يواجه لبنان، منذ إعلان المملكة العربية السعودية إلغاء منحة الأربعة مليارات دولار للقوى العسكرية مخافة وقوعها في أيدي "حزب الله" كما تقول، أزمة خطيرة تضاف إلى عدة أزمات أخرى، من عدم التمكن من انتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من سنة ونصف، إلى خلاف بشأن تدخل حزب الله في الحرب السورية، إلى أزمة نفايات مكدسة منذ عدة أشهر، وانقسام سياسي حاد حول السياسة الخارجية إزاء محوري السعودية وإيران ناهيك عن أزمة لاجئين سوريين خانقة.
هيئة الإذاعة الكندية اهتمت أمس الأحد بالوضع في لبنان في حوار بين الصحافيين في راديو كندا، ميشال ديزوتيل وليو كاليندا وحديث أجراه الأخير مع الكاتب والمؤرخ والوزير اللبناني السابق جورج قرم.
وفي تقديمه المقابلة، تعرض كاليندا إلى الوضع في لبنان وما إذا كانت السعودية تسعى إلى تركيعه، كما قال الصحافي ميشال ديزوتيل قائلا:
" الوضع شديد الخطورة، فبعد العربية السعودية، عمدت كل دول الخليج إلى دعوة مواطنيها إلى مغادرة لبنان . أما بالنسبة إلى إلغاء المساعدة العسكرية فيجب التقليل ما أهميته فمنذ الخريف ساد الشك في جدية العرض السعودي"
ويعلق جورج قرم على إلغاء المساعدة بالقول:
" كل ما تلقاه الجيش اللبناني قبل إعلان السعودية رسميا إلغاء المساعدة كان كناية عن خمسين صاروخ ميلان التي، بحسب مصادر عسكرية لبنانية، كان معظمها غير صالح للاستعمال عمليا".
وعن الموقف السعودي تجاه لبنان، يقول الوزير السابق جورج قرم :
" كانت ثمة أصداء في الصحافة العربية والفرنسية بأنه منذ وفاة الملك عبد الله ، جمد الفريق الملكي الجديد المساعدات، وثمة محاولة لزعزعة الاستقرار في لبنان. فالمملكة السعودية منذ غياب الملك عبد الله تنتهج سياسة متشددة جدا"
وعن سؤال حول ما إذا كان يمكن التقليل من أهمية التهديد السعودي، يجيب جورج قرم:
"أنا أعتقد أنه ليس بمقدور السعودية التخلي عن كل التقنيين المهرة أكانوا لبنانيين أو سوريين أو فلسطينيين الذين يعملون في المملكة ويساهمون في تطورها وازدهارها ، وأعرف أن الكثير من الناس يعتقدون أن لبنان لا يمكنه العيش بدون السعودية لكن لبنان موجود منذ عدة قرون قبل السعودية التي لم تر النور قبل العام 1930 ولم تحقق هذا الثراء قبل العام 1974. إذا فلنضع الأمور في نصابها الحقيقي".
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكندية – القسم الفرنسياستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.