رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (إلى اليمين) وضيفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك في 11 شباط (فبراير) الفائت في مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (إلى اليمين) وضيفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك في 11 شباط (فبراير) الفائت في مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا.
Photo Credit: CP / Adrian Wyld

كندا والسعي لتلميع الصورة على الساحة الدولية

قبل نحو من ست سنوات تلقت كندا واحدة من أبرز الصفعات المدوية في تاريخها في مجال العلاقات الدولية، كتب اليوم أليكساندر سيروا في صحيفة "لا بريس" في إشارة إلى سحب كندا ترشيحها لمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي في تشرين الأول (أكتوبر) 2010 بعدما تبين لها أنها لن تحصل على الأصوات الكافية للفوز به.

ولكي يظهر إلى أي درجة "عادت كندا إلى الساحة العالمية"، وفقاً لما تؤكده حكومته الليبرالية منذ وصولها إلى السلطة أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، أكد جوستان ترودو قبل شهريْن أن كندا ترغب بالفوز بمقعد في مجلس الأمن. وستحاول أوتاوا بلوغ هذا الهدف عام 2020.

والهدف طموح، وبلوغه يتطلب من كندا تلميع صورتها على الساحة الدولية بعد عقد من الزمن فقدت فيه بريقها وجاذبيتها على هذه الساحة، وبصورة خاصة في منظمة الأمم المتحدة، يقول سيروا في "لا بريس"، في إشارة إلى الفترة التي كان فيها المحافظون بقيادة ستيفن هاربر في سدة الحكم في أوتاوا.

ولكن ما السبيل لتغيير هذا الوضع؟ وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون أعطى بعض التفاصيل في هذا الصدد في خطاب رئيسي ألقاه مؤخراً في أوتاوا.

فقد أكد ديون أن "المبدأ التوجيهي" للحكومة الليبرالية في مجال السياسة الخارجية سيكون "القناعة المسؤولة" (la conviction responsable).

بتعابير واضحة، هذا يعني انفصالاً مع ما كانت تدعو له حكومات ستيفن هاربر من "البقاء وفية لقناعاتها مهما حصل". لكن ديون يلفت انتباهنا إلى أن قناعات حكومته تتضمن "الإحساس بالمسؤوليات"، أي أنها ستفكر في عواقب أفعالها قبل أن تقدم عليها، يقول سيروا في "لا بريس" الصادرة في مونتريال.

هذا يعني، على سبيل المثال، سياسة التزام أكثر براغماتية: نقوم بنسج علاقات مع حلفائنا، ولكن أيضاً مع أنظمة تعجبنا بنسبة أدنى.

رئيس حكومة المحافظين السابقة ستيفن هاربر متفقداً مصنع
رئيس حكومة المحافظين السابقة ستيفن هاربر متفقداً مصنع "جنرال ديناميكس" في لندن في أونتاريو في 2 أيار (مايو) 2014 بعد التوصل إلى صفقة الأسلحة مع السعودية. © CP/Dave Chidley

ومن بين الأمثلة التي أعطاها وزير الخارجية الكندي هناك الرغبة بتحسين العلاقات مع موسكو. فمقاطعة روسيا ألحقت الأذى بكندا، قال الوزير ديون، وهو محق في ذلك يقول سيروا.

فوزير الخارجية أشار إلى أن أوتاوا فقدت من تأثيرها في الملفات المتعلقة بالمنطقة القطبية الشمالية ومن شرعيتها للقيام بدور في المحادثات المتصلة بأزمتيْ سوريا وأوكرانيا.

كما وعد الوزير ديون بإعطاء أهمية لعمليات حفظ السلام حول العالم. وهذا خبر جيد آخر، فالأمم المتحدة بحاجة في هذا المجال إلى وحدات متخصصة، وكندا قادرة على توفيرها لها وعليها أن تقوم بذلك، يرى سيروا.

ورحب الكاتب بما يعتبره شفافية حكومة ترودو في السياسة الخارجية، وبالاستشارات العامة الواسعة النطاق حول مستقبل القوات المسلحة الكندية التي أعلنت عنها الحكومة، ووصف ذلك بأنه "ثورة صغيرة" دعا لاستمرارها في السنوات المقبلة.

ويضيف سيروا أن الوزير ديون يؤكد على أن "القناعة المسؤولة" تعني مزيداً من الصرامة والشفافية فيما يتعلق ببيع الأسلحة الكندية للخارج في المستقبل. وهذا الكلام ضروري في أعقاب العقد بقيمة 15 مليار دولار كندي مع المملكة السعودية، يقول سيروا في إشارة إلى صفقة بيع الرياض ناقلات جند مدرعة من إنتاج مصنع "جنرال ديناميكس لاند سيستمز" (General Dynamics Land Systems) في لندن في مقاطعة أونتاريو. والصفقة أُبرمت في ظل حكومة المحافظين وأعطى الوزير ديون موافقته عليها يوم الجمعة الفائت.

ويختم سيروا بالقول إن الحكومة الليبرالية أعطت موافقتها على هذه الصفقة مكرهة بهدف إنقاذ آلاف الوظائف، لأن بيع معدات عسكرية إلى "دولة ترهب مواطنيها وتروج لإسلام متطرف" ليس من المسؤولية بمكان.

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.