زهور تغطي مكان الاعتداء الإرهابي في باريس

زهور تغطي مكان الاعتداء الإرهابي في باريس
Photo Credit: رويترز / كريستيان هالاتمان

صعوبة التغلب على الإرهاب

إذا كانت الحرب الباردة قد ميزت النصف الثاني من القرن العشرين، فما يميز النصف الأول من القرن الحادي والعشرين هو بدون شك الحرب الساخنة الدائرة منذ مطلع القرن الجاري، وتحديدا منذ الحادي عشر من أيلول 2001، وحتى اليوم، مرورا بما جرى ويجري خاصة في أفغانستان والعراق وسوريا.

طبعا الحرب الباردة لم تكن باردة بكل معنى الكلمة إنما تمت عبر حروب بديلة في كوريا وفيتنام ودول إفريقية وشرق أوسطية، لكنها كانت تجري بين دول يمكن أن تتفاوض وتتوصل إلى سلام كما حصل مع الفيتنام مثلا.

لكن الحرب الساخنة الدائرة حاليا هي بين دول وتنظيمات ظلامية منتشرة ومتغلغلة في عدة دول  ومن الصعب محاربتها بالطرق التقليدية وبالتالي التغلب والقضاء عليها نهائيا، ما يدفع إلى التشاؤم  كما يقول مراسل فرانس 2 الصحافي كمال رضواني الذي أصدر مؤخرا كتابا بعنوان "تحقيق في قلب الدولة الإسلامية" بعد أن كان قد جال طوال عشر سنوات في عدة دول منها سوريا والعراق وليبيا وتونس ولبنان والتقى عددا كبيرا من الجهاديين.

ويشرح رضواني أسباب تشاؤمه في حديث مع هيئة الإذاعة الكندية بالقول:

"بكل بساطة أنا متشائم لأني التقيت أعدادا من المجاهدين المتوجهين إلى أوروبا، متشائم لأني كنت مؤخرا في سوريا والعراق حيث الأوضاع غير مستقرة بالرغم مما يقال عن تزعزع "الدولة الإسلامية" فهي ما زالت تحتفظ بمناطق واسعة وتحظى بالدعم والعراق ما زال غير مستقر وكذلك سوريا ، لكل تلك الأسباب أنا متشائم إضافة إلى واقع وجود أعداد هائلة من اللاجئين السوريين الذين هربوا من سوريا".

ويؤكد رضواني في كتابه أن الغرب لا يعي بعد حجم وخطورة ما يجري في الشرق الأوسط وأن آلاف المقاتلين الذين التحقوا بالتنظيمات الجهادية لن يقضوا وراء القضبان إنما سيعملون في الخفاء ويتحركون في الظل ويشكلون بالتالي خطرا أكبر.

ويشرح كمال رضواني رأيه هذا يالقول:

"لقد تمت محاربة القاعدة، والقاعدة لم تختفِ فبالرغم من مقتل بن لادن، القاعدة ما زالت موجودة و"الدولة الإسلامية" لا تختلف عنها فالجذور واحدة وحتى أن بعض مقاتلي القاعدة انضموا إليها وحتى لو تمكنا من إخراجهم من العراق وسوريا فسيعملون في الخفاء وبالتالي لا يمكن إلغاؤهم  كليا" ويضيف:

" من الصعب جدا مكافحة الإرهاب لأن الأمر يتعلق بإرهابيين قبل أن ينتموا إلى دولة هي  "الدولة الإسلامية" وهم أكثر عددا وتنظيما مما نظن وقد نجحوا في إغراء مدن وقرى وعدد كبير من الناس ومن إنشاء دولة تجمع الضرائب وتنظم حياتهم ولها شرطتها الإسلامية كما نجحوا في استقطاب شباب من أوروبا وأميركا وتأهيلهم للقيام بعمليات إرهابية بعد عودتهم إلى بلدانهم.

لقد قللنا أهميتهم في البداية، وكان يجب يومها أن نحاربهم لكننا سمحنا ببقائهم واستمرارهم وتوسع انتشارهم كما باتوا اليوم، يخلص الصحافي الفرنسي كمال رضواني حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.