تناولت صحيفة ذي غلوب اند ميل في تعليق بقلم ستيفاني كارفن أستاذة العلاقات الدوليّة في معهد بيترسون التابع لجامعة كارلتون الجدل المثار في كندا بشأن مكافحة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وكتبت تقول إنّ "الدولة الاسلاميّة" تنظيم معقّد وديناميكي ومتعدّد الأوجه.
وقد نجح في تحدّي الجهود للقضاء عليه وأصبح التحدّي الأكثر تطوّرا الذي يواجه الغرب في مكافحة الارهاب.
وترى الصحيفة أنّه ينبغي تقسيم التنظيم إلى عنصرين: قيادة متطوّرة تسيطر على العمليّات في سوريّا والعراق، والرتبة والملفّات التي تدعمه بنشاط.
ونجحت قيادته المتطرّفة في التكيّف في مواجهة سنوات من مكافحة الارهاب موجّهة ضدّها.
وحتّى لو تمّ احتواء قيادته في سوريّا والعراق، فمن المتوقّع أن تستمرّ في السيطرة على أماكن خارجة عن سيطرة الحكومات بما فيها مناطق في شمال افريقيا وجنوب آسيا.
وتتابع ذي غلوب اند ميل فتشير إلى أنّ عدد المنتمين إلى التنظيم يتراوح بين خمسة وعشرين ألفا وثلاثين ألف مقاتل، ويعود ذلك إلى كون التنظيم قد خفّض الحواجز التقليديّة للانضمام إلى منظّمة إرهابيّة.
واصبح التنظيم أوّل حركة جماهيريّة إرهابيّة حديثة باتت تشكّل تهديدا بسبب عدد أعضائها المرتفع.
ولا يستهوي التنظيم بسبب رسالته المتطرّفة فحسب وإنّما أيضا بسب وعوده بالمغامرة والتدريب العسكري والمال والزوجات والأزواج والعيش في ظلّ خلافة نقيّة.
وترى الصحيفة أنّ من الأهميّة بمكان لكندا أن يعترف صنّاع السياسة بوجود أربع تهديدات مختلفة.
التهديد الأوّل أن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" هو مصدر لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو يهدّد حلفاء كندا وقد ساهم في معاناة ملايين المدنيّين.
وهذا هو الخطر الذي تهدف الاستراتيجيّة العسكريّة ومهمّة التأهيل لمكافحته.
والأوضاع مرشّحة لان تسوء في الشرق الأوسط والتنظيم قد يعمد إلى التمدّد في مناطق أخرى تعاني من عدم الاستقرار، ما قد يزيد من هشاشتها ويتيح للتنظيم الافادة من شبكات قائمة للوصول إلى مواد غير شرعيّة وإيجاد قنوات لنقل الأفراد من مناطق الصراع وإليها.
وتتابع ذي غلوب اند ميل قائلة إنّ التهديد الثاني يتمثّل في المقاتلين الأجانب.
والخطر الرئيسي بالنسبة لكندا يأتي من مواطنيها الذين يسافرون للخارج للالتحاق بالتنظيم.
وثمّة أسباب أمنيّة تحتّم منع هؤلاء الأشخاص من مغادرة البلاد حسب قول الصحيفة.
فالتحاقهم بالتنظيم يزيدهم تشدّدا وقد يستغلّون التدريب العسكري لمقاتلة حلفاء كندا او لتخويف السكّان المدنيّين.
وثمّة خطر يكمن في احتمال أن يشنّوا هجمات في اوروبا او في كندا بعد عودتهم من مناطق القتال.

ويكمن التهديد الثالث في رغبة هذه الحركة الجماهيريّة في نشر الدعاية وفي بثّ التطرّف في كندا وفي الغرب.
ولا يوجد نموذج معروف من التطرّف ويمكن الانضمام إلى التنظيم من خلال الأصدقاء او شبكات تعمل معا، ورسالة التنظيم تزرع عدم الثقة والانقسامات وتضرّ بالأسر والمؤسّسات الاجتماعيّة.
والتهديد الأخير والأهمّ ربّما للأمن الوطني الكندي هو النشاط الارهابي المحلّي، أي هجوم قد يشنّه أفراد داخل كندا موافَق عليه ومستوحى من تنظيم "الدولة الاسلاميّة" تقول ذي غلوب اند ميل.
ويمكن أن يكون هجوما مسلّحا يقوم به مقاتلون أجانب مدرّبون، كما من الممكن أن يشعر أشخاص منعَتْهم السلطات الكنديّة من السفر إلى الخارج أنّهم مجبرون على التصرّف بطريقة او بأخرى.
وهنالك انواع أخرى من الأنشطة الارهابيّة أبعد من الهجمات المسلّحة، وهي تشمل جهود مواطنين كنديّين لتمويل تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وتسهيل نشاطه، مثل تقديم الدعم المالي واللوجستي لأولئك الذين يريدون القتال في الخارج.
وممّا لا شكّ فيه أنّ العديد من هذه التهديدات مرتبطة فيما بينها. وبإمكان التنظيم أن يستخدم قواعده في الخارج للتدريب والتخطيط لشنّ هجمات ضدّ دول الغرب.
وكندا لا تواجه معركة واحدة بل أربع معارك ضدّ التنظيم، تتطلّب كلّ واحدة منها استجابة منفصلة.
وينبغي أن تدرك الحكومة الكنديّة طبيعة مكافحة التنظيم المتعدّدة الجوانب وينبغي أن تتأكّد من سياستها المستقبليّة في التعامل مع تهديداته الأربعة.
وعلى الرغم من أنّ التشاور المتبادل حول طبيعة التهديدات أمر حيوي، يتعيّن أن تضمن اوتاوا أنّ نهجها لا يخلط بين التهديدات الأربعة التي يمثّلها تنظيم "الدولة الاسلاميّة"، الذي هو التنظيم الاكثر فتكا في التاريخ الحديث تقول ستيفاني كارفن استاذة العلاقات العامّة في معهد بيترسون التابع لجامعة كارلتون في ختام تعليقها في صحيفة ذي غلوب اند ميل.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.