مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع تتناول شؤونا كنديّة وعربيّة ودوليّة من إعداد وتقديم كلّ من بيار أحمراني وسمير بدوي وفادي الهاروني.
ثناء على سياسة الهجرة الجديدة لمقاطعة كيبيك وتنبيه إلى مطبات الفشل
تناول يوم الأربعاء مدير صحيفة "لو دوفوار" برايان مايلز السياسة الجديدة لمقاطعة كيبيك في مجال الهجرة التي أعلنت عنها يوم الاثنين وزيرة الهجرة في الحكومة الليبرالية في المقاطعة، كاثلين فيل، والتي تركز على اختيار مهاجرين من ذوي الكفاءات التي تحتاج إليها سوق العمل في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
سياسة الهجرة الجديدة لمقاطعة كيبيك أصابت الهدف، بصفة أساسية، كتب مايلز في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال.
هناك النوايا وهناك الواقع. والسياسة الجديدة للحكومة في مجال الهجرة تستخدم لغة متزنة ومطمئنة، يقول مايلز، فهي تتحدث عن "الأفضل": اختيار المهاجرين بشكل "أفضل"، تأمين اندماجهم في المجتمع الكيبيكي بشكل "أفضل"، وتحقيق عيش مشترك من نوع "أفضل".
ويضيف مايلز أن السياسة الجديدة للهجرة لا تشكو من أي غموض بشأن الأهمية الأساسية للفرنسية كلغة اندماج في سوق العمل، أو بشأن فضائل النموذج الكيبيكي في مجال التفاعلية الثقافية بين مختلف مكونات المجتمع، أو بشأن ضرورة إيقاف التمييز الذي يعيق مسيرة القادمين الجدد في سوق العمل. كما أنها لا تشكو من أي غموض حول المساواة الفعلية بين الرجال والنساء أو بشأن الحيادية الدينية للدولة.
والجديد البارز في هذه السياسة يكمن في إعطاء الأفضلية للهجرة الاقتصادية وبالتالي تحسين اختيار المهاجرين بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، يضيف مايلز.
وبإلغائها قاعدة "ما يرد أولاً يُخدم أولاً"، سعياً منها لتعزيز الهجرة الاقتصادية، تأمل حكومة فيليب كويار بتخفيض مهلة معالجة طلب الهجرة إلى ما يتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، مقارنة بالمهل الحالية التي قد تمتد إلى أربع سنوات أحياناً.

الاندماج يمر بالمدرسة للأطفال وبالعمل للبالغين، يقول مدير "لو دوفوار"، وباختيارها المهاجرين وفقاً لمؤهلاتهم التي تخولهم دخول سوق العمل بسرعة تكون حكومة كيبيك قد قامت بتشغيل رافعة هامة تتيح الاندماج في لغة المجتمع المضيف وثقافته.
ويرى مايلز أن على قطاع الأعمال ووزارة الهجرة في مقاطعة كيبيك مضاعفة الجهود من أجل توفير دروس لغة فرنسية للقادمين الجدد الذين "تتودد إليهم" المقاطعة. فحضورهم مطلوب لرفع تحد مزدوج يتمثل بشيخوخة المجتمع والنقص المتوقع في اليد العاملة.
ويشير مايلز في هذا الصدد إلى شغور 1,4 مليون وظيفة في مقاطعة كيبيك من الآن ولغاية عام 2022، من ضمنها 1,1 مليون جراء تقاعد الموظفين.
ويضيف الكاتب أن نجاح مسيرة الهجرة للقادمين الجدد إلى مقاطعة كيبيك يتوقف على إرادتهم بالانتساب إلى "الاستثناء الفرنكوفوني في أميركا الشمالية" بقدر ما يتوقف على الموارد والفرص التي ستضعها كيبيك بتصرفهم، ويرى أنه إذا ما تُرك القادمون الجدد لوحدهم فسيختارون على الأرجح الإنكليزية على حساب الفرنسية.
