مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع تتناول شؤونا كنديّة وعربيّة ودوليّة من إعداد وتقديم كلّ من مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
" بوتين والأسد يبدوان رابحين من وقف إطلاق النار"
تحت عنوان: " بوتين والأسد يبدوان رابحين من وقف إطلاق النار" كتبت صحيفة ذي غلوب أند ميل تقول:
العمليات الروسية في سوريا كانت وقحة تماما. فمنذ أسبوعين عرضت وقف إطلاق نار يبدأ مفعوله في الأول من ىذار – مارس حيث ستتوقف عن قصف حلب ومختلف القوى المسماة بالمعرضين أو المتمردين.
وصرح نائب وزير الدفلع الروسي الأسبوع الماضي ، خلال الاجتماع السنوي في ميونيخ لمؤتمر الأمن "أن روسيا مستعدة للتفاوض في شروط وقف النار" ما بدا وكأنه سعي لكسب الوقت والمماطلة. ومن ثم اتهمت روسيا الولايات المتحدة بأنها هي من تقصف حلب.
والحسابات الروسية كانت واضحة وتتلخص بالتالي: جيش الرئيس بشار الأسد بمساعدة كبيرة من الطيران الروسي سيتمكن من استعادة أكبر قدر ممكن من المناطق بما يعزز آمال عائلة الأسد بمواصلة حكم سوريا. وأسابيع أخرى من الحرب والتدمير والقصف الجوي ستحقق تلك الخدعة، أو هذا ما قدروه.
وتتابع الغلوب أند ميل: ردت الولايات المتحدة باعتبار أن الحرب بين قوات الأسد والائتلاف الهش بين ما يسمى بالأطراف المعتدلة المتمثلة بلجنة التفاوض العليا التي لا تضم ممثلين عن "الدولة الإسلامية" قد تؤدي إلى وقف القتال وبدء المفاوضات.
واتفاق وقف النار الذي لن يدخل حيز التنفيذ قبل نهاية الأسبوع، ليس أكيدا أن يتم احترامه . وبحسب تفاصيل الاتفاق تعهد الأطراف بإنهاء حالات الحصار والسماح بإيصال المواد الحياتية والتوقف عن القصف والمهم أن تلتزم به روسيا ونظام الأسد فالحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية والمجموعات المتطرفة الأخرى سيسمح لها بالاستمرار وقد كانت روسيا ذكية في وصف مختلف عملياتها العسكرية في سوريا بأنها تستهدف "الإرهابيين"، بصرف النظر عن أهدافها الحقيقية.

وتتابع الغلوب أند ميل: حتى لو أن سوريا حولت وقف إطلاق النار إلى وقف دائم، فسوريا تغيرت معالمها ومدنها دمرت ونصف سكانها باتوا نازحين أو لاجئين وتقسمت على أسس عرقية ودينية وصراعات سياسيةوليس سهلا إعادة جمعها من جديد وثمة حديث عن تقسيم فعلي للبلاد.
إن أولوية الغرب بإزاحة الأسد باتت أبعد ما يكون عن التحقق فالتدخل الروسي غير اللعبة بصورة جذرية وفي حال صمود وقف النار فسيكون السوريون من الشاكرين وما هو أكيد حتى الآن هو أن الرابحين الكبيرين هما بوتين والأسد تختم الغلوب أند ميل.
التغيير المناخي: إطلاق التعهّدات أقلّ كلفة من الالتزام بها
صحيفة ذي غلوب ند ميل تناولت في تعليق كتبه جيفري سيمبسون مؤتمر فانكوفر الذي يجمع رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ورؤساء حكومات المقاطعات وزعماء السكّان الأصليّين للبحث في التغيير المناخي.
تقول الصحيفة إنّ الزعماء الكنديّين يدركون أنّ التغيير المناخي موجود وينبغي مكافحته على المدى البعيد.
وانبعاثات غازات الدفيئة ارتفعت في كندا منذ مرحلة الركود عامي 2008و 2009.
وارتفاعها يتسارع بوتيرة قويّة تحتّم بذل جهود طائلة لتتمكّن كندا من تحقيق الأهداف التي التزمت بها خلال قمّة المناخ في باريس نهاية العام 2015.
