تناولت صحيفة لودوفوار في تعليق بقلم الصحافي والمحلّل السياسي فرانسوا بروسو قضيّة "اوراق بنما" بشأن الملاذات الضريبيّة وأشارت إلى أنّها أثارت الاشمئزاز بسبب الخبث الذي يؤدّي إلى هروب مليارات الدولارات من وجه دفع الضرائب.
وترى أنّ الأسماء التي وردت فيها لم تكن مستغربة، وهي لأكثر من دكتاتور ورئيس دولة وحكومة ومشاهير في عالم الفنّ والرياضة.
واصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وظّفوا ملياري دولار بواسطة شبكة من شركات اوفشور.
و كذلك صهر الرئيس الصيني جي جين بينغ ولو بمبالغ أقلّ تبلغ مئات الملايين من الدولارات، وأولاد رئيس وزراء باكستان وأقرباء الرئيس السوري بشّار الأسد ومقرّبون من رئيس رواندا بول كاغامي وسواهم.
وقد تعاملوا جميعا مع مكتب موساك فونسيكا للخدمات القانونيّة.
وتتابع الصحيفة فتشير أيضا إلى والد رئيس الحكومة البريطانيّة ديفيد كاميرون ومقرّبين من زعيمة الجبهة الوطنيّة الفرنسيّة مارين لوبين والرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو وسواهم.
هل هذا مفاجئ تتساءل الصحيفة وتضيف بأنّ الجميع يفهم ما تعنيه الشركة الوهميّة.
وعندما نتحدّث عن المال نشير إلى بنما وجذر العذراء وجزر كايمان ونعرف ما نقصده من خلال كلامنا.

ونعرف أنّ كلّ ما يجري هو بهدف إخفاء الأموال وغسلها والإفادة إلى أقصى حدّ من التجنّب الضريبي بصورة "شرعيّة" بين مزدوجين.
وتتساءل إن كان من المبالغ به الانتقام من السينمائي الاسباني الشهير بيدرو المودوفار الذي ساعدت أفلامه في دعم الاقتصاد لأنّه أراد أن يضع بضعة ملايين في ملاذ بصورة شرعيّة على ما يبدو.
وتنقل عن صحيفة فايننشال تايمز أنّه قد تكون للملاذات الضريبيّة أوجه إيجابيّة في حال أراد أحدهم الاستثمار مثلا في مناطق لا تضمّ أنظمة مصرفيّة يمكن الاعتماد عليها.
وتتابع لودوفوار فتقول إنّه أبعد من الاستنكار والاستهجان تبقى أوراق بنما خبرا جيّدا.
ففي ايسلندا التي كانت أوّل بلد تنفجر فيه فضيحة أوراق بنما، ترافق الاستهجان مع يقظة وحركة تعبئة من قبل الشعب كلّه، مع ما تركه ذلك من تأثير على مجريات الأحداث.
فقد اجتمع ما يقرب من عُشر المواطنين أمام البرلمان في الليلة نفسها وشهدت الساحة السياسيّة في اليوم التالي حالة من الغليان واستقال رئيس الحكومة الذي هو أحد أصدقاء موساك فونسيكا تقول لودوفوار.
وأبعد من التعبئة الديمقراطيّة، أكان من الصحافيّين الذين يقومون بواجبهم او الرأي العام الذي يستفيق، هنالك أيضا مسألة فضح المنافقين والعظماء في وجه العالم.
وتشير الصحيفة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي كبُر مدلّلا على يد والده المليونير وإلى الشيوعيّين الصينيّين وإلى الشيوعيّين السابقين الرّوس الذين يملأون جيوبهم تماما كالرأسماليّين.
وتتابع فتقول إنّ التسريبات التي وردت في أعقاب فضيحة ويكيليكس أصبحت عنصرا مهمّا لسلطة وسائل الاعلام والرأي العام في مواجهة الولايات المتّحدة وعالم المال.
والسلطة تلك مشكوك فيها بالطبع تقول الصحيفة. ولكنّ التسريبات المتتالية من لوكسلينكس عام 2014 ( في إشارة إلى اللكسمبورغ) إلى أوراق بنما مرورا بسويسلينكس عام 2015، الملاحظ أنّ الأمور بدأت تتغيّر على صعيد الضرائب.
فالسريّة المصرفيّة مثلا لم تعد كما كانت عليه في سويسرا.
وتدقّق كلّ من بريطانيا وألمانيا وفرنسا في ما إذا كان مواطنوها المعنيّون قد دفعوا الضرائب.
وتتوقّع باريس استعادة 12 مليار بورو من الضرائب غير المدفوعة.
في غضون ذلك، تتوقّع بنما المزيد من الضغوط من قبل المجتمع الدولي تقول لودوفوار في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.