الأصدقاء المنسيّون عنوان تعليق نشرته صحيفة لودوفوار بقلم الصحافي والمحلّل السياسي فرانسوا بروسو تتناول فيه السنة الأخيرة من ولاية الرئيس اوباما.
تقول الصحيفة إنّ الرئيس اوباما وصل إلى اوروبا بعد زيارته السعوديّة ولقائه بالملوك والأمراء في دول الخليج التي تدهورت العلاقة معها بعد أن كانت أهمّ حليف للولايات المتّحدة في المنطقة.
وانتقل بعدها إلى المانيا حيث دافع في هانوفر مع المستشارة انغيلا ميركل عن التبادل الحرّ الأوروبي الأميركي الذي تعارضه شريحة مهمّة من الأميركيّين والألمان.
ثمّ كانت زيارته للعاصمة البريطانيّة لندن حيث تحدّث إلى جانب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون عن التهديد الذي يمثّله خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي، خلافا لما يعتقد الكثير من البريطانيّين قبيل الاستفتاء الذي سيجري بهذا الشأن في حزيران يونيو المقبل.
وترى الصحيفة أنّ الرئيس اوباما أهمل إن لم نقل نسي طوال سبع سنوات من حكمه الجبهات التقليديّة في الدبلوماسيّة الأميركيّة.
وقد انشغل على الساحة الداخليّة بالبيئة والهجرة وبملفّ النظام الصحّي اوباما كير Obamacare، وعلى الساحة الدبلوماسيّة بالنووي الايراني وكوبا والصين والمبادرات بشأن المناخ.
ومع الأشهر الأخيرة لولايته، وجد نفسه وجها لوجه مع تراجع التأثير الأميركي على الجبهات التقليديّة وهي الشرق الأوسط واوروبا.
وتتابع لودوفوار فتتساءل عمّا سيؤدّي إليه كلام الرئيس اوباما بشأن خروج بريطانيا من الاتّحاد الاوروبي المسمّى بركسيت Brexit وتجيب أنّ النتائج ستظهر بعد نحو شهرين.

وتضيف أنّ عمدة لندن بوريس جونسون وسواه من الذين يؤيّدون خروج بلادهم من الاتّحاد يرون أنّ الرئيس اوباما طلب من البريطانيّين القبول بأمور لن يقبلها أبدا الأميركيّون تتعلّق بالتخلّي عن السيادة الوطنيّة.
وموقف الولايات المتّحدة مفهوم حسب قول لودوفوار على اعتبار أنّ بريطانيا داخل الاتّحاد الأوروبي هي حليف مهمّ وموثوق به حول طاولة المفاوضات.
وقد لا ترغب الولايات المتّحدة في اوروبا قويّة ولكنّ العكس يجري حاليّا والاتّحاد مهدّد بالانفجار السياسي.
والأوبامانيا Obamania الاوروبيّة في عامي 2008 و2009 أصبحت منسيّة. وهنالك خيبة حيال الرجل الذي صوّرته الحملة الانتخابيّة كساحر.
ولكنّ الرئيس اوباما يستحقّ أن نصغي إليه عندما يتحدّث عن القارّة العجوز التي لا تستحقّ أن تموت مطلع القرن الواحد والعشرين كما يقول تحت هجمات الهجرة الجماعيّة والهجمات الارهابيّة وصعود الأنانيّات الوطنيّة.
والغيوم تتراكم في السماء الاوروبيّة تقول لودوفوار. وثمّة إرادة لإنهاء المغامرات في افغانستان والعراق وإعطاء الأولويّة لآسيا و للمفاوضات المتعدّدة الأطراف حول المناخ.
وكلّ هذه الأمور أبعدت الولايات المتّحدة لسنوات عن حلفائها الأقدمين.
واوباما أدرك ذلك اليوم، ولكنّه من الممكن التشكيك في فعاليّة محاولاته لاستدراك الأمور و التأثير على مسارها.
والاستفتاء الذي سيجري في بريطانيا الشهر المقبل بالغ الأهميّة لمعرفة مدى التأثير الأميركي ومدى التجانس الأوروبي.
ورسالة الرئيس اوباما إلى دول الخليج كانت مختلفة. فهو ذهب ليقول إنّ زمن الاتّفاق القائل "النفط مقابل الأمن العسكري" قد ولّى والولايات المتّحدة تفكّ ارتباطها بالمنطقة كما أظهره عدم تدخّلها ضدّ الرئيس السوري بشّار الأسد وهو ما أغاظ السعوديّة.
تواضع إزاء حدود القوّة، قلق حيال تغيّر الحلفاء الأقدمين: من لندن إلى الرياض، إنّه فكّ ارتباط غير أكيد بالنسبة لواشنطن تقول لودوفوار في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.