جان لابيار وزوجته نيكول بوليو

جان لابيار وزوجته نيكول بوليو
Photo Credit: و ص ك / بول شياسون

رحيل جان لابيار يترك فراغا في السياسة والإعلام

"سياسي من الدرجة الأولى، كان ضليعا في السياسة ويعرف الناس"

بهذه الكلمات القليلة اختصر رئيس حكومة كندا الأسبق بول مارتان، مسار النائب والوزير السابق والمحلل السياسي جان لابيار الذى قتل أمس مع زوجته وشقيقيه وشقيقته في تحطم الطائرة التي كانت تقل الأسرة إلى مسقط رأسها ، جزر المادلين ، للإعداد والمشاركة في مراسم دفن الوالد الذي توفي يوم الجمعة الفائت.

" كنا جميعا نتعلم منه، أردف بول مارتان، كان يتمتع بمصداقية عالية ويمتلك رؤية، كان صديقا كبيرا".

وكما رئيس الحكومة الأسبق، وصديق لابيار الودود ومن أقنعه بالعودة إلى المعترك السياسي بعد استقالته وعينه مسؤولا عن الحزب الليبيرالي الفيديرالي في مقاطعة كيبيك ومن ثم وزيرا للنقل، كذلك خصومه السياسيون كزعيم الحزب الديموقراطي الجديد توماس مولكير الذي كان ترشح ضده في دائرة أوترومون الانتخابية عام 2004 الذي يقول:

"كان عدد كبير من الناس يستمعون إلى جان لابيار إلى درجة أنه بات يفرض الأجندة السياسية " صباح كل يوم عبر الإذاعة بتحليلاته وتوقعاته التي كانت دائما صائبة.

من تتبع مسار جان لابيار السياسي يعرف أنه كان سياسيا ذا مبادئ لا يحيد عنها بالرغم من انتقاله من الحزب الليبيرالي الفيديرالي إلى تأسيس الكتلة الكيبيكية الاستقلالية. ذلك أن لابيار كان من دعاة الوحدة الكندية لكنه كان أيضا كيبيكيا  فرانكوفونيا يدافع عن مقاطعته وحقها بوجود فاعل ومميز ضمن النظام الفيديرالي. وعندما سقط اتفاق لاك ميتش عام تسعة وثمانين والذي كان يمنح كيبيك صفة المجتمع المميز مع حق الفيتو، اعتبر يومها أن زعيم الليبيراليين الذي أصبح لاحقا رئيسا للحكومة، جان كريتيان، هو من أسقط الاتفاق، فاستقال من الحزب دفاعا عن مبادئه ولم يعد إلى الليبيراليين إلا بعد خروج كريتيان من السلطة وتسلم بول مارتان رئاسة الحكومة وهو كان يؤكد دائما أن لا أحد كان بإمكانه أن يعيده إلى السياسة إلا بول مارتان.

ومن تتبع مسار لا بيار الصحافي يعرف أنه كان إعلاميا ومحللا سياسيا فذا، لا يحلل الأمور من وراء مكتبه إنما من الميدان وقلما عقد مؤتمر لأي من الأحزاب لم يحضره ليطلع على دقائق الأمور ويتواصل مع المشاركين العاديين والمسؤولين ليكون فكرة واضحة عن توجه الأحزاب السياسي وعادة ما كان تحليله في محله.

يقول عمدة مونتريال الذي كان زميله في الحزب الليبيرالي والبرلمان دوني كودير:

" كان سياسيا استثنائيا كان قريبا من الناس وشديد العمق في تحليلاته السياسية".

ولعل ما يميز مسار جان لا بيار السياسي والإعلامي قربه من الناس العاديين ومحبة الناس له وثقتهم بما يقوله وانتظارهم تحليله وتوقعاته ليتخذوا موقفا من الأمور المطروحة، وهذه أمور قلما تمتع بها سياسي أو إعلامي.

لم يكن له أعداء، يؤكد عارفوه، إنما خصوم سياسيون كما تقول زميلته النائبة والوزيرة السابقة ليزا فرولا وتضيف:

"لا أعرف إنسانا واحدا لم يكن يحب جان لا بيار".

راديو كندا الدولي - هيئة الإذاعة الكندية.استمعوا

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.