في زاوية وجهة نظر نشرت صحيفة لو سولاي مقالة لأستاذ العلوم في جامعة كيبيك دافيد بن سوسان بعنوان: "خارطة الشرق الأوسط الجديدة" يقول فيها:
بدأت تظهر أربعة محاور في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة وترتسم ملامح خارطة جديدة حدودها ليست نهائية لكنها تمثل أربع كتل متمايزة: إيران الشيعية، السنية المتطرفة، الإخوان المسلمون والسنية البراغماتية، ويعاني ملايين اللاجئين من صراع تلك الكتل للسيطرة والهيمنة.
إيران الشيعية:
تتحكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بميليشيات شيعية تتحرك بتعليماتها في العراق وسوريا حيث ارسلت خبراءها العسكريين أو مقاتليها التابعين للحرس الثوري، كما تسلح حزب الله الذي حول الحكومة اللبنانية عمليا إلى حكومة افتراضية، إضافة إلى ذلك، تحرض إيران الأقليات الشيعية في منطقة الخليج وتسلح الحوثيين في اليمن.
السنة المتشددون: تضم هذه الكتلة "الدولة الإسلامية" وتنظيم القاعدة وعدة تنظيمات صغيرة أخرى تهدف إلى السيطرة العالمية للإسلام عبر توسل العنف ولكن بأولويات مختلفة . و"الدولة الإسلامية" تهيمن اليوم على مناطق تضم عشرة ملايين نسمة يخضعون لقراءة التنظيم الخاصة للإسلام.
الإخوان المسلمون: أهداف الإخوان المسلمين لا تختلف عن أهداف السنة المتطرفين لكنهم يسعون إلى تحقيقها بالطرق السلمية إلى أن يتسلموا السلطة بالقوة. وهذه الحركة مدعومة من قطر ويتبناها النظام التركي الحالي وهي نشطة عسكريا في قطاع غزة.
السنة البراغماتيون: تتشكل هذه الكتلة من السعودية ودول الخليج ومصر، وهي معارضة للكتل الثلاث السابقة. والسعودية ودول الخليج شديدة التسلح وتحظى بدعم لوجستي من الجيش المصري وتقيم تقاربا غير معلن ولكن فعال مع إسرائيل حاليا.
ويرى دافيد بن سوسان أن دول الأمس لم تعد قابلة للحياة، كما العراق وسوريا وليبيا واليمن أما لبنان فيحافظ على شبه وحدة لا تخدع أحدا. فالتجمعات المسلحة حلت محل الجيوش النظامية كما هي حال حزب الله والميليشيات الشيعية والمتطرفين الإسلاميين ومنظمة حماس والتغيرات التي استهلها الربيع العربي لا تتحرك برؤية واضحة بعد أن صادرت الحركات الإسلامية آمال الديموقراطية.
ويتابع بن سوسان: إن خارطة الشرق الأوسط الجديدة تندرج في جغرافية سياسية أوسع فالمنطقة باتت أقل حيوية لمصالح الولايات المتحدة النفطية وروسيا تسعى إلى فرض نفسها كلاعب لا يمكن تجاهله عبر استعراض القوة في سوريا ، فقد أنقذت النظام السوري واتخذت موقفا من أكراد سوريا بالرغم من الاستياء التركي. وفي وسط كل هذه الاضطرابات، تتصرف المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة بصورة فاضحة ولامبالية بالوقائع الصارخة في المنطقة وتمرر قرارات مغرضة ضد إسرائيل على خلفية شبح الإرهاب الذي يقلق الدول الغربية والذي يضطرها للتعايش مع هذا الواقع الجديد.
إن العالم، وأكثر من أي يوم مضى، بحاجة إلى تماسك منسق وحسن قيادة يخلص دافيد بن سوسان مقاله المنشور في صحيفة لو سولاي.
راديو كندا الدولي – صحيفة لو سولاياستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.