نادرا ما يدعو مجلس الأمن الدولي منظمات طوعية للتحدث في جلساته، لكن الاعتداء على ثلاث مستشفيات في أسبوع واحد في سوريا وسقوط عشرات القتلى من مرضى وجرحى وعمال إنسانيين ومسعفين وأطباء، فرض نفسه أمس على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي حيث خاطبت رئيسة منظمة " أطباء بلا حدود "، الطبيبة الكندية جوان ليو أعضاء المجلس بشجاعة وهدوء وصوت مؤثر مكررة أكثر من مرة : " أوقفوا هذه الاعتداءات" ومضيفة:
" نساء وأطفال المرضى والجرحى والمسعفون والمعالجون محكومون بالموت، أوقفوا هذه الاعتداءات".
وجوان ليو لا تمارس السياسة في أروقة الأمم المتحدة أو وزارات خارجية الدول الغربية إنما هي قبل كل شيء طبيبة ميدان. وبالرغم من مسؤولياتها الكبيرة على رأس المنظمة، تواصل مهماتها الميدانية بصورة منتظمة كما تقول مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في الأمم المتحدة صوفي لانغلوا وتضيف:
" ذهبت مرتين إلى سوريا واليمن وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان وأفغانستان وهي تصر على زيارة الأماكن الأخطر في العالم لإعطاء المثل وطمأنة من يعملون في المنظمة".
وأمس حملت رسالة "أطباء بلا حدود" وتوجهت بإصبع الاتهام إلى الدول الأعضاء الدائمين الخمس بصراحة وشجاعة قائلة:
"أربع من الدول الخمس الدائمة العضوية من هذا المجلس، وبمستويات مختلفة، شاركت في أحلاف مسؤولة عن تلك الاعتداءات وهذا يشمل التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والتحالف بقيادة السعودية في اليمن".
وتعلق صوفي لانغلوا على هذا الإعلان بأن ليو أرادت التذكير بأن المسؤولية لا تقع فقط على الدول المارقة وتضيف:
" من السهل ربما اتهام بشار الأسد الذي يرتكب الفظاعات منذ خمس سنوات لكنها أرادت التذكير بأن الولايات المتحدة قصفت أيضا مستشفى تابعا لأطباء بلا حدود في قندوز – أفغانستان في تشرين أول – أكتوبر الماضي، عن طريق الخطأ بحسب الأميركيين وبصورة مفتعلة بحسب أطباء بلا حدود"
أمس كان يوما تاريخيا بالنسبة لرئيسة منظمة "أطباء بلا حدود" الكندية جوان ليو "لأن بإمكاننا القول بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي بالإجماع،إنه منذ اليوم فصاعدا انتهت الاعتداءات على الفرق الطبية والمستشفيات والعمال الإنسانيين والمرضى وسيارات الإسعاف".
عسى أن تكون على حق...
راديو كندا الدولي - هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.