وترى الصحيفة أنّ الحكومة الفدراليّة وحكومات المقاطعات لا تعرف كيف يمكن تحقيق هدف تقليص هذه الانبعاثات.
والوقود الأحفوري سيكون بدون ادنى شكّ المصدر الرئيسي للطاقة في كندا في المستقبل المنظور.
وحتّى لو تضاعفت حصّة الطاقة من الطاقة المتجدّدة لتصل إلى 20 بالمئة على مدى العشرين سنة المقبلة، سيبقى الوقود الأحفوري المصدر الأساسي للطاقة في البلاد تقول ذي غلوب اند ميل.
وحرق الوقود الأحفوري هو المصدر الرئيسي لانبعاث الكربون.
ومصادر الطاقة المتجدّدة على ما يرام، ولكنّ الكثير من الناس يعارضون توربينات الرياح والطاقة الشمسيّة في مزارعهم ومنازلهم.
وكندا ليست قوّة عظمى في مجال الطاقة كما كان يدّعيه رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر بل هي تحت رحمة عوامل دوليّة.
ويؤثّر تراجع أسعار النفط في صناعة الطاقة وفي الاقتصاد الكندي تقول الصحيفة.

لكنّ تراجع اسعار وقود السيّارات يساهم في ارتفاع مبيعات السيّارات الكبيرة الحجم.
والأسواق الآسيويّة متعطّشة للحصول على عقود طويلة الأجل للغاز الطبيعي مع مورّدين في استراليا وقطر والولايات المتّحدة والموزامبيق ولا تنتظر انتهاء الإعداد لمشروع الغاز السائل الكندي في بريتيش كولومبيا.
وسواء قامت كندا بتصدير المزيد من النفط عبر الأنابيب ام لا، فالعالم غارق بالنفط الذي سيجده المشترون في مكان آخر غير كندا.
وفي الولايات المتّحدة، جمّدت المحكمة العليا خطّة الرئيس اوباما لخفض الانبعاثات من المصانع التي تعمل على الفحم.
وفي مقاطعة البرتا، أكبر مصدر للانبعاثات في كندا، وضعت الحكومة خطّة للحدّ من ارتفاع الانبعاثات.
ولم تضع أيّ حكومة بعد تصوّرا حول كيفيّة تقاسم كلفة تقليص انبعاث غازات الدفيئة بشكل عادل في كندا.
وتشر ذي غلوب اند ميل إلى أنّ حجم الانبعاثات بلغ 726 طنّا متريّا في كندا عام 2013، ومن المتوقّع أن يصل إلى 766 طنّا متريّا عام 2020.
وسيكون من الصعب تقليص الانبعاثات بخمسة وثلاثين طنّا متريّا خلال السنوات الأربع المقبلة وسيكون من الصعب جدّا على كندا الالتزام بالتعهّدات التي قطعتها خلال مؤتمر المناخ في باريس.
ومن الصعب تحديد الأهداف في مؤتمر دولي، ولكنّه من الصعب تحقيقها داخل البلد.
والاستثمار في التكنولوجيا النظيفة الذي تقترحه الحكومة قد يسفر او لا يسفر عن نتيجة تقول ذي غلوب اند ميل ويتطلّب الكثير من الوقت وكلفته غير معروفة.
والاجراءات المعقولة لمواجهة الانبعاثات تتطلّب وقتا طويلا ومالا كثيرا وسياسات حذرة .
وتتطلّب اعتراف الرأي العام بأنّ التغيير المناخي يطرح مشكلة واستعداده لدفع الكلفة لمواجهته بصورة جديّة ومستدامة تقول ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها.

وفت أوتاوا بوعدها، فقد وصل إلى مطار بيار إليوت ترودو الدولي في مونتريال مساء السبت الفائت، الموافق فيه 27 شباط (فبراير) 2016، آخرُ شخص من اللاجئين السوريين الخمسة والعشرين ألفاً الذين وعدت حكومة جوستان ترودو الليبرالية باستقبالهم بحلول آخر شباط (فبراير) 2016.
