تحت عنوان " ما بعد كولونيا " كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار كريستيان ريو يقول:
ليس في كيبيك وحدها يحل الإعدام الإعلامي أحيانا محل العدالة والجدل المنفتح. أهو تأثير إعلام "وسائل التواصل الاجتماعي" التي رفعت أحاديث الحانات إلى مستوى الرأي والفكر؟ وحيث بات سهلا جدا توصيف الناس ، وبدون أية محاكمة، بالعنصرية ومعاداة المثليين والتخويف من الإسلام.
أخر ضحايا هذه المحاكمات الصورية يدعى كامل داود، الكاتب والصحافي الجزائري الذي نال جائزة غونكور الأدبية للعام الماضي والذي يوقع منذ عقدين مقالات في بلد يجب أن تتحلى فيه بالشجاعة لنشر مثلها، أعلن اعتزاله الصحافة.
وكامل داود هو من الاشتراكيين القلائل الذي حاول التفكير بأحداث كولونيا في ليلة رأس السنة حيث تم الاعتداء على مئات النساء على أيدي جماعات معظم أفرادها من أصول عربية مسلمة، بهدف فهم ما حدث . إن داود يعتبر أن سبب هذه التصرفات ناتج عن إسلام يرعى "البؤس الجنسي" وعلاقة مريضة من جسد المرأة والشهوات".
وبين يمين معاد للإسلام ومستعد لرمي الأجانب في البحر، ويسار نسوي مشلول وصامت، تجرأ داود على التأكيد بأن الأجنبي ليس ذاك البربري الذي يشجبه البعض ولا ذاك الملاك الذي يتصوره الآخرون بسذاجة، وكشف الصراع والتمزق بين حرية يطمح لها وعدم تمكنه من ممارستها بالكامل.
وكان ذلك كافيا لتألب مجموعة من الناس ضده وملاحقته وتوقيع عرائض ضده.
ويرى كريستيان ريو أن اليسار بإسكاته كامل داود أسكت للأسف أحد الأصوات الواعدة في العالم العربي الإسلامي. أسكت صوتا شجاعا لم يلجأ للاختباء في الجامعات الأوروبية إنما بقي في الجزائر، في عين العاصفة. ونفهم قدر الشجاعة التي تحلى بها ليقول: " أحكم على إنسانية الشعوب على ضوء علاقتهم بالنساء، فحيث يتمتعن بالحرية والقبول بهن يتمتع الناس بعلاقة صحية بالرغبات والشهوات والجسد. وإذا لم نحرر النساء، فلن نتحرر أبدا".
يخلص كريستيان ريو مقاله في صحيفة لودوفوار.
راديو كندا الدولي - صحيفة لو دوفواراستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.