مشاركة كندا بصورة فعّالة في الأمم المتّحدة، تعزيز الحضور الكندي ودور كندا داخل المنظّمة الدوليّة، طموح للحصول على مقعد داخل مجلس الأمن، دعم عمليّات السلام الدوليّة: تعهّدات قطعها رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو قبل نهو شهر أمام الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون الذي قام بزيارة لكندا في شباط فبراير الماضي.
واليوم، كرّر ترودو تعهّداته من على منبر الأمم المتّحدة خلال الزيارة التي يقوم بها للمنظّمة الدوليّة على رأس وفد سياسي يضمّ عددا من الوزراء.
وكانت العلاقات مع الأمم المتّحدة قد انتكست خلال عهد رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر.
وفشلت كندا في تشرين الأوّل اكتوبر من العام 2010 في الحصول على مقعد غير دائم داخل مجلس الأمن، علما أنّها كانت عضوا فيه ستّ مرّات كان آخرها عام 2000.
رئيس الحكومة أكّد في كلمته عزم اوتاوا العودة بقوّة إلى المنظّمة الدوليّة ونستمع إلى ما قاله جوستان ترودو:
إنّي هنا في نيويورك لأعلن رسميّا عن عزمنا على استعادة موقعنا في مجلس الأمن الدولي. وسوف تعمل كندا بجهد للحصول على مقعد في مجلس الأمن للفترة ما بين عامي 2020 و2021 وعامي 2021 و2022.
وتابع رئيس الحكومة مؤكّدا على الدور الريادي الذي تلعبه كندا منذ بضعة أشهر في ملفّات عديدة مهمّة بالنسبة للأمم المتّحدة من بينها التغيير المناخي وملفّ اللاجئين والترويج للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وزيادة المساعدات الانسانيّة وتابع جوستان ترودو بالقول:
كندا عضو في الأمم المتّحدة منذ إنشاء المنظّمة عام 1945. وقد دافعنا عن القيم الكنديّة الأساسيّة على غرار التعدّديّة والمساواة بين الجنسين والترويج للسلام.
واليوم، نعبّر بالصوت العالي عن دعمنا لعمل الأمم المتّحدة في مجال الوقاية من الصراعات ونزع السلاح واحترام حقوق الانسان وأيضا صحّة الأمّ والطفل.
وتابع رئيس الحكومة مشيرا إلى المبادرات الكنديّة الكثيرة ولا سيّما في مواجهة ظاهرة الزواج القسري وفي سنّ مبكّرة ووضع حدّ لها.
وأضاف مشيرا إلى العديد من المنظّمات التابعة للأمم المتّحدة التي تتّخذ من مدن كنديّة مقرّا لها، ومن بينها المنظّمة الدوليّة للطيران المدني ومعهد اليونيسكو للإحصاء ومقرّ أمانة اتّفاقيّة التنوّع البيولوجي.
واكّد عزم كندا على الترشّح لعضويّة لجنة أوضاع المرأة ما يتيح أمامها تعزيز الجهود المبذولة لتحسين أوضاع المرأة حول العالم.
وأوضح جوستان ترودو أنّ التواصل قائم بين كندا ومراجع عديدة داخل الأمم المتّحدة على أكثر من صعيد ولا سيّما على صعيد اللاجئين.
واجاب رئيس الحكومة بعد ذلك على أسئلة الصحافيّين التي شملت العديد من الملفّات.

وعن سؤال حول العقد الموقّع مع السعوديّة لبيعها آليّات مصفّحة خفيفة وما إذا كانت اوتاوا ستحظر بيع السلاح لدول تنتهك حقوق الانسان، أكّد ترودو التزام حكومته بالانفتاح والشفافيّة في تعاملها مع الدول بما يضمن احترام القوانين والقيم الكنديّة وأضاف قائلا:
بالنسبة للعقود التي تمّ توقيعها سابقا، فالمبدأ العادل يقضي بألاّ يؤدّي تغيير الحكومة في اوتاوا إلى إلغاء عقود وقّعتها الحكومة وتحظى بدعمها.
وتابع ترودو مشيرا إلى أنه لن يتمّ بالتالي التراجع عن العقد الموقّع مع السعوديّة مشيرا إلى أنّ حكومته تلتزم قيم الشفافيّة والصرامة والانفتاح التي انتخبها الكنديّون على أساسها.
وحول الأوضاع في سوريّا وما أثير عن تقسيمها او بقائها موحّدة قال رئيس الحكومة الكنديّة إنّ المسألة بالغة الأهميّة والمباحثات حول مستقبل سوريّا هي محطّ اهتمام الحلفاء وزعماء العالم وأضاف قائلا:
نحن بحاجة لنضمن وضع حدّ للحرب الأهليّة التي أدّت إلى نزوح الملايين عن منازلهم وأن نضمن معالجة حالة عدم الاستقرار التي أدّت إلى صعود فصائل عنيفة على غرار تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وأضاف ترودو مؤكّدا على أهميّة التعاون بين أعضاء المجتمع الدولي لتحقيق السلام والأمن للشعب السوري والالتزام بالعمل على كافّة المستويات.
والصعيد العسكري مهمّ على ضوء التطوّرات الأخيرة، وهنالك أيضا الالتزام الدبلوماسيّ فضلا عن الالتزام الانساني كما قال ترودو .
وأكّد بأنّ كندا تتطلّع إلى التزام مدروس وناشط بالنسبة لملف اللاجئين على المديين القصير والبعيد.
وتستمرّ زيارة رئيس الحكومة والوفد المراق له للمنظّمة الدوليّة حتّى يوم غد الخميس.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.