على غرار الجدل الذي دار في الولايات المتحدة وكندا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين حول منع أو السماح باستهلاك الكحول وتصنيعها واستيرادها وبيعها، يدور في كندا منذ بضع سنوات جدل حول تشريع استهلاك الماريجوانا، ليس لأغراض طبية فقط، إنما لأغراض ترفيهيةأيضا. وازداد الجدل هذا منذ تشرين الثاني – نوفمبر الماضي في أعقاب وصول الحزب الليبيرالي إلى السلطة في كندا والذي كان تشريع الماريجوانا في صميم حملته الانتخابية. ولم يغير الحزب موقفه بعد تسلمه السلطة لا بل أعلن أمس بلسان وزيرة الصحة الفيديرالية جين فيلبوت عزمه على تقديم مشروع قانون أمام مجلس العموم الكندي الربيع المقبل، لتشريع استهلاك الماريجوانا.
ما هدف الحكومة المعلن من هذا التشريع تجيب وزيرة الصحة جين فيلبوت:
"هدفنا من تشريع الماريجوانا هو الحؤول دون وقوعها في أيدي الأطفال، ووقوع أرباحها في أيدي الجريمة المنظمة"
لكن الهدف المبطن بدون شك هو استفادة الحكومة من المردود الضريبي لمليارات الدولارات سنويا.
ما موقف الكنديين من هذا الملف؟
يحظى تشريع المارجوانا بتأييد ثلثي الكنديين بحسب آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة أنغوس ريد، لكن أربعين بالمئة من المؤيدين يخشون أن يصبح الحصول عليها سهلا جدا ويطالبون بالتالي بتأطيرها بقوانين وأنظمة متشددة، ويرى آخرون أن الحكومات الكندية تأخرت كثيرا في تشريعها كما يقول أحد مصنعيها ومستهلكيها لهيئة الإذاعة الكندية:
"لقد استغرق اتخاذ القرار حوالي خمسين عاما وكان يجب أن يتخذوه منذ ثلاثين سنة على الأقل. يجب أن يتم تغيير القانون والتفكير بطريقة مختلفة تماما والكف عن تجريم قطاع صناعة المخدرات واستهلاكها".
لكن هذا الاندفاع يلقى تحذيرا من الأوساط الطبية كما تقول كيري وات من وزارة الصحة في بريتيش كولومبيا:
"إن الاستعمال المبكر للماريجوانا يؤثر سلبا على تطور الدماغ" وتضيف أنه يجب ألا يسمح ببيعها لمن هم دون التاسعة عشرة من العمر.
وتبقى الكلمة الفصل لرئيس الحكومة جوستان ترودو الذي يرفض نزع صفة الجرمية عن استهلاك الماريجوانا قبل تشريعها:
" لقد قلنا دائما إننا سنأخذ الوقت الكافي وبصورة مسؤولة فمن المهم حماية الشباب والمجتمع. والمقاربة الحالية تسمح للشباب بالحصول على الماريجوانا بسهولة إضافة إلى أعطاء مليارات الدولارات للجريمة المنظمة وعصابات الشوارع".
راديو كندا الدولي - هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.