ويستشهد مايلز بما نصت عليه سياسة الهجرة الجديدة لكيبيك من أن "المجتمعات المتنوعة التي لا تهتم بإدماج الآخرين تشهد نشوء ديناميات تهميش وتمييز وعنصرية وانطواء هوياتي تشكل أرضاً خصبة لبروز التوترات الاجتماعية"، فينبه إلى ما يعتبره "بعض الصدوع" في اندماج المهاجرين مستنداً إلى معدلات البطالة الأعلى من المعدل الكيبيكي في أوساط الأقليات الظاهرة، وإلى استمرار وجود أطباء وممرضات ومهندسين لا يعملون في مجالاتهم لأن مؤسسات نقابوية ترفض السماح لهم بذلك متحججة بأنهم حصلوا على شهاداتهم خارج كندا.
هذا فيما كيبيك تستقبل 50 ألف مهاجر سنوياً، فكم بالأحرى إذا ما رفعت العدد إلى 60 ألفاً كما ألمحت إلى ذلك السياسة الجديدة؟ يتساءل مايلز.
ويختم مدير "لو دوفوار" بالقول إن الاحساس بالمسؤولية يتطلب حداً أدنى من الحصافة وإنه من الخطأ استخلاص استنتاجات متسرعة ومتفائلة قبل إجراء تقييم صارم لبرامج الاندماج وقدرات الاستقبال.
مزيد من الكرم في استقبال اللاجئين السوريين
تحت عنوان "تحدي الكرم" كتبت مانون كورنولييه مقالا في صحيفة لودوفوار تناولت فيه ملف قضية اللاجئين السوريين إلى كندا.
وتقول كورنولييه في مقالها: نكرر ذلك منذ عدة أشهر. إن تدفق السوريين الذين يهربون من بلدهم يشكل أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
أكثر من 4.8 أربعة ملايين وثمانمئة ألف منهم أصبحوا لاجئين في دول مجاورة وما يقرب من 8 ملايين نزحوا ضمن بلدهم الأصلي.
لذا من الصعب أن نبقى غير مبالين في مواجهة هذه المأساة وكيبك وكندا لم تكونا مطلقا غير مباليتين.
وحسب ما يتمنى الحزب الليبرالي الكندي فإن 25000 ألف لاجئ سوري وصلوا الأراضي الكندية بين أواخر شهر نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي والأول من مارس آذار الجاري.
وفي كيبك أكثر من خمسة آلاف وثلاثمئة أستقبلوا في المقاطعة حتى السادس من مارس آذار الجاري.
وتقول مانون كورنوليه في مقالها في صحيفة لودوفوار إن تحرك كافة الحكومات وعلى كافة المستويات بالإضافة للمواطنين يجب أن يستمر.
إن الحكومة الكندية أعلنت يوم الثلاثاء مطلع الأسبوع عن مستويات الهجرة لعام 2016 وهي تتوقع وصول 10000 لاجئ سوري إضافي مكفولين من الحكومة حتى أواخر العام الحالي.
غير أن الحكومة لم تنس اللاجئين الآخرين من أماكن أخرى من العالم.

وهي في هذا المجال تعتزم كفالة ما بين 14000 وخمسة عشر ألف لاجئ كما تتوقع وصول ما بين 15000 ألفا إلى 18000 ألفا بكفالة مجموعات خاصة.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار مجموع الفئات المحمية فسنصل إلى 57000 لاجئ إلى كندا في عام 2016 أي ما يعادل ضعف عدد العام الماضي.
إن هذا الكرم مشكور غير أنه رغم الجهود المبذولة منذ عدة أشهر فإن هناك ثغرات يجب تصحيحها.
ومثل على ذلك قلة أماكن السكن بسعر معقول في المدن الكبرى مثل تورنتو وفانكوفر وحتى هليفاكس لم تكن مطلقا في متناول اليد.
وحتى يوم الثلاثاء فإن 38% من العائلات وخاصة منها الأكثر فقرا والأقل تعليما المكفولة من قبل الدولة كانت ما تزال تقيم في فنادق أو في أماكن سكن مؤقتة ما يعني تأخير تسجيل الأولاد في المدارس أو تسجيل الأهل في دروس لغة مكثفة في حال تم توفير هذه الأخيرة لهم.
