زيارة رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو للولايات المتحدة التي ستبدأ رسميا يوم غد في العاشر من شهر مارس آذار ترتدي أهمية بالغة بالنسبة للمراقبين في كلا البلدين نظرا لكون هذه الزيارة التي يلبيها جوستان ترودو برفقة زوجته صوفي غريغوار للبيت الأبيض تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما تأتي بعد مدة طويلة من آخر زيارة قام بها رئيس وزراء كندي للبيت الأبيض تلبية لدعوة من الرئيس بيل كلينتون كانت لجان كريتيان في عام 1997.
وأعلن البيت الأبيض عن إقامة حفل عشاء رسمي على شرف رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو وزوجته صوفي غريغوار مساء يوم غد العاشر من مارس آذار.
يشار إلى أن بيان البيت الأبيض أشار إلى أن الزيارة ستكون مناسبة لتحقيق تقدم في التعاون الثنائي بين البلدين حول مجموعة من القضايا الثنائية المهمة والمتعددة الجوانب أيضا مثل ملف الطاقة والتغيرات المناخية والأمن والاقتصاد.
يذكر أن الزعيمين ترودو وأوباما كانا قد التقيا على هامش اجتماع قمة المنتدى الاقتصادي لآسيا الهادي الذي عقد في مانيلا في شهر نوفمبر تشرين الثاني 2015
وتجدر الإشارة إلى أن كندا هي الشريك الاقتصادي الأول للولايات المتحدة.

وكان ترودو قد أعلن على هامش قمة المنتدى الاقتصادي لآسيا الهادي بأن الاهتمام الذي توليه أجهزة الإعلام لشخصه يمكن الاستفادة منه بالنسبة لكندا وهو يقول:
إذا كان هناك اهتمام أكبر نوعا ما بالنسبة لكندا فأنا مسرور أنني تمكنت أن أبرز ما يمكن لكندا أن توفره لشركائها ومناسبة أيضا لتشييد علاقات لصالح الرهانات الكبرى التي تواجهها الكرة الأرضية.
وعن سؤال عن أهمية هذه الزيارة وهل من المتوقع أن تصدر عنها مقررات هامة تجيب مراسلة هيئة الإذاعة الكندية جويس نابيير والتي أمضت فترة طويلة كمراسلة لهيئة الإذاعة الكندية في الولايات المتحدة:
مهما يقول حزب المحافظين (حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم الكندي) فإن هذه الزيارة مهمة بالنسبة لكندا ولجوستان ترودو.
إن الظروف ملائمة حاليا فمن جهة رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو يبدأ مهامه وأمامه مجموعة كبيرة من الملفات ورئيس لم يبق له في سدة الحكم سوى تسعة أشهر وهو يسعى من جهته لترك إرث كبير.
لذا قد يمكن الوصول لاتفاقات أو لبداية اتفاقات.
فالمواضيع التي ستجري مناقشتها هي التغيرات المناخية والمبادلات التجارية وتسهيل عبور الأشخاص والبضائع ودور كندا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المسلح.
كما لا يمكننا أن ننسى بأن كندا تسعى لاحتلال مقعد في مجلس الأمن الدولي وهي بحاجة لدعم الولايات المتحدة للحصول على هذا المقعد.
ويصف جوستان ترودو زيارته للولايات المتحدة وما يتوقع منها فيقول:
أعتقد أنها ستكون زيارة جيدة وهي ستعمق علاقات الود والصداقة بيم كندا والولايات المتحدة والجهود التي سنبذلها لنضمن اقتصادا قويا للأشخاص الذين يشاركون العيش في هذه القارة.
ويتوجب القول إن رئيسا يرغب بترك إرث على جبهة البيئة ورئيس وزراء يضع هذه القضية في سلم أولوياته لم يتأخرا في إيجاد أرضية مشتركة وتحرك مشترك بينهما.
وبين رئيس على عتبة نهاية ولاية ورئيس وزراء في مقدمة مهام سياسية فإن الزعيمين تمكنا من تطوير نقاط مشتركة ونظرتهما المشتركة للسياسة هي أكبر دليل على ذلك.
ويقول مارك فيرستين الرئيس الأعلى لمجلس الأمن الوطني بهذا الخصوص:
زعيمان لهما تطلعات متشابهة. الزعيمان لهما نظرة تقدمية للحكم.
وباراك أوباما يرغب بإعطاء زخم لنهاية ولايته تحديا للاتجاهات الأميركية السابقة التي تعتبر أنه لا يمكن تحقيق أشياء هامة مع نهاية الولاية.
وجوستان ترودو الذي يرغب أن يبرهن بأنه يعرف كيف يكون لاعبا هاما على الساحة الدولية.
كما أن العلاقة بين كبار مسؤولين من البلدين قد تطورت وتوحدت النظرة نوعا ما بالنسبة للبيئة وبهذا الخصوص يقول تود ستيم المبعوث الخاص للبيت الأبيض لمؤتمر التغيرات المناخية الذي عقد في باريس مؤخرا:
أؤكد لكم أن العلاقة حول المناخ مع كندا تتطور بسرعة وبشكل هام جدا. إن التزامات الزعيمين بمواجهة هذا التحدي الدولي هي واقعية وأعتقد بأنه في ظل قيادتهما فإن أميركا الشمالية ستحقق تقدما مهما هذه السنة.
إن زيارة واشنطن لا يمكن أن تكون بمثابة نجاح لكندا دون أن يصاحبها تقدم هام على مستوى التجارة الثنائية بين البلدين.
فمنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول فإن الحدود بين البلدين أصبحت أكثر تشددا غير أن 400000 شخص يمرون يوميا عبرها وبضائع قيمتها أكثر من ملياري دولار تعبر هذه الحدود يوميا أيضا.

وتسعى كندا منذ سنوات للحصول من الإدارة الأميركية على شكل من التفتيش الجمركي المسبق على البضائع الكندية المتوجهة للولايات المتحدة وأن يتم تفتيشها في مكان وجودها عند التاجر أو المصنع لتسهيل العبور أو الترانزيت.
وتمنى وزير الأمن العام الكندي الحالي رالف غوديل أن يتم التوصل لمثل هذا الاتفاق في وقت قريب.
(راديو كندا/راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.