لكندا، العديد من المسائل التي وردت في تقرير العام 2015 هي في طريقها نحو التسوية وهذا خبر سارّ.
ومعظم المسائل التي تقلق المنظّمة في كندا تتعلّق بحقوق السكّان الأصليّين.
وكما هو معروف، فقد تمّ إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة العام الماضي للتحقيق في المعاملة التي لقيها نحو من 150 ألفا من أولاد السكّان الأصليّين منذ سبعينات القرن التاسع عشر وحتّى العام 1996 في نحو 130 مدرسة داخليّة موزّعة في مختلف أنحاء كندا.
وتشير آن سانت ماري إلى قضيّة خطف وقتل عدد من نساء السكّان الأصليّين وتضيف:
لقد تمّ إنشاء لجنة للتحقيق في هذه الحوادث، وفق ما تطالب به منذ عدّة سنوات منظّمة العفو الدوليّة وأيضا وبصورة أوّليّة مجموعات نساء السكّان الأصليّين.
واللجنة موجودة وفعّالة وتعقد جلسات استماع في الوقت الراهن وهذه مسألة أخرى في طريقها إلى الحلّ تقول الناطقة باسم الفرع الفرنكفوني الكندي لمنظّمة العفو الدوليّة آن سانت ماري.
وتتابع فتشير إلى ما ورد في التقرير بشأن أزمة اللاجئين التي تقلق المنظّمة وتضيف:
كانت هنالك مخاوف بشأن استقبال اللاجئين ومعاملتهم في كندا، والحكومة الليبراليّة تفي بتعهّدها باستقبال 25 ألف لاجئ سوري.
وبالنسبة لحاملي جنسيّتين، فقد أكّد وزير الهجرة الكندي جون ماكالوم أنّ كندا لن تعمد إلى سحب الجنسيّة الكنديّة تقول آن سانت ماري وترى في كلّ ذلك أخبارا مشجّعة.
وتتابع فتشير إلى القانون المتعلّق بمكافحة الارهاب الذي يثير قلق المنظّمة.
والقانون لا يتجاوب على ما يبدو مع توصيات لجنة اوكونر ولجنة ياكابوتشي للدفاع عن حقوق الانسان .
وتدعو اللجنتان إلى وضع آليّات لمراقبة عمل اجهزة الاستخبارات والأمن كما تقول آن سانت ماري وتضيف:
يتضمّن القانون حاليّا أحكاما تتيح توقيف شخص ما دون العودة إلى القضاء وإبقاءه قيد الاعتقال لمدّة عشرة أيّام وإطلاق سراحه دون توجيه أيّ تهمة له.
والاجراءات تلك تفتح المجال أمام ممارسات مقلقة كما تقول، ولكنّها تؤكّد أنّ أداء كندا يبقى جيّدا رغم ذلك ومن الممكن تحقيق التقدّم في كلّ مرّة تشير فيها المنظّمة إلى قضيّة ما.

وتشير إلى قضيّة الكندي عمر خضر الذي كان معتقلا في غوانتنامو وتمّ نقله فيما بعد إلى سجن في مقاطعة البرتا، وأُخلي سبيلُه بشروط كما تقول الناطقة باسم الفرع الفرنكفوني الكندي لمنظّمة العفو الدوليّة آن سانت ماري وتتابع ردّا على سؤال حول المدوّن السعودي رائف بدوي فتقول:
لا تتوفّر لدينا معلومات عن جهود مكثّفة تبذلها الحكومة الكنديّة، لكنّ التعبئة متواصلة حول العالم، وقضيّة رائف بدوي تعبّر عن المخاوف التي ترد في تقريرنا السنوي من أنّ هذا المنحى لم ينتهك حقوق الانسان فحسب، بل أنّ السعوديّة لم تحترم التزاماتها الدوليّة التي وقّعت عليها، وانتهكتها بشكل صارخ تقول آن سانت ماري الناطقة باسم الفرع الفرنكفوني لمنظّمة العفو الدوليّة.
وأكثر ما يقلق في تقرير المنظّمة هذه السنة، هو أنّ العديد من الدول حول العالم قوّضت القانون الدولي والمؤسّسات المتعلّقة بحقوق الأفراد والتي هي موجودة منذ سبعة عقود.
وتشير إلى تجاهل بعض الدول للمعاهدات والاتّفاقيّات و توصيات هيئات المتابعة وحقوق الانسان.
وتشير إلى الهجمات الارهابيّة التي شنّتها مجموعات مسلّحة وتسبّبت في زعزعة الأمن في عدد من أنحاء العالم.
وتضيف مشيرة إلى ردّ الحكومات والاجراءات التي اتّخذتها وتجاهلت من خلالها حقوق مواطنيها وتتابع بالقول:
هنالك 19 دولة تمّ ارتكاب جرائم حرب فيها عام 2015، ونحن لا نتحدّث عن دولة او دولتين ، وتمّ ارتكاب جرائم حرب وجرائم خطيرة ليس على يد مجموعات إرهابيّة فحسب بل على يد حكومات.
وتشير آن سانت ماري إلى استهداف المستشفيات و تجويع المواطنين وتشير إلى الوضع المقلق في سوريّا حيث تجري أعمال الخطف والقتل والقصف وانتهاكات حقوق الانسان والتعذيب واستهداف المدنيّين.
وفي نيجيريا أيضا، اتّسم ردّ الحكومة على هجمات مجموعة بوكوحرام بالعنف الشديد وتمّ قتل آلاف الأشخاص وتجويعهم وتعذيبهم للاشتباه بتعاطفهم مع بوكو حرام.
وتختم الناطقة باسم الفرع الفرنكفوني الكندي في منظّمة العفو الدوليّة آن سانت ماري حديثها لتلفزيون راديو كندا فتؤكّد أنّه آن الأوان لتسير الأمم المتّحدة في مساعيها لتنعم الأجيال المقبلة بعالم يخلو من الحروب ويحترم الحقوق الأساسيّة للإنسان.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.