بعد ثماني سنوات على الأزمة العقارية في الولايات المتحدة، تشهد مدينة ميامي، كبرى مدن ولاية فلوريدا، طفرة عقارية هائلة.
فمنذ عام 2011 تم تشييد 58 برجاً سكنياً في المدينة، والبناء متواصل، فالطلب على شقق التمليك (الكوندومينيوم) مرتفع، وبين الشارين عدد كبير من الأجانب الميسورين، ومن بينهم كنديون كثر، كما يفيد تقرير لجان سيباستيان كلوتييه على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية).
وعلى سبيل المثال يقول كلوتييه إن الكندي بيار بيرنار، وهو متعهد من مدينة كيبيك، تفقد شقة سكنية ("كوندومينيوم"، أو "كوندو") بقيمة 700 ألف دولار في مدينة صني آيلز بيتش (Sunny Isles Beach) إلى الشمال من ميامي، في الطرف الجنوبي الشرقي لفلوريدا.
ويملك بيرنار شقة "كوندو" على بعد بضعة شوارع من الشقة التي زارها، لكنها أصغر حجماً ويرغب بتملك واحدة أكبر. والربح المادي الذي سيحققه من بيع شقته سيساعده على اقتناء واحدة أكبر، فبيرنار اشترى شقته عندما هبطت أسعار العقارات في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها، وشكل اقتناؤها تجربة جميلة له ولعائلته، لاسيما لناحية تمضية فصل الشتاء في دفء فلوريدا بعيداً عن شتاء كيبيك القارس.

وتملّك الأجانب 10600 عقار في ميامي في عاميْ 2014 و2015، نقلاً عن جمعية الوكلاء العقاريين في المنطقة، أي 22% من إجمالي عدد صفقات البيع.
وشكل الكنديون 7% من المستثمرين الأجانب في سوق ميامي العقارية، وحلّوا في المرتبة الخامسة بين هؤلاء، خلف مواطني فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا على التوالي.
ويبلغ معدل سعر المسكن الذي يشتريه الكنديون في ميامي 510 آلاف دولار، علماً أن سعر شقة "كوندو" مطلة على البحر يبدأ من مليون دولار ويرتفع إلى 10 ملايين دولار في بعض الحالات، تقول ليندا فاي من شركة "ريماكس" العقارية وهي وكيلة تنشط في مدينة فورت لاودردال (Fort Lauderdale) الواقعة على مسافة 40 كيلومتراً شمال ميامي.
"هذه السنة تجاوز عدد الشقق المعروضة بمليون دولار وما فوق في ميامي بـ56% عدد مثيلاتها في السنة الماضية"، يضيف من جهته رون شيفيلد المتخصص في بيع المساكن الفخمة، ويشير إلى أن 34% من المستثمرين في هذه الشقق يأتون من خارج الولايات المتحدة.
ولكن هل يمكن للطفرة العقارية التي تشهدها ميامي حالياً أن تؤدي إلى أزمة عقارية أخرى؟ رئيس وكالة تنمية وسط ميامي، نيتين موتواني، لا يتوقع ذلك، إذ يوضح أن الاقتصاد في وضع جيد وأن شروط الائتمان تغيرت.
لكن إحدى شوائب المشهد العقاري في ميامي تكمن في أن ثلاثة أرباع صفقات البيع التي كان فيها الشاري أجنبياً في عاميْ 2014 و2015 جرى تسديد قيمتها بالنقد السائل، والنسبة ترتفع إلى 86% في الصفقات التي شملت مستثمراً كندياً، حسب بيانات جمعية الوكلاء العقاريين في ميامي الكبرى.
وهذا الأمر أقلق وزارة الخزانة الأميركية، لاسيما من احتمال حدوث عمليات تبييض أموال، ففتحت تحقيقاً في الموضوع.
(راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.