تحت عنوان : " انتهاء النزهة " ، علق المحرر في صحيفة لو دوفوار كريستيان ريو على أحداث بلجيكا. قال:
ثمة حدث لم يحظ بالاهتمام. فخلال استعداد قوات الأمن لمداهمة الإرهابيين في مولنبيك واعتقال الجهادي صلاح عبد السلام، تعرضوا لغضب شبان الحي الذين شتموا ورشقوا بالحجارة بصورة عدائية بالغة كما نقل الصحافيون، من أتوا لحمايتهم.
ويذكّر ريو أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها شبان مولنبيك، حيث يقيم معظم الجهاديين البلجيكيين لرجال الأمن والصحافيين ففي كانون الثاني – يناير الماضي اعتدوا على فريقي تلفزيون كانوا يحققون عن أحد الجهاديين . والمشكلة، يقول كريستيان ريو، هي أننا ننسى عادة أن الإرهابيين لا يستطيعون العيش والتنقل إلا داخل بيئة حاضنة وشبكة من المناصرين والجيران المؤيدين أو أصدقاء يلتزمون الصمت. وهذا ما حصل مع "جبهة تحرير كيبيك" في ستينيات القرن الماضي الذين لم يكن بمقدورهم البقاء دون مؤيدين لهم في أوساط الشباب الكيبيكيين والمثقفين والجامعيين. وهذا لا يجعل منهم إرهابيين لكن بدونهم كان ألقي القبض على الإرهابيين بصورة أسرع. وهذا الأمر ينطبق على مجموعات الإرهابيين الأوروبيين في السبعينيات الذين كانوا مدعومين من شباب يساريين وماركسيين متطرفين.
ويتابع كريستيان ريو في لو دوفوار: إن تلك الغيتوهات تشكل أرضا خصبة تمكن بفضلها عبد السلام والمتواطئون معه من التنقل بحرية وبدون مشاكل طيلة أربعة أشهر كاملة بالرغم من الإجراءات الأمنية الاستثنائية وهذا ما مكنهم من الإعداد للاعتداءات على مطار بروكسل وقطار الأنفاق.
وهذه الغيتوهات موجودة في بروكسل ومارسيليا وبيرمنغهام وامستردام، غيتوهات تضطر الفتيات تحت الضغط الاجتماعي من ارتداء الحجاب حتى لا يوصفن بالفتيات الوقحات والعاهرات، وحيث بات الإسلام المتشدد قاعدة تفرض عادات رجعية ما يتناقض مع المجتمع الديموقراطي الحديث.
وأكرر، يقول كريستيان ريو، إن سكان مولمبيك ليسوا إرهابيين لكن إنشاء مثل تلك المناطق جعل من بروكسيل منذ حوالي عشر سنوات "العاصمة اللوجستية للدولة الإسلامية" في أوروبا بحسب شبكة سي إن إن الأميركية.
ويخلص كريستيان ريو مقالته في لو دوفوار قائلا:
أليست بلجيكا مثالا مصغرا لأوروبا؟ أوروبا التي لم يكن الجهاديون يستهدفونها لكنها أصبحت ضحيتهم الأولى. وماذا بقي، في زمن الإرهاب الدولي، من حلم عالم بدون حدود الساذج؟ وقد عادت الحدود اليوم عبر كل الدول الأوروبية لكونها بالغة الأهمية لحماية الشعوب. وفي بلجيكا كما في أوروبا، دقت اعتداءات بروكسل ربما، ساعة انتهاء ذلك الحلم.
راديو كندا الدولي - هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.