تناولت صحيفة "ذي غلوب آند ميل" في تعليق لها استقالة زعيم الحزب الكيبيكي بيار كارل بيلادو من منصبه ومن مقعده النيابي يوم الاثنين في قرار مفاجئ قال إنه أقدم عليه من أجل خير أولاده. ولبيلادو ثلاثة أولاد من زواجيْن مختلفيْن، الاثنان الأصغر سناً بينهم في عمر الحادية عشرة والسابعة، وهما من زوجته الثانية، منتجة البرامج والإعلامية الواسعة الشهرة جولي سنايدر التي انتهى زواجه منها بافتراق قبل ثلاثة أشهر.
ويدعو الحزب الكيبيكي لاستقلال كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، عن الاتحادية الكندية، ويشكل المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الكيبيكية (الجمعية التشريعية) منذ خسارته الانتخابات العامة الأخيرة في المقاطعة التي جرت في نيسان (أبريل) 2014 والتي فاز فيها الحزب الليبرالي الكيبيكي بزعامة فيليب كويار بحكومة أكثرية.
وفي مقالها بعنوان "وداعاً بيار كارل بيلادو، كنت أفضل صديق للفدرالية" ترى "ذي غلوب آند ميل" الواسعة الانتشار في كندا أن انسحاب بيلادو المفاجئ من الحياة السياسية يشبه دخوله إليها. فدخوله المعترك السياسي بشكل غير متوقع في ربيع 2014 كمرشح عن الحزب الكيبيكي في الانتخابات العامة في مقاطعة كيبيك لم يكن له مفعول يُذكر، برأي الصحيفة.
وتذكّر "ذي غلوب آند ميل" بمشهد بيلادو رافعاً قبضته وهو واقف إلى جانب زعيمة الحزب الكيبيكي ورئيسة الحكومة الكيبيكية الخارجة آنذاك بولين ماروا عند إعلان ترشحه عن إحدى دوائر المقاطعة في آذار (مارس) 2014، وبوعده بتحقيق استقلال كيبيك بسرعة، وترى أن ذلك ساهم في هزيمة حزبه في تلك الانتخابات العامة.
وترى الصحيفة أن استقالة بيلادو كانت واحدة من بين عدة إصابات ألحقها بنفسه في حياته السياسية القصيرة والهائجة، وتضيف أن وداعه المباغت للسياسة في كلمة ألقاها دامع العينيْن في مكتب للحزب الكيبيكي مجاور لشركة الإنتاج التلفزيوني التي تملكها زوجته السابقة قد يكون له وقع أكبر من أي شيء قام به كنائب في الجمعية الوطنية.

انسحاب زعيم الحزب الكيبيكي إلى الظل هو عادة مدعاة للاحتفال في أوساط الفيديراليين، لكن بيلادو نفسه، الذي لا يجيد الاستماع للآخرين وذا الطبع البركاني وغير الكفؤ من الناحية التنظيمية، كان يشكل الحجة الفضلى لعدم الاقتراع لصالح الحزب الكيبيكي، ورئيس حكومة كيبيك الليبرالية فيليب كويار يتحسر بالتأكيد على استقالته، لأن هذه الاستقالة تعني إزالة الحاجز الأكبر أمام وصول الحزب الكيبيكي إلى السلطة مجدداً في ظل الشعبية المتدنية لليبراليين، ترى "ذي غلوب آند ميل".
وتمضي الصحيفة بالقول إن الحزب الكيبيكي مشهور بذبح قادته بقدر ما مشهور باحتضان آخر مخلص يتبوأ قيادته، وتضيف أن القلق الرئيسي الذي على الفدراليين أن يشعروا به هو اقتناع الحزب الكيبيكي في النهاية بأهمية انتخاب زعيم جديد له قادر على حشد الحركة الاستقلالية التي ازداد تفتتها في حقبة بيلادو.
فبيلادو، رئيس مجلس إدارة شركة "كيبيكور" الإعلامية العملاقة، الذي اختير من أجل تثبيت أهلية الحزب الكيبيكي في مجال الأعمال، نجح في إغضاب حلفاء الحزب التقليديين، كالاتحادات الطلابية والنقابية، وفي تنفير شخصيات أساسية في الحزب منه.
وبعد ظهوره في البداية كقائد عازم على تحقيق استقلال كيبيك دون تأخير، ما جعله وريثاً طبيعياً لخط زعيم الحزب الراحل رئيس الحكومة الكيبيكية الأسبق جاك باريزو، مال بيلادو إلى مزيد من الاعتدال في هذا الموضوع، فنجح في عدم إرضاء أحد في الحزب، تقول "ذي غلوب آند ميل".
سيذكر التاريخ أن قيادة بيلادو للحزب الكيبيكي كانت دون المستوى المتوسط، وأن مدتها البالغة 353 يوماً تجعل منه صاحب الولاية الأقصر بين زعماء الحزب منذ تأسيسه قبل نحو نصف قرن، وأنه الوحيد بين هؤلاء الذي لم يقد الحزب في انتخابات عامة.
سيُفتقد بيار كارل بيلادو، ومن قبل الفدراليين بصورة خاصة، تختم "ذي غلوب آند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.