وفي كيبك المشكلة هي أخف بسبب كون غالبية اللاجئين أخذوا على عاتق مجموعات خاصة وفي الغالب الأهل والأقارب ما يرتب عليهم إيواء عائلة فقط.
إن الحكومة الفدرالية تنظر للقضية على محمل الجد والدليل أن 10% من العائلات وجدت مسكنا خلال الأسبوعين الأخيرين.
والسؤال هل يتوجب على اللاجئين الآخرين أو القادمين مستقبلا أن يسكنوا بدورهم في فنادق؟
وهل أن الذين بحاجة لدروس مكثفة في اللغة أن يمضوا أسابيع دون أن يفهموا ماذا يجري حولهم.
وتختم مانون كورنولييه مقالها في صحيفة لودوفوار بالقول في الواقع لن يحضر مئتا لاجئ في الوقت نفسه ما يعني تخفيف الضغط غير أنه من الواجب ضمان توفر الموارد الضرورية لإقامتهم في الوقت المناسب واندماجهم في المجتمع في الوقت المناسب أيضا.
يوم المرأة العالمي
في يوم المرأة العالمي، نشرت غالبية الصحف الكندية مقالات تتمحور حول دور المرأة في المجتمع، وعدم مساواتها بالرجل، والعنف الذي تتعرض له، اخترنا منها مقالة لكاتبة العامود في صحيفة لا بريس ناتالي بيتروفسكي طالبت فيها بتكريم النساء الرائدات عبر إطلاق أسمائهن على المعالم الثقافية والأماكن التاريخية والحدائق العامة والساحات الرئيسة في مختلف مدن وبلدات مقاطعة كيبيك حيث أن نسبة تلك المعالم والساحات والمتنزهات التي تحما اسم امرأة لا تتعدى الستة بالمئة ، أي نقطة في محيط الأبطال الذكور.
وأثنت بيتروفسكي على مشروع "أسماء الأماكن بالمؤنث" الذي أطلقته المسؤولة عن الثقافة والتراث في بلدية مونتريال ، مانون غوتييه، في إطار الاحتفال بالذكرى 375 سنة لتأسيس مونتريال والذي يدعو سكان المدينة إلى إغناء قائمة الـ 375 اسما بأسماء نساء ساهمن، بطريقة أو بأخرى، بترك بصماتهن على تاريخ المدينة.
ورأت بيتروفسكي أنه، باستثناء بعض الأسماء الشهيرة من مثل جان مانس ومارغريت بورجوا وماري – جيران لاجوا وتيريز كاسغران من الصعب تذكر أسماء نساء لامعة جراء النسيان وعدم المعرفة والجهل المطبق. فكيف نتذكر أسماء لم نسمع بها أبدا ولم يلفت أحد انتباهنا لها وكأنها لم توجد أصلا؟

وتتابع ناتالي بتروفسكي في لا بريس: كتاب "تاريخ النساء في كيبيك منذ أربعة قرون"، ساعدني جدا لاكتشاف أوائل النساء الكاتبات والصحافيات والروائيات في مونتريال وغالبيتهن من النساء المثقفات ومن الأسر البورجوازية، اخترت منهن أسماء نساء أتمنى أن أجد يوما أسماءهن في شوارع مونتريال، وهن:
روزانا إليانور لو بروهون، الكاتبة والشاعرة الإيرلندية الأصل التي نشرت أول ديوان لها وهي في السابعة عشرة من عمرها ومن ثمة عدة روايات باللغتين الفرنسية والإنكليزية.
لور كونان، واسمها الأصلي ماري لويز فيليسيتي، التي اعتمدت اسم كونان المستعار لنشر أول رواية بسيكولوجية في الأدب الكيبيكي.
روبرتين باري، المعتبرة أول امرأة صحافية كندية – فرنسية والتي أسست صحيفتها الخاصة وعرفت بانتقاد الإكليروس.
جوزيفين داندوران، التي أسست مجلة ثقافية بهدف رفع مستوى الكنديات الفرنسيات الفكري وعرفت بانتقادها الهادئ لعيوب البورجوازية.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.