مؤيدون للمرشح دونالد ترامب

مؤيدون للمرشح دونالد ترامب
Photo Credit: غيتي / مارك والهيزر

” الانحراف الأميركي “

تحت عنوان " الانحراف الأميركي " نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا للمحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو حول الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة . قال:

إن النجاح المذهل الذي حققه دونالد ترامب يكشف الديموقراطية المريضة التي طالما أسدت النصائح للعالم وها هي اليوم على وشك أن تتحول إلى أضحوكة العالم ومثال عكسي.

فعندما يتحدث المرشح الأكثر شعبية لحزب سياسي كبير، وبجدية، عن حجم عضوه الذكري كحجة انتخابية، يمكنكم أن تستخلصوا أننا لسنا في جدل ديموقراطي طبيعي وفي إطار دستوري طبيعي، إنما في مباراةِ شعبية سافلة. فالحجة الأسمى التي يجب اعتمادها هي تأييد زعيم يتحلى بالكاريسما نثق بأنه قادر على حل المشاكل، ليس ببنيته البدنية وشخصيته الخارقة وأقواله النارية والتهديدية وازدرائه العادات الحسنة .

ويتابع فرانسوا بروسو: هذا الظهور المفاجئ في القرن الحادي والعشرين لشعبوية تلامس الفاشية ، مقلق، سيما وأن البديل عن ترامب، بحسب أخر نتائج الحملة التمهيدية يدعى  تيد كروز.

تيد كروز، ممثل تكساس في مجلس الشيوخ الأميركي منذ العام 2012،  المقرب من الإنجيليين، الأصولي المتشدد والذي يعتمد مواقف متشددة تقريبا من كل الملفات: الإجهاض والتغيرات المناخية والسياسة الاجتماعية والمالية والسياسة العسكرية الدولية.

ويرى فرانسوا بروسو أنه من الخطأ اعتبار الاقتصاد مسؤولا عن هذا الانحراف بمعنى تسلسل الأحداث من أزمة اقتصادية، فغرق الطبقة الوسطى فثورة "البيض" فظهور قائد يتمتع بالكاريسما، فالوقوع في الفاشية.

فمنذ العام  2010تراجعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة من عشرة إلى خمسة بالمئة. ومنذ ست سنوات تم توفير أربعة عشر مليون فرصة عمل جديدة وتراجع سعر النفط وعدد الأميركيين غير المضمونين صحيا تراجع إلى مستوى تاريخي والتضخم تراجع بدوره.

طبعا إذا ما تعمقنا في تحليل هذه الأرقام الإيجابية سنجد تزايدا في عدم المساواة وعدم ارتفاع الأجور وقلق الكثيرين من العولمة والإرهاب والتغيرات الديموغرافية والثقافية والعرقية إضافة إلى وجود يمين متشدد لم يتصالح بعد مع الواقع والذي يشعر بمهانة يومية من وجود رجل أسود في البيت الأبيض.

ويتابع فرانسوا بروسو: إن النخبة الجمهورية والقوى التي تدعمها تمكنت، عبر تنديدها الهستيري بالخصوم، من خلق "واقع بديل" . وهذا "الواقع" تمكن من إقناع البعض بأن الوضع كارثي والمسؤولية تقع على النخبة الحاكمة وبالتالي، وحده موقف راديكالي متشدد إلى أقصى الحدود، بإمكانه المواجهة.

نعم، الديموقراطية الأميركية مريضة وأحد عوارضها انحراف الحزب الجمهوري لكن الجمهوريين ليسوا وحدهم المسؤولين، وسنتطرق إلى هذا في مقالة لاحقة، يخلص المحلل السياسي فرانسوا بروسو تعليقه المنشور في صحيفة لو دوفوار.

راديو كندا الدولي – صحيفة لو دوفواراستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.