بلجيكا: “لحظة سوداء،هجمات عشوائيّة وعنيفة وجبانة”

استفاقت العاصمة البلجيكيّة بروكسيل صباح اليوم الثلاثاء على سلسلة هجمات هزّت مطار المدينة  ومحطّة مترو موقعة عشرات القتلى والجرحى.

وجاءت الهجمات بعد أيّام قليلة على إلقاء السلطات البلجيكيّة القبض على الفرنسي من أصل مغربي صلاح عبد السلام أحد المشتبه بهم في تنفيذ هجمات باريس في تشرين الأوّل نوفمبر الماضي.

وأعلنت سلطات الأمن البلجيكيّة عن تشديد إجراءاتها ورفعت حالة الانذار من خطر الارهاب إلى اقصى مستوياتها.

رئيس الحكومة البلجيكيّة شارل ميشال تحدّث عن لحظة مأساة ولحظة سوداء تعيشها بلاده ووصف الهجمات بأنّها عشوائيّة وعنيفة وجبانة.

وتوالت ردود الفعل المندّدة بالهجمات وفي طليعتها ردود فعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قال إن الهجمات أصابت قلب اوروبا.

وهنا في كندا، ندّدت الحكومة الفدراليّة بشدّة بهذه الاعتداءات . ووجّه رئيس الحكومة جوستان ترودو كلمة قدّم فيها تعازيه إلى الحكومة البلجيكيّة والشعب  البلجيكي وممّا قاله رئيس الحكومة:

ما جرى اليوم في بروكسيل هو عمل إرهابي وعنف مجاني تجاه مواطنين أبرياء، والهدف الوحيد منه قتل الناس وخلق أجواء الخوف.

وكرّر تنديد كندا بهذا العمل الجبان وأكّد دعم اوتاوا لبروكسيل في هذه الأوقات العصيبة.

وأضاف ترودو بأنّ كندا عازمة على متابعة العمل مع الحلفاء لمواجهة الارهاب في كندا كما في الخارج.

كما ندّد وزير الخارجيّة سنتيفان ديون بشدّة  بالهجمات الارهابيّة  وأعرب عن حزن كندا العميق لها وممّا قاله:

لقد زاد صراخ الأطفال وسط الدخان في مترو بروكسيل  من عزمنا على مكافحة الارهاب بكلّ أشكاله، ويزداد عزمنا اكثر مع كلّ هجوم.

وأكّد أنّ افكار رئيس الحكومة والكنديّين هي مع شعب بلجيكا والاتّحاد الاوروبي بأكمله وأضاف الوزير ديون بالقول:

نحن متضامنون لمكافحة الارهاب والوقاية منه هنا وفي الخارج ولكي يُحال المسؤولون عن التخطيط لهذه الأعمال وعن تنفيذها أمام القضاء.

وأكّد أنّ البعثات الدبلوماسيّة  الكنديّة في بروكسيل  تتابع الوضع وأنّه لا يوجد كنديّون في عداد القتلى او المصابين.

ويقول آلان رودييه الخبير الفرنسي في شؤون الارهاب  في حديثه إلى تلفزيون راديو كندا إنّ الاعتداءات جاءت بعد المداهمات التي قامت بها الشرطة البلجيكيّة والتي اسفرت عن اعتقال صلاح عبد السلام أحد المشتبه بهم في  تنفيذ اعتداءات باريس في تشرين الثاني نوفمبر الماضي.

ولم يستبعد رودييه الذي تحدّث بعيد وقوع الهجمات أن يكون تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وراءها وأضاف بالقول:

اعتمد التنظيم منذ الربيع الفائت سياسة إرهابيّة خارج الجبهة السوريّة العراقيّة التي هي نواته لتخفيف الخناق عنه في سوريّا والعراق.

ويشير الخبير في شؤون الارهاب آلان رودييه إلى عمليّة تفجير الطائرة الروسيّة في شرم الشيخ وتفجيرات بيروت وباريس ويضيف:

نشهد حاليّا مواصلة لهذه العمليّات، وقد جرى على ما يبدو التنسيق لعمليّات بلجيكا من خلال مركز قيادة في الخارج موجود على الأرجح في سوريّا من قبل خليّة طوّرها تنظيم "الدولة الاسلاميّة" المعروف بداعش.

ويضيف أن محمّد العدناني الناطق باسم الخليّة قد يكون وراء عمليّات بروكسيل.

ويستبعد آلان رودييه ردّا على سؤال أن تكون تفجيرات بروكسيل مرتبطة بإلقاء القبض على صلاح عبد السلام مشيرا إلى أنّه لا بدّ أن ننتظر ما ستكشف عنه التحقيقات ويتابع قائلا:

لا يتمّ تنظيم عمليّات إرهابيّة من هذا القبيل في بضعة أيّام او بضع ساعات وقد جرى تنسيقها منذ فترة طويلة.

وربّما أنّه تمّ تقديم موعدها كردّ على النجاحات التي حقّقتها قوى الأمن البلجيكيّة والفرنسيّة  يقول الخبير الفرنسي في شؤون الارهاب آلان رودييه.

ويتابع فيشير إلى أنّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" كان في البداية يحرّض من يُسمَّون الذئاب الوحيدة على القيام بعمليّات إرهابيّة ولكنّه تخطّى هذه المرحلة وهو يستخدم اليوم مجموعات مدرّبة ويخطّط لعمليّاته وقد سرّع من وتيرة عمليّاته منذ ربيع العام الفائت 2015.

ويتوقّع أن تكون محاربة الارهاب طويلة الأمد ويقول في هذا الصدد:

عندما نتحدّث عن الحرب على الارهاب فالأمر لا يعني شيئا لأنّ الارهاب وسيلة عمل يستخدمها الضعيف ضدّ القوي، وهو تهديد يصعب صدّه إلاّ إذا حصلنا على المعلومات من منبعها.

وهذا يتطلّب عملا دؤوبا وطويل الأمد من قبل وكالات الاستخبارات لا سيّما وأّنّنا في مواجهة التيار السلفي الجهادي.

والتيّار هذا ينشط داخل مجتمعات ديمقراطيّة لا تلجأ إلى أساليب قمعيّة كما في بعض الدول الأخرى يختم الخبير الفرنسي في شؤون الارهاب آلان رودييه.

استمعوا