وكانت حكومة جوستان ترودو قد أعلنت، عقب إبصارها النور في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، تمسكها بالوعد الذي أطلقه رئيسها في الحملة الانتخابية الأخيرة باستقبال 25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية 2015. إلّا أنها أعلنت بعد إبصارها النور بثلاثة أسابيع تمديد المهلة إلى آخر شباط (فبراير) 2016.
وفي سياق متصل يفيد تقرير لوكالة الصحافة الكندية بقلم ستيفاني ليفيتز وتيري بيدويل أن اللاجئين السوريين حصلوا على القليل من المعلومات عن كندا قبل وصولهم إليها.
ففي سعيهم لاستقبال 25 ألف طالب لجوء سوري في غضون بضعة أشهر، ارتأى الليبراليون تأجيل اللقاءات التمهيدية التي تُجرى عادة مع الأشخاص المقبولة طلباتهم قبل سفرهم إلى كندا على أن يعقدوها مع هؤلاء بعد وصولهم إلى وطنهم الجديد.
لكن أحد الأجهزة الفدرالية رأى أن ليس بمقدوره أن ينتظر إلى ما بعد وصول اللاجئين إلى كندا. وهذا الجهاز هو الشرطة الملكية الكندية.
فقد شارك أربعة أفراد من الشرطة الملكية الشهر الفائت في الأردن في مشروع اختباري يهدف لتسهيل اندماج اللاجئين السوريين في المجتمع الكندي، وهو صُمم من أجل مساعدة اللاجئين وجهاز الشرطة على حد سواء.
ويقول تقرير وكالة الصحافة الكندية إنه جرى إعداد "هذه الاستراتيجية الفريدة" من أجل إيجاد حل لمشكلتيْن هما قلقُ أفراد الشرطة بشأن إخضاع طالبي اللجوء للتدقيق الأمني والريبةُ لدى هؤلاء تجاه قوات الأمن.
ومن جهتها ترى السرجنت لينا ضابط وزملاؤها أن التحدث بلغة اللاجئين سهّل عمل الشرطة مع هؤلاء بشكل هام، كما أن كتب وأقلام التلوين ساعدت أفراد الشرطة في ابتدار الحديث مع الأطفال.
"لم يخشونا لأننا كنا نتحدث بلغتهم"، تقول لينا ضابط في إشارة إلى الأحاديث الـ20 أو الـ30 التي جرت بين أفراد الشرطة الناطقين بالعربية، وهي واحدة منهم، وبين العائلات السورية خلال فترة عشرة أيام في كانون الثاني (يناير) الفائت في عمّان.
"وعندما شعر الأطفال بالراحة خلال وجودنا، انعكس هذا الشعور على أهاليهم أيضاً"، تضيف لينا ضابط.
الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الخمسة والعشرين ألفاً الذين استقبلتهم كندا لا تتحدث الإنكليزية ولا الفرنسية، لغتيْ كندا الرسميتيْن.
ونسبة الذين لا يتحدثون سوى العربية هي أعلى في أوساط اللاجئين السوريين المكفولين من قبل الحكومة الكندية مما هي في أوساط اللاجئين المكفولين من الأقارب والأصدقاء والجمعيات الأهلية في كندا.
سام جارودي، وهو موظف مدني في الشرطة الملكية الكندية، يقول إن العائلات، لاسيما الأهل في أوساطها، كانت في معظمها قلقة إزاء بدء حياة جديدة في كندا.
ويضيف جارودي أنه لتبديد هذا القلق كان عليه وعلى زملائه أن يطمئنوا أفراد العائلات بأن عليهم ألّا يخافوا من الشرطة في كندا.
"أفراد الشرطة هم جيرانكم، هم مدرب لعبة الهوكي ومدرب لعبة كرة القدم"، قال سام جارودي وزملاؤه للاجئين السوريين في عمّان.
ويشير تقرير وكالة الصحافة الكندية إلى أن خوف اللاجئين السوريين من أجهزة الشرطة بشكل عام عائد إلى آلاف حالات التوقيف والاعتقال الاعتباطية في سوريا وإلى معاملة لا يعتبرونها منصفة من قبل قوات الأمن في دول الجوار التي لجأوا إليها، كلبنان والأردن.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.