بونوا لاكروا في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية العام الماضي

بونوا لاكروا في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية العام الماضي
Photo Credit: Radio-Canada

وفاة الأب بونوا لاكروا: كندا تفقد محاورا مرموقا وأخصائيا كبيرا في الديانات

توفي اليوم عن مئة عام الأب الدومينيكاني المعروف على المستويين الكندي والعالمي بونوا لاكروا بعد مرض قصير.

وكانت آخر مقابلة للأب لاكروا أواخر العام الماضي في برنامج موعد مع الروح مع راديو فيل ماري.

يشار إلى أن حكمة وروحانية الأب لاكروا لامستا الكيبكيين والكنديين خلال مقابلاته المتكررة مع أجهزة الإعلام على مر السنين ومن بينها لقاءات عدة مع هيئة الإذاعة الكندية. وكان قد نشر عددا كبيرا من التعليقات الدينية وخاصة الفصحية على مدى خمسة وعشرين عاما.

المعروف عن الأب لاكروا أنه جامعي شهير ولاهوتي قدير وأخصائي في الديانات الشعبية ومؤرخ أدبي. كما كان يعتبر من بين أفضل الشهود الكيبكيين للتقليد الثقافي الذي أثر في الفكر الغربي.

وكان الأب لاكروا قد نشر أكثر من خمسين مؤلفا علميا ودينيا.

آخر مشاركة في برنامج إذاعي لبنوا لاكروا مطلع العام الحالي
آخر مشاركة في برنامج إذاعي لبنوا لاكروا مطلع العام الحالي © Radio-Canada/Frédéric Cobert

في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية ينتقد الأب لاكروا الكنيسة بشكلها الحالي وهو يقول بهذا الخصوص:

الكاثوليكية تعني الكونية وبالنسبة لي الأسس والجدران والقوانين لا تهمني كثيرا إن ما يهمني بالحري هو الحرية.

هذه الحرية التي يتعلق بها بونوا لاكروا نابعة من مكان ولادته وإقامته في سن الصغر في مزرعة والديه في سان ميشال دو بيلشاس حيث نشأ وترعرع على الحرية.

ومن بين علماء الاجتماع المعروفين في كيبك عالم الاجتماع الشهير فرنان دومون الذي توفي عام 1997 والذي وصف الأب لاكروا بالإنساني المتكامل وهو يقول بهذا الخصوص:

يعرف أي الأب لاكروا التوفيق وبطريقة ملفتة للانتباه بين مشاركته في الثقافة العلمية وبين تحسسه مع الناس في الأوساط الشعبية. إن هذا التواجد مع طرفي الثقافة الأقصيين دون خطأ ودون تصنع هو فعلا رائع.

يشار إلى أن الأب لاكروا رأى النور في الثامن من سبتمبر أيلول 1915 في عائلة من المزارعين في سان ميشال بيلشاس وحصل على إجازة في اللاهوت من جامعة أوتاوا عام 1941 وعلى درجة دكتوراه في علوم القرون الوسطى من جامعة تورنتو عام 1951 وتابع دراسات ما بعد الدكتوراه في باريس ومن ثم في جامعة هارفارد عام 1960.

مارس التدريس الجامعي في عدة جامعات في كندا وخارج كندا

وعن مهامه التدريسية على المستوى الجامعي بعد تخرجه من جامعة أوتاوا يقول:

علمت الباليوغرافيا (علم الكتابات القديمة) اللاتينية انطلاقا من مخططات القرنين التاسع والعاشر.

وبسبب اعتباره من بين أكبر علماء القرون الوسطى قام بالتدريس في جامعات مونتريال واليابان وإفريقيا وفرنسا

وعن مشاركته في لقاءات تلفزيونية كمعلق ومحلل في شؤون الديانات والعلاقات الإنسانية يقول:

لبيت طلب أجهزة الإعلام كما لبيت طلب السيد (المسيح) فكرت بالمحتاجين فكرت بالأكثر عزلة في المجتمع.

وعما يجري داخل الكنيسة من خضات وتطورات يقول:

أنا ممزق وحزين لأن هذه الديانة أصبحت طقسية جدا وهي بعيدة عن الواقع أحيانا لكنني أجدها في المقابل خلاقة تبني مستشفيات وتقوم بأعمال فريدة

أما في ما يتعلق بمساهماته في دراسة الديانات في كيبك فكانت على مستوى كبير من الأهمية ففي السبعينات أطلق مجموعة من المنتديات كان يلتقي عبرها وخلال أكثر من عشر سنوات عدد من الباحثين المرموقين من كافة المناهج والتوجهات.

وأنشأ في مونتريال مركز دراسات الأديان الشعبية وهي مبادرة انتشرت في عدة مدن أوروبية بفضل الأب لاكروا.

كان عضوا مؤسسا في مركز تفسير الديانات الجديدة وقام اعتبارا من عام 1981 بتنسيق تحقيق واسع عن العلاقات بين الشعب الكيبكي والجذور الدينية.

وهو يقول بهذا الخصوص:

من بين الحقائق الثقافية المعروفة على مدى العصور توجد الديانات التي تعتبر بين أكثرها صعوبة باقتلاع جذورها والأكثر صمودا.

إذ أن الإيمان هو بحد ذاته طبيعي والمقدس غريزي.

من بين الامتيازات والتنويهات التي حصل عليها الأب لاكروا:

1980 ميدالية شوفو من الجمعية الملكية الكندية

1985 وسام الاستحقاق الكندي من رتبة ضابط

1990 دكتوراه فخرية من جامعة شيربروك

1996 وسام الاستحقاق الكيبكي من رتبة ضابط كبير

(راديو كندا/راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.