الزعيمان الكوبي والأميركي

الزعيمان الكوبي والأميركي
Photo Credit: رويترز / كارلوس باريا

الولايات المتحدة وكوبا: خطوة أولى على طريق التطبيع

زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كوبا هي بدون شك، وبكل المعايير، زيارة تاريخية فآخر رئيس أميركي زار الجزيرة خلال ولايته كان كالفن كوليدج عام 1928، وآخر رئيس زارها بعد انتهاء ولايته كان جيمي كارتر عام 2002.

تاريخية إذاً من حيث الزمن ولكن أيضا من حيث البعد السياسي فهي تنهي قطيعة سياسية وحالة عداء بدأت مع وصول فيديل كاسترو إلى السلطة عام 59 وإطاحته حليف الأميركيين  الجنرال باتيستا وما تخلل فترة العداء تلك من أحداث كادت تشعل الحرب النووية مع أزمة خليج الخنازير وأزمة الصواريخ السوفياتية.

طبعا ثمة مجموعة من العوامل أدت إلى ترطيب العلاقات الأميركية الكوبية لكنها ظلت متشنجة حتى بعد انهيار جدار برلين وتفكيك المنظومة الشيوعية السوفياتية. وبدأت ملامح التقارب بالظهور في أعقاب تخلي فيديل كاسترو عن السلطة جراء المرض واستلام شقيقه راوول الذي قابل الرئيس الأميركي باراك أوباما ثلاث مرات : الأولى خلال مأتم نيلسون مانديلا عام 2013 والثانية في قمة الأميريكيتين حيث اجتمعا على هامشها طوال نصف ساعة في نيسان – أبريل الماضي والثالثة على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول – سبتمبر الفائت.

لماذ حرص أوباما على زيارة كوبا قبل انتهاء ولايته؟

يجيب الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو:

"لأنه يريد صناعة التاريخ قبل انتهاء ولايته ، وكما مع إيران، فهو يريد أن يذكره التاريخ على أنه رجل الانفتاح واليد الممدودة حتى تجاه من كانوا أعداء الولايات المتحدة الألداء. ولأن لدى باراك أوباما قناعة عميقة بأن إضعاف الشيوعية  في كوبا يمر عبر سياسة الانفتاح والسياحة والاستثمارات الأجنبية وهي أكثر فاعلية من الحظر الاقتصادي والتهديدات التي لم تجدِ نفعا".

لكن دون ذلك طبعا عوائق وعقبات إن من طرف اليمين الأميركي المستاء من سياسة رئيسه المنفتحة ، ومن طرف الكوبيين الأميركيين الهاربين من النظام، وإن من طرف سكان كوبا الحريصين على ثورتهم والقلقين من تراجعها إزاء إغراءات الحرية والديموقراطية والرأسمالية علما أن دولا شيوعية أخرى مثل الصين مثلا، أجرت هذا الانفتاح دون أن تضحي بمبادئها الشيوعية أو الاشتراكية.

ولكن ما هي شروط كل من الطرفين الكوبي والأميركي لطي الصفحة؟

تجيب مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في كوبا أنيك بيرو:

" يشترط الكوبيون لإعادة العلاقات كاملة مع الأميركيين  أن ترفع واشنطن الحظر المفروض كليا وقد تم حتى الآن مجرد تخفيفه والكونغرس الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون يرفض رفع تلك العقوبات والشرط الثاني أن تعيد الولايات المتحدة لكوبا منطقة قاعدة غوانتانامو الموجودة على الأراضي الكوبية".

ماذا عن الشروط الأميركية؟ تجيب أنيك بيرو:

"الطرف الأميركي يرى أن التغيرات المأمولة مقابل رفع الحظر لم تطبق بعد فالإصلاحات الاقتصادية ليست كافية ، وتأمل واشنطن أن تسرّع هافانا انفتاحها السياسي والتقدم في مجال حقوق الإنسان وهو ملف وعد أوباما بإثارته مع نظيره الكوبي".

يبقى أن المشهد سوريالي: الرئيس الأميركي يصافح الرئيس الكوبي تحت صورة ضخمة لعدو الأميركيين اللدود تشي غيفارا.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكندية.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.