المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل
Photo Credit: رويترز / كاب بفافنباك

” الأم تيريزا أم ماكيافيل ؟ “

تحت عنوان: " الأم تيريزا أم ماكيافيل ؟ " علق المحرر في لو دوفوار كريستيان ريو على موقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل من ملف اللاجئين السوريين. قال:

هل ألمانيا على وشك تفجير أوروبا للمرة الثالثة في قرن واحد؟ قد يكون السؤال مبالغا فيه، لكنه كان متداولا هذا الأسبوع  في صحيفتي " لوموند" الفرنسية و"دير شبيغل" الألمانية وعن حق، إذ أن أوروبا لم تكن إلى هذه الدرجة من الانشقاق، وألمانيا من العزلة خلال الخمسين سنة الماضية.

ويتابع كريستيان ريو : إن الابتسامات الظرفية التقليدية التي سنراها على أوجه الزعماء الأوروبيين اليوم الجمعة خلال استقبالهم في بروكسيل لممثلين عن الحكومة التركية، غير كافية لحجب الخلافات العميقة التي تتنازعهم. فمنذ بدء أزمة اللاجئين عمدت من كانت توصف لفترة قصيرة خلت بـ "الامرأة الأقوى في العالم"  إلى عزل بلادها بصورة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي.

وبعد أن وعظت الجميع، وكأنها الأم تيريزا، ها هي اليوم على وشك تعريض الاتحاد الأوروبي لابتزاز المستبدين الأتراك بغية الخروج من المأزق وإيقاف سيل اللاجئين الذي بات يتسبب بزلزال سياسي في ألمانيا. وفي أقل من سنة واحدة، تحولت المستشارة الألمانية من موقع الواعظة الفاضلة التي تستحق جائزة نوبل للسلام، إلى موقع التفاوض الدنيء مع الأتراك حيث تضحي بحرية الإعلام وحقوق الأكراد وشرف أوروبا.

ويرى كريستيان ريو في لو دوفوار أن أنغيلا ميركل، بعد فتح باب اللجوء على مصراعيه دفعت بأوروبا في سباق عنيف انتهى بتسوية معيبة لا تخدم أحدا.

ففكرة توزيع اللاجئين بصورة منصفة بين دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين كانت ربما منطقية في عقول البيروقراطيين في برلين وبروكسيل لكنها لا تتناسب لا مع تاريخ الاتحاد الأوروبي ولا مع الجغرافية السياسية للاتحاد. فكيف تقبل دول متباينة من مثل بولونيا والسويد وفرنسا، التي تعاني كل منها من واقع هجرة مختلف، بالموافقة على استقبال كوتا واحدة من اللاجئين؟  فحتى كندا والولايات المتحدة ليست قادرة على ذلك فالدول ليست قاعات محطات انتظار، وفرض هذا المنطق يدفع أوروبا إلى شفير الانفجار، وها نحن على هذا الشفير.

ويختم كريستيان ريو مقالته في لو دوفوار بالقول: إن أزمة اللاجئين بيّنت أن الدول الأوروبية لا يمكنها الاستغناء عن الحدود وإلغاؤها فهل يعني هذا انتهاء الاتحاد الأوروبي؟ طبعا لا أحد يتمنى ذلك وبإمكاننا الاعتقاد أن غالبية الأوروبيين يؤيدون وحدة تحترم الدول التي تشكلها وتأخذها كلها بعين الاعتبار ولكن  عدم السماع لهم لفترة طويلة يجعلنا نتساءل ماذا سيبقى في المستقبل القريب من الاتحاد الأوروبي ؟

راديو كندا الدولي – صحيفة لو دوفوار.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.