مواطنة ايرانيّة تدلي بصوتها في الانتخابات

مواطنة ايرانيّة تدلي بصوتها في الانتخابات
Photo Credit: Majid Saeedi/Getty Images

من الصحافة الكنديّة: “مهزلة انتخابيّة”؟

تناولت صحيفة لودوفوار في تعليق بقلم الصحافي فرانسوا بروسو الانتخابات في ايران وتساءلت إن كانت مجرّد مهزلة انتخابيّة كما في كلّ مرّة.

فرجال الدين لهم الكلمة الفصل في هذا البلد والمرشد الأعلى غير المنتخب له الأسبقيّة على الرئيس.

هذا فضلا عن مجلس الحرّاس الذي ألغى العديد من الترشيحات لأنّ المرشّحين كانوا من منتقدي النظام.

وتتساءل الصحيفة إن كان من الممكن رغم كلّ شيء تقييم التمثيل في النقاش العام وفي العمليّات الانتخابيّة التي تشهدها ايران بصورة دوريّة مع بعض الأمل في المستقبل.

وتجيب بأنّ انتخابات يوم الجمعة الماضي لها معنى عام 2016.

فهي ليست مئة بالمئة مهزلة كما كانت في الاتّحاد السوفياتي او في عراق صدّم حسين عام 2002 او في ال89 بالمئة التي حصل عليها الرئيس بشّار الأسد في سوريّا عام 2014. فالأمر مختلف في ايران تقول لودوفوار.

ورغم قبضة رجال الدين منذ الثورة الاسلاميّة، فالتعدّدية موجودة بحكم الأمر الواقع في هذا البلد المثقّف الغني بحضارة قديمة والذي تجري فيه اللعبة السياسيّة ببراعة بين مختلف القوى.

الرئيس الايراني حسن روحاني
الرئيس الايراني حسن روحاني © Alessandro Bianchi / Reuters

وتضيف لودوفوار أنّ ثمّة غالبيّة ايرانيّة ترغب في التخلّص من قبضة رجال الدين  وتسعى للإفادة من كافّة الثغرات لتحقيق هدفها.

فبعد عقد من التراجع هيمن عليه المحافظون وتوَّجَهُ التزوير في انتخابات العام 2009 وما تبعها من قمع دموي، تميّزت انتخابات يوم الجمعة الماضي بكثافة في نسبة المشاركة وبفرز صادق للأصوات.

وترى لودوفوار أنّ الاعتدال النسبي الذي تميّزت به السنوات الأربع الأخيرة أحيت آمال الايرانيّين ودفعتهم نحو المشاركة بكثافة في التصويت.

وتضيف أنّ فوز الاصلاحيّين والمعتدلين الذي كان واضحا في طهران بصورة خاصّة يشكّل دعما ضمنيّا لسياسة اليد الممدودة نحو الغرب التي  تعهّد بها الرئيس روحاني وتحظى بتأييد الشباب وأبناء المدن بشكل خاص.

ولكنّ ذلك لا يشكّل منعطفا سياسيّا جذريّا تقول الصحيفة، وليس شبيها بثورة ما قبل انتخابات العام 2009.

ونظرا لكلّ ما ورد من أسباب، لم يكن هنالك الكثير من المرشّحين الاصلاحيّين هذه المرّة.

ولكن التيار الاصلاحي الذي قاطع الانتخابات عام 2012، اعتمد هذه المرّة خلافا لذلك، تكتيكا لجأ إليه خلال الانتخابات الرئاسيّة في العام 2013 أي أنّه دعم تيّار الوسط والمحافظين المعتدلين.

ورغم كلّ القيود المفروضة، جاء تصويت الايرانيّين مستنيرا تقول لودوفوار.

وتضيف أنّ كلّ ما يجري هو خطوات صغيرة في فترة زمنيّة غير محدّدة وتتساءل متى يستفيق الايرانيّون في "بلد آخر" كما بعد ربيع العام 2009.

وتختم فتقول إنّه من غير المؤكّد هذه المرّة أنّ الكلمة الأخيرة ستكون لحرّاس العقيدة والملتحين.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.