نشرت صحيفة ذي غلوب اند ميل تعليقا بتوقيع ديفيد بيركوسون مدير معهد الدراسات العسكريّة والاستراتيجيّة التابع لجامعة كالغاري تقول فيه إنّ كلاّ من رئيس الحكومة جوستان ترودو ووزير الخارجيّة ستيفان ديون يؤكّد أنّ كندا ليست في حرب مع تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
والاثنان يلعبان على الكلام تقول الصحيفة وتتساءل عن السبب وراء ذلك.
وثمّة تعريفات عديدة لكلمة حرب والجدل في اوتاوا يدور حول علم المعاني ولا يعكس الحقيقة.
وكلّ المصطلحات المتداولة حول العالم لا تتوافق مع ما قاله رئيس الحكومة جوستان ترودو من أنّ "الحرب شيء يمكن كسبه من جانب او من آخر".
وتشير الصحيفة إلى ما قاله وزير الخارجيّة الذي عرّف الحرب على أنّها "بين جيشين يحترمان القواعد. وعندما يتعلّق الأمر بالإرهابيّين، هنالك مجموعات إرهابيّة لا تحترم شيئا، لذلك نفضّل استخدام كلمة قِتال" قال الوزير ديون.
وتتابع ذي غلوب اند ميل فترى أنّ الحكومات الليبراليّة والمحافظة تتحفّظ على استخدام تعبير الحرب، باستثناء إعلان كندا الحرب على المانيا عام 1939.
ورغم وفاة 500 جندي كندي في الحرب الكوريّة في خمسينات القرن الماضي، فإنّ كندا لم تدخل الحرب بل انخرطت في "عمل للشرطة" كما وصفته في حينه الحكومة الكنديّة.
وعندما قُتل 160 جنديّا كنديّا في أفغانستان بين عامي 2002 و2011، لم تكن هذه حربا، ولم تعط اوتاوا أيّ تعريف لما جرى خلال تلك الفترة.
وقال السياسيّون يومها إنّ الجنود لقوا مصرعهم على يد لاعب غير حكوميّ، أي الطالبان، وكان على الجنود الكنديّين مع ذلك أن يعاملوا الطالبان بموجب قوانين الحرب تقول ذي غلوب اند ميل.
وهذه سخافة تعكس الارتباك القديم في المؤسّسة السياسيّة الكنديّة حول موقع كندا في العالم كما تقول الصحيفة.

ففي الخمسينات، حاول بعض النافذين في الخارجيّة الكنديّة في عهد رئيس الحكومة الراحل جون ديفنبيكر جعل كندا تتمايز في سياستها الخارجيّة عن سياسة الولايات المتّحدة وحلف شمال الأطلسي من خلال معارضتها للانتشار النووي.
ومضت كندا على تصرّفها كدولة محايدة رغم روابطها الوثيقة مع الناتو ومع الولايات المتّحدة.
وعملت على تعزيز الحوار بين الشمال والجنوب وتوثيق الروابط مع روسيّا خصوصا في السنوات الأخيرة من عهد رئيس الحكومة الراحل بيار اليوت ترودو، عندما أصرّت واشنطن بنجاح على استخدام المجال الجوّي الكندي فوق وادي نهر ماكينزي لإجراء تجارب على صواريخ كروز.
وتجنّبت كندا، وهي عضو في منظّمة حلف شمال الأطلسي استخدام كلمة حرب وادّعت أنّ الجنود الكنديّين المدرّبين كسائر الجنود على القتال والتدمير وتحقيق أهداف الدولة، ليسوا جنودا بل قوّات حفظ السلام، ومن يحفظ السلام لا يصنع الحرب تقول ذي غلوب اند ميل.
وعندما سننشر جنودنا في بقعة ما تدور فيها حرب أهليّة لنستعيد تأييد الأمم المتّحدة لنا في الجهود للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، نأمل بألاّ يلقى أحد من الجنود حتفه.
وفي حال حصل ذلك، سنجد حتما في اوتاوا أحدا يقول إنّ الجنود لم يموتوا في الحرب يقول ديفيد بيركوسون مدير معهد الدراسات العسكريّة و الاستراتيجيّة التابع لجامعة البرتا في ختام تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.