تحت عنوان "استمرار شهر العسل" كتبت ليزيان غانيون مقالا في صحيفة لابرس تناولت فيه استمرار علاقة الثقة بين الكنديين ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو رغم أجندة جوستان ترودو الممتلئة بالالتزامات وتعثر الخطوات الأولى لحكومة ترودو في أيامها الأولى.
قضيتان هامتان تحتلان مركز الصدارة في اهتمامات الحكومة الكندية: المساعدة الطبية على الموت وتشريع الماريهوانا. لكن لا مجال للخيار أمام الحكومة الكندية: ففي حال رغبت باحترام التزاماتها فما عليها سوى الذهاب قدما وبسرعة.
وجوستان ترودو الذي كان له الحظ لتناول طعام العشاء مع رئيس حكومة كل مساء (والده بيار إليوت ترودو) كما يقول جان كريتيان يعرف جيدا أنه في بدء الوصول للسلطة يتوجب سرعة التصرف في الملفات المثيرة للجدل.
والتحدي الثالث الذي يرغب جوستان ترودو بتأجيله ولكنه يعود للبروز في أجواء طارئة: أنابيب النفط.

وفي وقت ليس ببعيد تلقى جوستان ترودو درسا في الحكم من قبل رئيس الوزراء الكندي السابق بريان ملروني الذي أعلن في خطاب حديث أن دور رئيس الوزراء ليس أن يلعب دور الوسيط بل أن يأخذ قرارات وأن يلعب دورا قياديا.
إن تحذير بريان ملروني له وزنه لأن هذا الأخير لم يكن على علاقة طيبة مع حكومة هاربر كما أنه كان من بين الأوائل الذين رحبوا بوصول جوستان ترودو إلى زعامة الحزب الليبرالي الكندي.
ويوم أمس الأحد عاد بريان ملروني في مقابلة مع قناة تلفزة سي تي في ليؤكد بأن مسؤولية رئيس وزراء أن يؤمن التنمية الاقتصادية للبلاد وأن خط أنابيب الشرق يتوجب أن يكون في صدر أولوياته. وهو يقول بهذا الخصوص "يتوجب أن لا نبقي 174 مليار برميل بترول من ألبرتا في بطن الأرض"
وجوستان ترودو الوفي لطبيعته التوافقية كان فضل أن يتوصل الجميع بأعجوبة لنوع من التوافق غير أن الواقع تخطاه.
إن حكومته تشارك في المساومات الجارية بين كبار الموظفين في ألبرتا وفي بريتيش كولومبيا لفتح الطريق لخط الأنابيب نحو الهادي.
وراشيل ناتلي رئيسة حكومة المقاطعة التي عقد فيها جوستان ترودو مجلس وزرائه (في التاسع والعشرين من إبريل نيسان) تواصل ممارسة ضغوطها.
وتواصل ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابرس بالقول في حال بدأت الأمور بالتحرك على هذه الجبهة ما قد يستتبع وضعا متحفزا من قبل المدافعين عن البيئة وعند بعض عمدة المدن بمن فيهم عمدة مدينة مونتريال فإن شهر العسل قد يمر بكسوف كبير.
وحتى الآن فإن المتعثرين من الحكومة الجديدة لم تحدث عثراتهم سوى قليل من الضجة.
لكن من بين هذه العثرات: الغموض الذي أحاط طويلا بالمشاركة العسكرية الكندية في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية المسلح والإعلان عن عجز بقيمة 30 مليار دولار كندي وهو أكثر بثلاث مرات عما كان قد تعهد به الليبراليون خلال الحملة الانتخابية بالإضافة لبيع عربات مصفحة للمملكة العربية السعودية.
وقد حاولت الحكومة إلصاق الخطأ بحكومة حزب المحافظين السابقة غير أن صحيفة الغلوب أند ميل كشفت أن الوزير ستيفان ديون هو الذي وضع مسيرة الصفقة حيز التطبيق عندما وقع على الأذون الضرورية.
والعثرة الأخيرة للحكومة الكندية الحالية وهي ليست أقل أهمية من سابقاتها لأنها تشير إلى تساهل على مستوى المناقبية فهي حفل الكوكتيل الذي نظمته شركة محامين كبيرة من تورنتو على شرف وزيرة العدل جودي ويلسون ريبولد بقيمة 500 دولار للبطاقة الواحدة عن كل مدعو.
وما كان من وزيرة العدل دفاعا عن نفسها بأن تلبية الدعوة قد تثير تنازع مصالح بأن أشارت إلى أنها مدعوة بصفتها نائبة وهو عذر أقبح من ذنب.
وتختم ليزيان غانيون مقالها بالقول وما كان من زميلتها وزيرة المؤسسات الديمقراطية مريم منصف إلاّ أن اتهمت حزب المحافظين الذين قدموا مذكرة لوم بحق الوزيرة أي وزيرة العدل بأنهم لفقوا هجوما لا يستند لأساس ضد زعيمة من السكان الأصليين متهمة إياهم بالتمييز العنصري وكراهية النساء.
لكن إلى أي درك وصلنا تختم ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابرس.
(لابرس/راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.